الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبد الحميد الثاني.. سلطان الاحتلال

عبدالحميد الثاني
عبدالحميد الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
آخر سلاطين الدولة العثمانية الفعليين، تولى الحكم لمدة 33 عامًا من 1876 حتى 1909، اتسمت فترة حكمه بأحداث عصيبة حيث تفاقمت الأزمة الاقتصادية، واشتد حصار الدول الاستعمارية للدولة العثمانية، حيث استولت فرنسا على تونس وبريطانيا على مصر، وأبعد عن العرش عام 1909 بتهمة الرجعية، ووضع تحت الإقامة الجبرية في قصر بكلر بكي حتى وفاته في 10 فبراير 1918، إنه السلطان عبد الحميد الثاني.
ولد عبد الحميد في 22 سبتمبر 1842م، وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول من زوجته الثالثة، وكان أبوه أول سلطان عثماني يضفي على حركة التغريب في الدولة العثمانية صفة الرسمية، وعُرف عهده بعهد التنظيمات، الذي يعني تنظيم شئون الدولة وفق المنهج الغربي.
توفيت أمه عن عمر 33 عامًا من مرض السل وهو في الثامنة من عمره، فعُهد بعبد الحميد إلى زوجة أبيه التي اعتنت بتربيته، وأولته محبتها، وكان معروفًا عنها أنّها شديدة التديُّن وكان عبد الحميد يقول عنها:"لو كانت والدتي حيَّة لما استطاعت أن ترعاني أكثر من رعايتها"، وقد منحها عند صعوده للعرش في مثل هذا اليوم 7 سبتمبر عام 1876م، لقب "السلطانة الوالدة"، وكان عبد الحميد نجارًا ماهرًا، وقد صنع معظم أثاثه بنفسه، وما زال هذا الأثاث موجودًا للمعاينة في قصري يلديز وبايلرباي في اسطنبول. عبد الحميد الثاني كان أيضًا مهتمًا بالأوبرا، وكتب بنفسه أول ترجمة إلى اللغة التركية للعديد من الأوبرات الكلاسيكية. 
ألـَّف عبد الحميد العديد من الأوبرات لكي تؤديها مزيكا همايون التي أسسها، كما استضاف فناني الأوبرا المشاهير من أرجاء أوروبا للأداء في دار أوبرا قصر يلدز، وكان قد قام بترميم هذه الدار وجددها، وصـُوِّر فيها فيلم "حريم سواريه"، للمخرج التركي الإيطالي فرزان اوزبتك، والذي يبدأ بمشهد سينمائي تاريخي للسلطان عبد الحميد الثاني وهو يشاهد أحد عروض الأوبرا بها. 
درس عبد الحميد اللغة التركية والفارسية والعربية والفرنسية، ودرس الكثير من كتب الأدب والدواوين الشعرية والتاريخ والموسيقى والعلوم العسكرية والسياسية، وكان يحب مهنة النجارة ويقضي فيها الوقت الكثير، وما تزال بعض آثاره النجارية موجودة في المتحف.
التقى عبد الحميد في خلافة عمه بعدد من ملوك العالم الذين زاروا اسطنبول، وعُرف عنه ممارسة الرياضة وركوب الخيل والمحافظة على العبادات والشعائر الإسلامية والميل إلى العزلة، وكان والده يصفه بالشكاك الصامت.
بويع عبد الحميد بالخلافة في مثل هذا اليوم وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، وهو الخليفة السابع والعشرون في الخلفاء العثمانيين، وتولَّى العرش مع اقتراب حرب عثمانية روسية جديدة، وظروف دولية معقدة، واضطرابات في بعض أجزاء الدولة، خاصة في البلقان.