الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"القاهرة تستحوذ على 8900 مليونير إفريقي".. و1900 منهم يعيشون في الإسكندرية.. و3 تقارير حكومية "صادمة" تكشف أساطير "الرفاهية المصرية"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قمة من التناقض تلك التي يعيشها مجتمعنا المصري بعدما انهارت الطبقة الوسطى في ظل ظروف اقتصادية طاحنة، وحالة من الصدمة انتابت الكثيرين منا بعد الكشف عن تقرير صدر مؤخرا عن واحد من أكبر البنوك حول العالم "أفراسيا"، والذي قال إن نصف أثرياء القارة السمراء في القاهرة.

وذكر التقرير، الصادر في شهر إبريل الماضي، بعنوان "ثروة العالم الجديد"، حيث رصد أكثر المدن الأفريقية التي تضم الأغنياء والمليونيرات، ولفت إلى أن القاهرة تضم 8900 مليونير منهم 480 شخصًا يصنفوا كـ "مالتي مليونير"، كما جاءت مدينة الإسكندرية بالمرتبة 13 بالقائمة، إذ تضم 110 مالتي مليونير و1800 مليونير، وحسب التقرير فإن تصنيف "مالتي مليونير"، يعود إلى الأشخاص الذين تبلغ قيمة صافي الأصول التي بحوزتهم 10 ملايين دولار أو أكثر، فيما تعود كلمة "مليونير" إلى الأفراد الذين يبلغ صافي أصولهم مليون دولار أو أكثر.
وفي موقع الصدارة جاءت مدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا المرتبة الأولى واحتلت قمة ترتيب المدن الحاضنة للأغنياء، باحتوائها على 18200 مليونيرًا و970 مالتي مليونير. 

واحتل سوق السلع الفاخرة في مصر المركز الخامس على مستوى القارة السمراء من حيث معدل الإيرادات في عام 2016 التي بلغت حوالي 200 مليون دولار
وتراجعت مصر بنسبة 18% بالنسبة عدد المليونيرات خلال الفترة من عام 2006 إلى عام 2016، بحسب ما ذكره التقرير فيما يتوقع أن يستقر عددهم حتى حلول عام 2026.
الأرقام الصادمة التي شملها التقرير أعادت للأذهان ذاكرة محملة بالأوجاع حول الفقر في مصر، حيث كشفت تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حول معدلات الدخل والإنفاق في مصر، عن أرقام مرعبة حول تفشي الفقر في مصر وتآكل الطبقة الوسطى بسبب ضغوط المعيشة في المجتمع المصري
وذكر تقريران للتعبئة والإحصاء وهما «بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك» و«الكتاب الإحصائي السنوي» 2016، أن العديد من المقولات والأرقام التي تروجها بعض وسائل الإعلام عن معدلات الإنفاق والدخل في مصر، حيث أكدت التقارير أن 15% فقط من الأسر المصرية فقط نجحوا في الارتقاء للمنطقة الآمنة فوق سطح "الطبقة الوسطى"، والتي يبلغ معدل الدخل الشهري لديهم 4160، أي تنفق 50 ألف جنيه فما فوق سنويًا


وبين التقرير أن هناك شريحة، ليست بقليلة، وهي الأفقر في المجتمع وتشكل 10%، من المصريين، ويُنفق الفرد سنويًا 3332 جنيها، أي 277 جنيهًا شهريًا، وهو الرقم الذي لا يكفي لواحد فقط من قطاعات الإنفاق الأساسية سواء "الطعام أو الشراب أو السكن، أو الملبس"، وأولئك هم الملايين الذين يشترون عظام وأرجل الدجاج والمواشي بل ويلجأ البعض إلى جمع بقايا الطعام والخبر من صناديق القمامة المترامية في شوارع العاصمة.
وعن سوء التغذية الناتجة عن الفقر، أشار التقرير، إلى أن الطعام أصبح لا يكفي الأطفال، حيث بلغت نسبة التقزُم "قِصر القامة بسبب سوء كمية أو نوع الغذاء" بين أطفال مصر أقل من 5 سنوات بلغت 21% عام 2014، ربع الأطفال في الفئة العمرية 6- 59 شهرا يعانون الأنيميا.
وأشار التقرير إلى أن نسبة الفقراء ارتفعت إلى 27.8% عام 2015، مقابل 26.3% في 2013، خلال عامين سقط مليون و368 ألف مصري جديد تحت "خط الفقر المصري"، وهو معدل دخل 482 جنيها للفرد شهريًا، والسبب وراء ذلك هو ارتفاع الأسعار الذي لا يقابله ارتفاع في الأجور، ليزيد على إثره معدل التضخم السنوي وصل في أغسطس 2015 إلى 10.6%، ثم قفز في أغسطس 2016 إلى 16.4%.
المزيد من الأرقام النوعية، كشفها التقرير حيث قال إن 42.2% من المصريين لا تتصل منازلهم بشبكة الصرف الصحي، وأن 15% فقط من قرى مصر لديها صرف صحي، وتستهدف الحكومة حتى 2018 الوصول بالتغطية إلى 50% فقط.
كما ألغي التقرير فقاعة "البلد زحمة من كتر العربيات"، حيث قال إن الأسر التي تملك سيارة خاصة تبلغ نسبتها 7.9% فقط، أقل من أقلية، وأن عدد السيارات المُرخصة ملاكي في ديسمبر 2015 هو 4.1 مليون سيارة فقط على مستوى الجمهورية، أما الغالبية الساحقة من المصريين فهم هؤلاء المهروسون في المترو والأتوبيسات والميكروباصات.
أسطورة التكييفات سبب أزمة الكهرباء أيضا "غير صحيحة" فبحسب التقرير فإن الأسر التي تملك جهاز تكييف هي 11.1% فقط. أي أن حوالي 90% لا يملكون، الأمر نفسه بالنسبة لسخانات المياه حيث أن 54.4% فقط يملكون سخان مياه، ومازالت الغالبية تملك غسالة عادية بينما لم تدخل الغسالة الأتوماتيك إلا منازل 26.3% فقط من الأسر المصرية، كما أن أجهزة الرفاهية لا وجود لها على أرض الواقع مثلًا 5.8% فقط من الأسر المصرية تملك ميكروويف أو شواية، 1.7% يملكون غسالة أطباق.


3.7 مليون عاطل
أما عن البطالة فقد تجاوزت نسبة البطالة حاجز 12.8%، بمجموع 3.7 مليون عاطل، بينما بلغ عدد المشتغلين 24.8 مليون مواطن، منهم 5.9 مليون بالحكومة والباقي بالقطاع الخاص.
وفي 2017، بلغت قوة العمل فى مصر تصل إلى 29 مليون عامل بنسبة 32% من السكان، لافتًا إلى إن حوالى 12% من نسبة البطالة 35%، منهم حاملين شهادات جامعية، ومن الإناث يمثلن 75%.
وعن التعليم، هناك 23.7% من المصريين فوق 15 سنة يعانون الأمية، أي بمعدل ربع السكان، فيما بلغت نسبة المقيدين بالتعليم الابتدائي للعام الدراسي 2013- 2014، من الفئة العمرية للتعليم بلغت 89.6% للذكور و91.3% للإناث، بمعنى أن حوالي 10%، ربما أكثر من ربع مليون طفل، لم يدخلوا المدارس، في حين بلغت نسبة التسرب من المدارس 6.5% حسب تصريح لوزير التعليم فبراير 2014، أو عدديًا بلغت 2 مليون طفل تركوا المدارس بسبب الفقر أو حاجة أسرهم لإرسالهم للعمل، حسب تصريح لرئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمي.

انحدار الخدمة الصحية
وفضح التقرير كذب شائعات الالتحاق بالمدارس الخاصة، حيث ذكر أن 85.3% من الطلاب يلتحقون بالتعليم الحكومي، و7.3% بالتعليم الأزهري، أما التعليم الخاص كاملًا فلا يلتحق به إلا 7.4%فقط، وهو معدل ضعيف جدا.
وبلغ متوسط الإنفاق السنوي للأسرة المصرية على التعليم هو 3699 جنيها، أي 308 جنيهات شهريًا لكل الأبناء، شاملًا كل شيء بما فيه الدروس الخصوصية، ومصاريف الانتقال، والأدوات المكتبية.
فيما سلط التقرير الضوء على انخفاض إجمالي عدد أسّرة المستشفيات الحكومية والخاصة في مصر، ففي الوقت الذي يحتل فيه الإنفاق الصحي المركز الثالث عند المصريين بإجمالي 10% من الدخل، بعد الطعام 34.4%، والمسكن 17.5%.، إلا أن معدل الأسرة انخفض من 149.9 ألف سرير عام 2004، إلى 108.3 ألف سرير عام 2014، وهي نفس الفترة التي زاد فيها عدد السكان من 70.5 مليون إلى حوالي 90 مليونا، لينتج عن ذلك رقما مرعبا في انحدار الخدمات الصحية في وطننا.
في حين يعاني أقسام حضانات الأطفال والرعاية المركزة، من معدل أكثر انحدارا حيث لا يزيد عدد الأماكن المتاحة به بالقطاعين الحكومي والخاص على 4500- 7000 سرير.

2017.. الواقع الأسوأ منذ 30 عاما
أما في 2017 فالواقع أسوأ، ففي العام الجاري بلغ معدل التضخم الحد الأعلى مسجلا رقما قياسيا غير مسبوق منذ 30 عاما، مسجلا 31.7 في المائة، الأمر الذي أثر بالطبع على ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 41 في المائة، وذلك وفقا لبيان أخير لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، صدر خلال شهر مارس الماضي.
ويأتي هذا الارتفاع مع ارتفاع مستوى التضخم الحضري، ليصل إلى 30.2 في المائة في شهر فبراير، وهو أكبر ارتفاع منذ نوفمبر 1986، إذ وصل التضخم الحضري آنذاك إلى 30.6 في المائة.
وارتفع معدل التضخم الشهري في فبراير بنسبة 2.7 في المائة، مقارنة بالشهر السابق عليه، يناير الماضي. كما ارتفعت أسعار الغذاء والمشروبات بنسبة 4.1 وفقا لنفس القياس.

غلاء الماء والغذاء
وكشف البيان عن ارتفاع أسعار الغذاء والمشروبات بنسبة 41.7 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بشهر فبراير من عام 2016.
كما ارتفعت أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 5.5 في المائة في فبراير، مقارنة بشهر يناير. في حين بلغت نسبة الارتفاع 34.6 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بنفس الشهر من عام 2016.
وبلغ معدل التضخم 29.6 في المائة خلال شهر يناير الماضي، مقارنة بـ 24.3 سجلها في ديسمبر الماضي. في حين كانت نسبة التضخم 19.4% في شهر نوفمبر الماضي، عند اتخاذ قرار تعويم الجنيه.