الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عن النجاسة المعنوية وأخواتها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"وكأن المشرحة ناقصة قتلى"، حتى تخرج علينا أكشاك الفتوى بتوصيف جديد لمواطنى مصر المسيحيين بأنهم أنجاس معنويًا، ووفقًا لهذا التوصيف يمكن السلام عليهم – رغم أنه مكروه - دون الخوف من بطلان الوضوء.
الكلام هذه المرة صادر عن مشايخ المؤسسة الرسمية الأزهرية التى تدعى الوسطية وتحتكر الحديث باسم الإسلام والمسلمين، والغريب أن يأتى هذا الكلام وسط الحديث عن ما يسمى قانون مناهضة الكراهية الذى قام الأزهر بإعداده وقدمه لرئيس الدولة.
قبل عدة أسابيع خرج علينا الدكتور الأزهرى سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق بتصريحات، وصف فيها المسيحيين بالكفار، وقال: إن العقيدة المسيحية عقيدة فاسدة وأن المسيحيين كفرة ومصيرهم جهنم، مؤكدًا أن هذا تفسيره لآية، وأضاف: "لن أعتذر.. هذا اعتقادى أقاتل عنه ما حييت".
وبدلًا من إدانة هذا الكلام الشاذ الذى يعد وفقًا للقانون من قبيل "ازدراء أديان"، استنكر فقط الشيخ صبري عبادة، مستشار وزارة الأوقاف، التوقيت الزمنى لتصريحات سالم عبدالجليل، التى صرح فيها أن المسيحيين ديانتهم فاسدة مضيفًا: "أترفع أن يقول عبدالجليل هذا وما حدث سقطة لسان".
أى أن الحكاية مجرد توقيت زمنى خاطئ، وزلة لسان، رغم إعلان الدكتور عبدالجليل فى عشرات التصريحات بعد ذلك تمسكه بما قاله حتى الموت.
أما ملك الفتاوى الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية فهو يلخص الموضوع فى سطرين: "المسيحيين كفرة وعبيد وليس لهم حق الاختيار، وهم أقلية مجرمة كافرة".
فى موقع إسلامى اسمه الفرقان، يتحدث بوضوح من الآخر، عن فكرة نجاسة المسيحيين ويرجعها من يوم ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم متسائلا بتهكم: ماذا كان حال الزريبة التي تم فيها الوضع؟ تنجست برضه أم أن الذريبة نجسة بطبيعتها لكونها بيت لروث البهائم واليسوع وُلد في مكان نجس.
ويجيب: (يعني كله نجاسة في نجاسة)
ويضيف: نجد أن اليسوع نجس وأعماله الصالحة نجسة، لهذا نصل في النهاية أن اليسوع مخلوق نجس واللاهوت تنجس بنجاسة الناسوت، فأصبحت العقيدة المسيحية عقدية نجسة لعبادتهم معبود.
ونأتى إلى مفخرة المشايخ عند الحديث عن سماحة المسلمين تجاه المواطنين المسيحيين، وهى العهدة العمرية عند فتح القدس أيام الصحابى الجليل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ونجد بها عجب العجاب، وقد شهد عليها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن آبي سفيان وكتب سنة 15 هجرية).
(نص العهدة العمرية عن كتاب لأبن القيم الجوزية)
كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه
الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب،
ولا يجدِّدوا ما خُرِّب،
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم،
ولا يئووا جاسوسا،
ولا يكتموا غشاً للمسلمين،
ولا يعلّموا أولادهم القرآن،
ولا يُظهِروا شِركا،
ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا،
وأن يوقّروا المسلمين، 
وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس،
ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، 
ولا يتكنّوا بكناهم، 
ولا يركبوا سرجا،
ولا يتقلّدوا سيفا،
ولا يبيعوا الخمور،
وأن يجُزُّوا مقادم رءوسهم،
وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا،
وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم،
ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيء من طرق المسلمين،
ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم،
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفًا،
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين،
ولا يخرجوا شعانين،
ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم،
ولا يَظهِروا النيران معهم،
ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين،
فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم،
وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق.
هكذا الأمر فلا تلومن على اكشاك الفتوى.