كثيرًا ما يخرج علي النص بكونه رجل دين، والمسئول عن ملايين من أبناء طائفته الأرثوذكسية فى الداخل والخارج، فتجده يتحدث كشخصية دبلوماسية يحمل هموم الوطن، فتغلبه وطنيته فتسيطر مصر على لسانه وعقله، إنه البابا تواضروس الثاني، الذى استحق لقب «البابا السفير».. منذ توليه الكرسى البطريركى فى نوفمبر 2012.
ومع أول زيارة له للخارج حتى الآن، كان وما زال دائم الحرص على أن يرفع اسم مصر، ويذكره عاليًا أمام الأجانب، فيتحدث عن تاريخها وحضارتها والتعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين، وعن تاريخ الكنيسة فى مصر، ومدرسة الإسكندرية للتعليم اللاهوتي، بالإضافة لعلاقة الكنيسة بالأزهر والدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى دائمًا ما يصفها بالعلاقات «الطيبة».
فى هذا التقرير نستعرض أبرز زيارات البابا للخارج، وأهم تصريحاته خلال لقاءاته بالمسئولين التى حملت رسائل سياسية ودينية.
زيارة بابا الفاتيكان
فى مايو ٢٠١٣، استهل البابا تواضروس زيارته الخارجية، وكانت الفاتيكان هى المحطة الأولى لبابا الكنيسة المصرية. حيث جمع اللقاء الأول بعد انقطاع مدة ٤٠ عاما، على أول زيارة قام بها البابا شنودة الراحل للفاتيكان فى مايو ١٩٧٣.
أول دولة عربية
فى مايو ٢٠١٤، كانت الزيارة الأشهر عربيًا للبابا تواضروس، حيث توجه للإمارات، بعد توجيه دعوة من الشيخ خليفة بن زايد.
وقال البابا فى كلمته للشعب الإماراتى «ما يعجبني فى هذا الشعب العظيم وقفته بجانب مصر ومحبته الفياضة.
الكنيسة والأزهر
فى مايو ٢٠١٥، زار البابا دولة هولندا، وتحدث حول مصر التاريخ والحضارة، فقد زارتها العائلة المقدسة، ومصر أرض الرهبنة.
وتحدث البابا عن الوحدة الوطنية فى مصر، فقال: «نحن لدينا توازن فى كل توجهاتنا، فنحن نشرب من نيل واحد، وهو ما منحنا الطبيعة الوسطية، ونبنى علاقات مع كل المصريين، فتوجد علاقات قوية بين الكنيسة والأزهر، وأنا والإمام الأكبر بيننا علاقات قوية من خلال عمل مشترك نقوده سويًا، ونحن نحاول أن نبنى مصر بعد المواقف المتغيرة التى حدثت فى الفترة الماضية».
دعوة لاحتواء خلافات سد النهضة
وفى سبتمبر ٢٠١٥، زار البابا دولة إثيوبيا، وسط استقبال حافل، داعيًا فى كلمته الخبراء ومهندسى الرى والقيادة السياسية الحكيمة لدى مصر وإثيوبيا فى احتواء أى خلاف قد يتعلق بسد النهضة، مؤكدًا أن المستقبل مشرق للجميع.
الملك عبدالله
وفى سبتمبر ٢٠١٦، وبدعوة من الملك عبدالله، زار البابا تواضروس لأول مرة دولة الأردن. وأعرب خلال زيارته للمملكة الهاشمية عن تقديره الكبير للدور المهم الذى يقوم به الأردن، فى تعزيز التفاهم ومد جسور التلاقى بين مختلف أتباع الأديان السماوية.
الرئيس اللبناني
فى ١٣ فبراير ٢٠١٧، استقبل البابا الرئيس اللبناني، ميشال عون، بالمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية. وأكد خلال لقائه بالرئيس اللبنانى عمق العلاقات الرسمية والشعبية والكنسية مع لبنان. وتناول البابا فى كلمته مع «عون» ما تشهده مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى من بناء المشروعات القومية مثل «قناة السويس الجديدة»، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
المذبحة الأرمينية
فى إبريل ٢٠١٥، وبدعوة من جمهورية أرمينيا لعدد من ممثلى دول العالم والشخصيات العالمية والدولية للحضور للعاصمة الأرمينية «يريفان»، لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية على يد دولة الخلافة العثمانية، والتى راح ضحيتها حوالى مليون ونصف المليون أرمينى ومئات الآلاف من السريان والكلدانيين فى عام ١٩١٥.
البابا والملكة إليزابيث
يوم ١٠ مايو الماضي، وفى زيارته الأولى للعاصمة البريطانية، لندن، فقد استقبلت الملكة إليزابيث، البابا تواضروس فى قلعة ويندسور. وكان اللقاء تاريخيًا، بحسب وصف سفير بريطانيا بالقاهرة، الذى قال «إن الملكة الـ٦٦ على مدار ١٥٠٠ سنة تستقبل بابا مصر الـ ١١٨ خلال ٢٠٠٠ سنة.. طرفان ذوا حكمة وخبرة كبيرة فى التعايش والاستمرارية فى عالم متغير».
«مصر بتسلم عليكم»
«مصر بتسلم عليكم»، ومن مصر للكويت.. كانت رسالة السلام من البابا تواضروس فى إبريل الماضي، أثناء زيارته للكويت. وقال فيها: «مصر والكويت قريبان.. يعنى لو قلت لكم مصر بتسلم عليكم يعنى مصر مش بعيدة»، مُضيفًا: «انهاردة عيد تحرير سيناء ٢٥ إبريل فى مصر فهى مناسبة طيبة، يعنى هنا الكنيسة تحتفل بالتدشين وإحنا بنحتفل بتحرير سيناء»، متابعا: «ربنا يبارك فى حياتكم ورزقكم تعيشوا بالأمانة دايمًا».
رسالة رئيس روسيا لرئيس مصر
فى زيارته الثانية لروسيا نهاية مايو الماضي، أكد الرئيس فلاديمير بوتين، أثناء لقائه البابا تواضروس، على حُسن العلاقات التى تربط روسيا ومصر قيادة وشعبًا.
وطلب الرئيس الروسى من البابا أن ينقل للرئيس عبدالفتاح السيسى وللشعب المصرى أحر تمنياته، مشيرا إلى أن التواصل مع البطريرك القبطي، الذى يمثل المسيحية فى مصر مناسبة سعيدة بالنسبة لروسيا.
أول كنيسة مصرية في اليابان
فى زيارته الحالية لليابان، عبر البابا عن سعادته بتدشين أول كنيسة مصرية أرثوذكسية فى اليابان. وقال البابا تواضروس، إن الكنيسة القبطية المصرية نشأت فى القرن الأول الميلادى، وتحديدا فى الإسكندرية، ومعروف تاريخيًا أن مدينة الإسكندرية أنشئت قبل القاهرة، ولذلك يحمل لقب بابا الإسكندرية.
