السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد نجيب.. أيقونة ثورة 23 يوليو

 اللواء محمد نجيب
اللواء محمد نجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل الذكرى الـ65 لثورة 23 يوليو، والتي حولت نظام الحكم بمصر من الملكية إلى النظام الجمهوري بما تبع من تطورات اجتماعية واقتصادية مهمة، استرد المصريون من خلالها كرامتهم، واستعادوا وطنهم المسلوب على مدار عقود طويلة من الزمان.
وكان اللواء محمد نجيب بمثابة أيقونة ثورة يوليو التي قادها الضباط الأحرار.
نشاءته:
اللواء محمد نجيب من مواليد الخرطوم بالسودان في 19 فبراير 1901لأب مصري وأم مصرية سودانية، تلقى محمد نجيب تعليمه بمدينة "ود مدني" عام 1905، وحفظ القرآن الكريم، والتحق بالكلية الحربية في القاهرة عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918.
لم يكن السودان بالنسبة لنجيب مجرد ارتباط عائلي وعاطفي، بل كان ايمانًا بأهميته وضرورته لمصر، ولم يكن مجرد فصل من حياته وإنما هو أيضًا فصل من حياة مصر، على حد قوله، كما يقول الرئيس الراحل في مذكراته "إنني بالرغم من كوني مصريًا، ولست سودانيًا، إلا أنني أشعر بحنين لهذه الأرض التي ترعرت فيها ونشات عليها ورويتها بدماء أجدادي".
كان الرئيس محمد نجيب متزوجا من زينب أحمد، وأنجب منها ابنته سميحة، وبعد طلاقه منها تزوج من عائشة محمد لبيب عام 1934 وأنجب منها ثلاثة أبناء: هم؛ فاروق وعلي ويوسف، ومن مؤلفات ته التي تركها إرثا للتاريخ: كتاب رسالة عن السودان عام، ومصير مصر (بالإنجليزية) 1955، كلمتي للتاريخ عام 1975، وكنت رئيسا لمصر (مذكرات محمد نجيب) عام 1984.
نجيب داخل الجيش:
حصل "نجيب" على شهادة الكفاءة، ودخل مدرسة البوليس لمدة شهرين، واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، وتخرج وخدم في أقسام عابدين، مصر القديمة، بولاق، حلوان، وعاد مرة أخرى إلى السودان عام 1922 مع الفرقة 13 السودانية وخدم في "واو" وفي طبحر الغزال"، ثم انتقل إلى وحدة مدافع الماكينة في ملكال.
ثم التحق بالحرس الملكي في 28 أبريل 1923، وفي عام 1927 حصل على ليسانس الحقوق وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليها، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام1931 وفي ديسمبر من نفس العام رُقي إلى رتبة "اليوزباشي" وُنقل إلى سلاح الحدود عام 1934 في العريش، ثم أصبح ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، ثم أسس مجلة الجيش المصري عام 1937 ورقي لرتبة "الصاغ" في 6 مايو 1938.
ثم رقي إلى رتبة "القائمقام" في يونيو 1944، وفي تلك السنة عين حاكمًا إقليميًا لسيناء، وفي عام 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينه في العريش، ورقي لرتبة "الأميرالاي" 1948، كما كان يجيد اللغات الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، والألمانية وذكر في مذكراته انه تعلم العبرية أيضًا، ورغم مسؤوليته فقد كان شغوفًا بالعلم وحاول نيل الدكتوراه الا أن مسئولياته حالت دون ذلك.
انضمامه للضباط الأحرار:
عندما شكل جمال عبدالناصر تنظيم الضباط الأحرار، أراد أن يقود التنظيم أحد الضباط الكبار لكي يحصل على تأييد باقي الضباط، وبالفعل عرض الأمر على محمد نجيب فوافق على الفور، وكان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لنجيب سر نجاحه داخل الجيش، ولعب اللواء نجيب دورا مهما ساعة الحسم في ليلة 23 يوليو.
ويقول ثروت عكاشة أحد الضباط الأحرار، في كتابه «مذكراتي بين السياسة والثقافة»: "كان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لمحمد نجيب سر نجاح التنظيم داخل الجيش، فكان ضباط التنظيم حينما يعرضون على باقي ضباط الجيش الانضمام إلى الحركة كانوا يسألون من القائد، وعندما يعرفون أنه اللواء محمد نجيب يسارعون بالانضمام".
ويؤكد أحد الضباط الأحرار اللواء جمال حماد، أن الحركة لم تكن لتنجح لولا انضمام محمد نجيب إليها لما كان له من سمعة طيبة في الجيش، ولما كان منصبه ذو أهمية إذ أن باقي الضباط الأحرار كانوا ذوو رتب صغيرة وغير معروفين.
أول رئيس لجمهورية مصر:
بعد خروج الملك وأسرته من البلاد، أعُلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953، ليصبح اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية، وعقب توليه الرئاسه أعلنت مباديء الثورة الستة وحددت الملكية الزراعية، لكنه كان على خلاف مع ظباط مجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية، ونتيجة لذلك قدم استقالته في فبراير 1954.
نجيب يستقيل من حكم مصر:
"يحزنني أن أعلن لأسباب لا يمكنني أن أذكرها الآن أنني لا يمكن أن أتحمل من الآن مسؤوليتي في الحكم بالصورة المناسبة التي ترتضيها المصالح القومية. ولذلك فإني أطلب قبول استقالتي من المهام التي أشغلها".. هذا نص استقالة محمد نجيب في فبراير 1954، وبعدها حدثت أزمة مارس 1954 والتي فاز فيها نجيب في البداية، لكن الانتصار الأخير كان لباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة ضده، وفي 14 نوفمبر 1954 أبلغ عبد الحكيم عامر الرئيس نجيب بقرار مجلس قيادة الثورة بإعفائه من منصب الرئاسة، فكان رده "أنا لا أستقيل الآن لأني بذلك سأصبح مسؤولا عن ضياع السودان أما إذا كان الأمر إقالة فمرحبا"، ومكث نجيب محدد الإقامة وسط حراسة مشددة في فيلا المرج.. حتى تم إطلاق سراحه عام 1971، وتوفي نجيب في 28 أغسطس 1984.