بعيدًا عن التلاسن الحادث بين مؤيدى ومعارضى زواج وإنجاب المطربة الكبيرة الراحلة أم كلثوم، وهو الموضوع الذى فجرته إحدى المواقع الصحفية، عن تسجيل للمؤلف محفوظ عبدالرحمن، الذى رحل عن عالمنا قبل أيام موصيًا بعدم نشر ما جاء به إلا بعد وفاته، حسب قول محرر الموضوع الذى كذبته الفنانة سميرة عبدالعزيز، تمامًا وأشارت إلى مقاضاة الصحفى والجريدة، وبعيدًا عن كل الجدل الذى ثار بعدها أذكر لكم واقعة حدثت قبل شهر من رحاب عيد الأضحى، الذى نعيش ظلال آخر أيامه للعام الجارى ٢٠١٧.
هى شهادة حق ربما تسهم فى حسم الجدل الدائر بشكل ما، الحكاية بدأت حينما تلقيت دعوة من قناة نايل سينما للتعرض بالنقد والتحليل والحديث عن فيلم «كوكب الشرق»، الذى كتبه محفوظ عبدالرحمن، ومن إخراج القدير محمد فاضل، الذى كان ضيفًا معى فى نفس الحلقة، ولكن فى فقرة منفصلة.
جلسنا فى مكان الضيوف أنا وفاضل، وتحدثنا لأكثر من ٢٥ دقيقة تقريبًا عن الفيلم وقال لى فاضل، إن أم كلثوم تزوجت وأنجبت وهى قاصر، حيث كان يستلزم تجوالها فى الريف أن تكون زوجة، وحدث ذلك بالفعل وأنجبت محمد دسوقى، الذى صار مهندسًا يعرفه جميع من فى الوسط الفنى باعتباره ابن شقيقة أم كلثوم، وسألت فاضل، ومن أين لك بهذه المعلومة؟ فأجاب أنه أثناء الإعداد لفيلمه قام بتسجيل نحو تسع ساعات مع الصحفى الراحل مصطفى أمين، والذى كان صديقًا مقربًا من أم كلثوم، وأن تلك التسجيلات موجودة فى حوزته، حسب قوله، وتشهد عليها أيضًا زوجته فردوس عبد الحميد، التى قامت بدور أم كلثوم فى الفيلم وأوصانى فاضل، بعدم الإفصاح عن ذاك الأمر.
أظن أنه بعد ما تفجر مؤخرًا فى هذا الشأن لم يعد من المنطقى أن أكتم شهادة مثل هذه، وربما يخرج سائل يريد توثيق هذا الأمر يسألنى عن وثيقة أو تسجيل أو دليل على ما أقوله، والرد هنا سيكون رهان على المخرج محمد فاضل، نفسه ومالك التسجيل الذى تحدث معى عنه، وأظن أن أخلاق المخرج الكبير ستمنعه من الإدلاء بشهادة، صحيح ربما لا تفيد كثيرًا، ولكنها من المؤكد ستعيد حقًا لأصحابه.
لست مضطرًا لأن أدخل فى اشتباك على الخط مع أى طرف من الأطراف سواء الصحافة أو أصدقاء «ثومة»، أو حتى ورثتها، لكن الظرف هو الذى حكم بهذا، خاصة بعد أن أثار وألهب موضوع زواج أم كلثوم وإنجابها كل العالم العربى والمهتمين بأسطورة الغناء المصرى.
حقيقة إنجاب أم كلثوم، يفجر قضية مهمة للغاية، وهى إخفاء الفنانيين لأبنائهم، فلا أحد يستطيع أن ينسى أو يتناسى قصة الفنانة سماح أنور، التى ظهرت فى أكثر من مناسبة بولد اسمه أدهم، قالت فى البداية إن والداه توفيا وهى تبنته، ثم عادت بعد سنوات لتعترف للرأى العام أن أدهم ما هو إلا ابنًا لها من زيجة سرية من الطيار عاطف فوزى، وأن إنكارها لنسبه غلطة كبرى فى حق ابنها، رغم ذلك فأنا اعتبر سماح أنور، هى الأكثر جرأة وشجاعة على الإطلاق، فهى أظهرت الحقيقة، وهى على قيد الحياة بعد أن قامت بإخفائها عن أقرب صديقاتها وهى المطربة أنغام، لأكثر من ست سنوات.
هذا على عكس حقائق أخرى لا تظهر إلا بعد وفاة أصحابها، فمثلًا قبل سنوات وبعد وفاة سعاد حسنى، ظهر الكاتب الصحفى الكبير مفيد فوزى، معلنًا زواج السندريلا من عبدالحليم حافظ، وهنا أقامت نجاة، شقيقة السندريلا الدنيا ولم تقعدها مكذبة فوزى، الذى التزم الصمت، ورغم ذلك فوجئت بكتابها عن شقيقتها والذى أهدتنى منه نسخة بتوقيعها تكشف وتؤكد فيه عبر رواية ساذجة زواج سعاد وحليم رسميًا بشهادة شيخ الأزهر آنذاك. لماذا لا تظهر الحقائق فى الوسط الفنى إلا فى الظروف الاستثنائية، نسب أبناء عز وزينة يكشف زواج الممثل الوسيم من المطربة أنغام.. اعتراف نبيلة عبيد، بزواجها من السياسى أسامة الباز، ولكن بعد رحيله، نفى وتأكيد زواج سمية الخشاب من أحمد سعد كان سرًا، وكشفت الأمر ريم البارودى!
