الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

منع قطر لمواطنيها من أداء فريضة الحج يستحوذ على آراء كُتاب المقالات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الجمعة عددًا من الموضوعات المهمة، منها قرار منع قطر لمواطنيها من أداء فريضة الحج.

ففي مقال تحت عنوان "من يحمي الشعب القطري؟!" قال رئيس تحرير جريدة "الأهرام" علاء ثابت إنه لا يمكن لمؤمن بحق الإنسان فى ممارسة شعائره الدينية أن يمر مرور الكرام على قرار أمير قطر منع الحجاج القطريين من السفر للمملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، بكل ما يحمله من انتهاك لحق أصيل من حقوق الإنسان، ومن تسييس للحج بعد فشل محاولاته السابقة أولا فى الدعوة لتدويل الحج وثانيًا فى تمرير الادعاء بأن الدول العربية الأربع "تحاصر" الشعب القطري وأن السعودية تستخدم الحج سياسيًا في إطار الضغط عليه.
وأشار الكاتب إلى أنه نظرًا لحساسية موسم الحج فقد وضعت السعودية بعض القواعد المنظمة لاستقبال الحجاج القطريين رأي الشعب القطري أنها تلقى بعض الصعوبات عليه لأداء الفريضة، فبادر الشيخ عبد الله بن على آل ثاني حفيد مؤسس دولة قطر بزيارة خادم الحرمين طالبًا منه مزيدًا من التسهيل للحجاج، فرد خادم الحرمين بقرار استقبال الحجاج القطريين على نفقته الخاصة وعبر أسطول خطوط الطيران السعودية وإعفاء الحجاج القطريين من التصاريح الإلكترونية، وبالفعل طلب الطيران السعودي من نظيره القطري السماح بهبوط الطائرات السعودية فى الدوحة لنقل الحجاج إلى المملكة، إلا أن النظام القطري رفض الطلب.
ورأى الكاتب أن الرد القطري على المطلب السعودي لخدمة حجاج قطر أكد أن النظام القطري غير معنى بتسهيل حج مواطنيه بقدر ما هو معنى بممارسة نوع من الغطرسة الزائفة تجاه المملكة، والأهم أن فضح الادعاءات القطرية لم يأت من جانب المملكة فقط، بل جاء من جانب الشيخ عبد الله بن على آل ثاني الذي صرح مخاطبا الشعب القطري "يؤسفني منع نقلكم عبر الطائرات السعودية من الدوحة لأداء الحج"، علاوة على ذلك فإنه لابد من تأكيد أن قرار خادم الحرمين نقل الحجاج القطريين على نفقته وإن كان تأكيدًا جديدًا على السياسة السعودية الثابتة بعدم تسييس الحج وأنها لم تمنع يومًا حجاج دولة لخلاف سياسي مع حكام تلك الدولة، فإنه فى الحقيقة جاء لإنهاء الأكذوبة القطرية بأن السعودية تقف ضد أداء القطريين فريضة الحج، ولتعرية أمير قطر أمام شعبه وأمام الأمة الإسلامية خاصة المجتمع الدولي عامة.
وأكد أن قرار النظام ومنع الحجاج يشير بوضوح إلى حالة الضعف والخوف التي يمر بها النظام على المستوى الداخلي بتأثير من المقاطعة العربية، فأمير قطر لم يتخذ ذلك القرار نتيجة الخلاف مع السعودية فقط ولكن بسبب وساطة الشيخ عبد الله آل ثاني لدى خادم الحرمين، فحل مشكلة الحجاج التي كان يتذرع بها الأمير تميم عن طريق الشيخ آل ثاني يعني بكل تأكيد إحراجا للأمير ويدعم مكانة آل ثاني ويرفع شعبيته بين القطريين، ودون أدنى شك فإن تلك النقطة تمثل التهديد الحقيقي الذي يسعى تميم للتعامل معه.
وقال الكاتب إن خروج المواطنين القطريين في مظاهرات وبدء ظهور شعارات معارضة للنظام بينما يصعد نجم الشيخ عبد الله آل ثاني، ثم فتح المجال للإدانة الدولية للنظام الحاكم من خلال قيام المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بتقديم شكوى عاجلة إلى المقرر الخاص للحريات الدينية للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان ضد دولة قطر، على اعتبار أن منع المواطنين من الحج يعد انتهاكا فادحا للحق في ممارسة الشعائر الدينية، كل ذلك ينذر بأن الأمور في قطر تتطور فى غير مصلحة النظام الحاكم، وبأن وضع الأمير ونظامه بات على المحك، وهو الأمر الذي يدفعنا لتأكيد أن منع الحجاج لن يكون الإجراء الأخير من النظام لإرهاب الشعب القطري، خاصة إذا مر قرار أو بالأحرى جريمة منع الحجاج دون موقف حاسم من الدول العربية ومن المجتمع الدولي حماية للشعب القطري الذى سيدفع وحده فاتورة خطايا نظامه داخليا وخارجيا.
أما الكاتب فاروق جويدة ففي عموده "هوامش حرة" وتحت عنوان " الإعلام المصري بين التمويل الغامض وغياب المسئولية" بجريدة الأهرام، فأشار إلى أن المدافع والطائرات والسفن لم تعد هي مصادر القوة الوحيدة التي يعمل لها العالم ألف حساب، فهناك مصادر قوة الآن تهز أركان العالم وتقيم الثورات وتقتحم خصوصيات الشعوب وتدمر الثقافات وتنشر الفتن، لافتًا إلى أنها الإعلام هذا الأخطبوط الذي غير تمامًا موازين القوى بين الدول والشعوب وأصبح قادرًا على أن يغير ملامح الأشياء ويشوه الحق من أجل الباطل، منبها بأن امتلاك وسائل الإعلام لم يعد حكرًا لأحد وتحول إلى معارك ضارية سالت فيها الدماء وضاعت الأوطان.
وقال إنه وسط هذا الركام يطل الإعلام المصري ضعيفًا واهيًا ركيكًا فى كل شيء، ومع مرور الوقت تزداد حدة الأزمة ونجد أنفسنا شعبًا وحكومة أمام حالة انحدار وتراجع في الرسالة والمهنية والمسئولية وحق المواطن في أن يعرف ويتعلم ويشارك بعيدًا عن هذا الصخب المجنون وهذا المال الضائع.
وأضاف أن أخطر ما في الإعلام الآن ليس برامجه وحواراته وأساليب انحطاطه ولكن الأخطر أنه يخدم مصالح مشبوهة، ويستخدمه البعض من أجل تشويه الحقائق ونشر الأكاذيب وتضليل الشعوب.
ولفت إلى أن العالم العربي اكتشف بعد عشرين عاما أن "قناة الجزيرة" التي تنطلق من إمارة صغيرة نجحت في أن تضرب في الجذور ثوابت هذه الأمة وتشجع الإنقسامات وتؤيد الإرهاب وتنشر الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.
وطالب جويدة بتوضيح الحقائق حول مصادر تمويل جزء كبير من الإعلام المصري الذي ظهر في هذه السنوات، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري يعانى الآن من هجمات مالية ضارية أفسدت كل شيء فيه.
وأوضح أن البذاءات والشتائم التي نشاهدها كل يوم على وسائل التواصل الاجتماعي تمثل جرائم يومية في حق هذا الشعب، وللأسف الشديد أنها تزداد كل يوم انحطاطا، لافتًا إلى أن هذه المواقع أفسدت أخلاقيات الأجيال الجديدة وأساءت في أحيان كثيرة للعلاقات التاريخية مع الشعوب الشقيقة وسربت قصصًا وأخبارًا كاذبة عن أسرار الناس وحياتهم، ولا توجد جهة واحدة تنص وتعيد لك حقك في الرد أو كشف الحقيقة.
وتساءل الكاتب: من أين تنفق هذه المواقع ومن أين يأتيها كل هذا المال إذا كانت ملكا لرجال الأعمال لماذا لا نعرف الحقيقة؟ وهل تقوم بدعاية مدفوعة؟ ولماذا لا تفصح عنها ولماذا لا نجد أسماء ملاكها على هذه المواقع سواء كانوا مصريين أو أجانب؟ وهل من حق الأجانب أن يقيموا مثل هذه المشروعات في مصر دون موافقة السلطات المسئولة؟
ورأى الكاتب أن حالة التردي التي أصابت لغة الحوار في بعض الوسائل الإعلامية من صحافة وفضائيات - وهي بكل المقاييس تعكس المستوى الفكري والثقافي والأخلاقي الذي وصل إليه البعض ويحتاج إلى علاج نفسي - تؤكد أننا أمام ظواهر مرضية ولسنا أمام فكر يناقش بالرأي والحجة والترفع، وأن ما يجرى في منظومة الحوار يحتاج إلى تربية ثقافية وأخلاقية تعيد للحوار قدسيته.
أما الكاتب محمد بركات ففي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار"، فقال تحت عنوان " الإرهاب.. وكشف المستور ٢/٢": إنه في ظل ما تكشف مؤخرا من المعلومات والتقارير والأنباء المتداولة والمنشورة عبر وسائل الأعلام الامريكية والأوروبية خلال الأسابيع والشهور الماضية حول قيام وتكوين المنظمات والجماعات الإرهابية التي عاثت في الأراضي العربية بصفة خاصة والدولية بصفة عامة فسادا وقتلا وتخريبا، يصبح من المؤكد وجود علاقة وثيقة تربط بين هذه المنظمات وتلك الجماعات وبين المخابرات الأمريكية وأجهزة المخابرات التركية والألمانية والبريطانية وأيضًا القطرية للأسف.
وأضاف أنه بالرغم من محاولات التعمية والتضليل التي أحاطت بنشأة ونمو تنظيم "داعش" الإرهابي وغيره من التنظيمات المستحدثة التي ظهرت ما بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ إلا أن خيوط الحقيقة بدأت في الظهور للعلن حاملة معها دلائل مؤكدة عن الجهات المسئولة عن قيام هذا التنظيم وغيره والدول الداعمة لوجود هذا التنظيم وتوغله في المنطقة العربية والأسباب وراء ذلك الوجود وهذا الدعم.
وأوضح أن ما أصبح معلومًا الآن يؤكد صحة وجهات النظر القائلة بأن ما تشهده المنطقة العربية من انقسامات وصراعات دموية، يرجع في أساسه إلى بذور الخلاف التي ذرعتها قوى الشر الساعية لإضعاف الأمة العربية، وإذكاء الفرقة والعداوة بين دولها، وفق خطة منظمة تسعى لنشر الفوضى في العالم العربي، وهدم وتفكيك دوله وصولا لإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد في إطار الشرق الأوسط الجديد أو الكبير.
وأضاف أن هناك الكثير والعديد من المعلومات المسربة والمتداولة في أجهزة الإعلام الأمريكية والغربية، تتحدث عن صلة عميقة بين أجهزة المخابرات الأمريكية وتنظيم داعش ومسئوليتها المؤكدة عن إيجاده وإنشائه مثلما أنشأت من قبله تنظيم بن لادن والقاعدة، وأيضًا دعمها القوي والممتد والمستمر لجماعة الإخوان وتمهيدًا وإعدادًا للمناخ الملائم لتوليها السلطة في البلاد العربية، وتكليف المخابرات التركية والألمانية والبريطانية، وأيضًا القطرية بدعم ومساندة هذا التوجه بكل الوسائل والسبل الممكنة وعلى رأسها العمليات الإرهابية، وهذا قليل من كثير بدأ يتكشف.