في أقل من 15 عامًا ارتفعت نسب الولادة القيصرية 7 أضعاف كاملة، فما بين أعوام 1995 إلى 2017 ارتفعت نسب الولادة القيصرية من 7% إلى 52% على الترتيب، وتسببت هذه الزيادة في احتلال مصر المركز الثاني عالميا في نسب الولادات القيصرية، بحسب تصريح لوزير الصحة السابق الدكتور عادل العدوي.
وحول أسباب هذه الزيادة، قال الدكتور أحمد طاهر، استشاري طب النساء والتوليد: إن هناك لبسا ما بين اللجوء للولادة الطبيعية والقيصرية لدى الكثير من السيدات والرجال في مصر، وهو أمر خاطئ تمامًا على المستوى العلمي، مشيرًا إلى أن الأصل هو اللجوء إلى الولادة الطبيعية بينما تكون الولادة القيصرية حينما تعاني المرأة من مشكلة ما مثل وجود خطورة على الجنين أو على الأم أو مضاعفات تنتج عن الولادة الطببعية مثل وجود وضع غير طبيعي للجنين في بطن أمه.
ولفت طاهر إلى أن مصر أصبحت من الدول الأعلى في معدلات الولادة قيصريًا على مستوى العالم، حيث تقترب فيها معدلات الولادة القيصرية إلى 80% من حالات الولادة، وهي نسبة أعلى من الولايات المتحدة الأمريكية التي تصل فيها نسب الولادة القيصرية إلى حوالي 15% فقط، وأن السيدات تلجأن للولادة القيصرية خوفا من آلام الطبيعية، وهي فكرة تم إبطالها، حيث أصبحت الولادة الطبيعية بدون ألم.
وأوضح طاهر أن الولادة الطبيعية هي الأفضل في كل الأحوال، لأن فترتها فترة انتقالية تجعل الطفل يتهيأ للخروج للعالم الخارجي بعد أن كان يعيش داخل الرحم ويعتمد على نفسه في البقاء حيًا حيث تبدأ الوظائف الحيوية للجنين في التغير تدريجيًا، بحيث يكون قادرًا على التعامل مع الحياة، وهو أمر لا يحدث في الولادة القيصرية التي يتم إخراج الطفل فيها دفعة واحدة دون تهيئة ليبدأ في التكيف مع البيئة الخارجية بسرعة عالية جدًا، علاوة على أن الولادة القيصرية عملية كبرى يتم فتح البطن خلالها، ويجب عدم البدء بها بتلك الصورة السريعة، حيث تفقد السيدة الكثير من الدماء.
من جانبه، قال الدكتور عمرو حسن، استشاري طب النساء والتوليد ومؤسس حملة "أنت الأهم"، أنه مع تقدم الطب الحديث نجد في مصر أن المرأة الحامل وزوجها يتجهون للولادة القيصرية اعتقادًا أنها أفضل من الولادة الطبيعية، واصفًا الاتجاه للولادة القيصرية بأنه نوع من الاستسهال الذي يظهر عند الزوج والزوجة، كما أنه بيزنس خاص لدى الأطباء أيضًا، خاصة مع ارتفاع تكاليف الولادة القيصرية مقارنة بالطبيعية، حيث تبدأ الأسعار من 3 آلاف جنيه وتصل إلى 20 ألف جنيه، بينما الطبيعية تكون الأسعار أقل.
وأضاف حسن، أن الزوج وزوجته يلجآن إلى الولادة للحصول على المولود سريعًا، بجانب الرغبة في التخلص من الآلام التي تظهر خلال الشهر التاسع، لافتًا إلى وجود الكثير من التحديات والمشاكل التي قد تصاحب المولود قيصريًا والتي من بينها معاناته من مشاكل في الجهاز التنفسي على نقيض المولود طبيعيًا، فضلا عن معاناة الأم واحتياجها الكثير من الوقت حتى تخرج من أعراض الولادة، خاصة أن طول جرح الولادة القيصرية في البطن يكون 10 سنتيمتر، لافتًا إلى أن تكرار الولادة قيصريًا قد يؤدي إلى حدوث التصاق في البطن والتصاق الجرح القديم بالمشيمة.
وأكد حسن أهمية وجود حملات توعوية تقودها الجهات المختلفة كوسائل الإعلام والحملات التثقيفية التي تنظمها وزارة الصحة حول أنواع الولادة وحول الولادة القيصرية ومخاطرها.
