الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رفعت السعيد في مذكراته: الإخوان بنوا مجتمعًا طبقيًا داخل السجن

المفكر الراحل دكتور
المفكر الراحل دكتور رفعت السعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لست قديسا، ولا أدعي البراءة المسطحة، ولا أزعم ذلك، ومن ثم فقد أروي، وقطعا سيحدث ذلك- رواية ما من زاوية نظري أو تفسيري الشخصي لها.. وتلك نوازع يصعب منازعتها مهما أدعيت لنفسك البراءة والحياد".
هكذا كتب المفكر الراحل دكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع في بداية مذكراته التي صدر جزؤها الأول تحت عنوان "مجرد ذكريات" عن دار المدى عام 1999، وكان فيها السعيد شاهدًا على العصر.
رفعت السعيد هو أصغر معتقل مصري، وأبرز من أرخ لتاريخ الحركة الشيوعية المصرية، يقدم في هذا الكتاب شهادته منذ النصف الثاني للقرن العشرين وإلى الآن.
يبدأ السعيد مذكراته بالحديث عن عائلته، ونشأته، حيث يقول: إن مولده بالمنصورة تزامن مع حزن المصريين على رحيل أمير الشعراء أحمد شوقي في 11 أكتوبر 1932.
ويعرج السعيد على بداياته مع الشيوعية التي تسبب فيها إعجابه منذ الطفولة بابن خالة والده "يوسف بدير"الذي يكبره بسنوات عدة، وتم اعتقاله باعتباره "شيوعي خطر" ومن هنا بدأ تعلق السعيد بالشيوعية.
كذلك تحمل المذكرات حديثا عن انقسامات منظمة "حدتو" بدعوى أن كل فريق يملك الحقيقة المطلقة، وعن أول مرة اعتقل فيها في أواخر الأربعينيات، حين كان عمره وقتها لا يتجاوز السادسة عشرة.
ثم يأتي عام 1951، وقد أصبحت "حدتو" منظمة قوية التكوين، حتى أنها وقفت أمام عبدالناصر حين زار كلية الحقوق مع عدد من قيادات مجلس الثورة، اجتمع بالمقابل حوالي مائة طالب من أعضاء حدتو وأعضاء الجبهة الوطنية الديمقراطية وعن ذلك يقول السعيد: "نجد رفاقنا وأصدقاءهم قد تعرضوا لمذبحة حقيقية".
في المقابل يقارن السعيد طوال الوقت بين السجناء الشيوعيين وغيرهم من الإخوان المسلمين، فالسجن برأيه كان صورة مصغرة للمواقف الطبقية لكلا التيارين السياسيين، الشيوعيين والإخوان المسلمين، ففي حين كان الشيوعيون في مأكلهم وعلاقتهم قائمة على إلغاء التمايزات بينهم، ليس انعكاسًا لتنظير وإنما حالة فطرية طبيعية تفرضها ظروف السجن – كان الإخوان يبنون مجتمعًا طبقيًا داخل السجن. 
فرأس المال الذي كان يأتي إلى السجناء الشيوعيين من أهاليهم كان يجري تأميمه "ليس قسرًا ولا إعمالًا لما في الكتب من نصوص، وإنما لنوازع فطرية، ففي مكان كهذا هل يطاوعك قلبك أن تنزوي في ركن خيمة يعيش فيها عشرة أشخاص لتأكل منفردًا، أو تشرب شايا وحدك، أو تدخن سيجارة دون غيرك".
لكن الإخوان في الطرف الآخر، استندوا إلى فهمهم الخاص للحلال والحرام، وخصصوا زكاة للجماعة وليس للفقراء، أقاموا مجتمعًا غريبًا أساسه التمايز بين الأغنياء والفقراء.
موقف السعيد في مذكراته من ثورة يوليو واضح، فهي برأيه ديكتاتورية لجمال عبد الناصر، والتحولات الاجتماعية كانت شكلية، ومجرد أرقام يضخها الإعلام دون سند من الواقع!.
في الجزء الثاني من المذكرات ينشر السعيد مشاهداته عن حقبة السادات، وصراع السادات مع مراكز القوى وغيرها.