قبل 32 سنة، ترك الأنبا ساويرس أسقف ورئيس دير المحرق المتُنحي، صخب وضجيج المدينة قاصدًا صحراء قسقام بجبل أسيوط، سائرا على درب السالفين من الرهبان والنساك المتعبدين فى الصحاري والأديرة، مستقرا في دير المحرق – الذى يعتبرة الأقباط "القدس الثانية" والذى شهد أطول فترة عاشتها العائلة المقدسة أرض مصر، حتى وافته المنية الليلة الماضية.
ساويرس الذي رحل عن عمر يناهز 73 عامًا، قضى 43 سنة راهبا في خدمة الكنيسة عبر مواقع عديدة، منها ثماني سنوات بدرجة خوري إبسكوبوس (مساعد أسقف)، و32 سنة أسقف ورئيسا لديره العامر بأسيوط.
وتودع الكنيسة ويصلي البابا التجنيز على جثمانة ظهر اليوم بالكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كما يقيم الدير صلوات غدا الأحد لوداع للأسقف الراحل، ويدفن جثمانة بمقر ديرة الذى شهد خدمته طوال السنوات.
قرر القدر أن يسطر شهادة وفاة رئيس دير المحرق فى مسقط رأسه بالعاصمة "القاهرة" والتي هجرها منذ سنوات طوال ليتدرج في الأختيار من طالب رهبنة وصولا بقيادة دفة سفينة الرهبان.
ترجع مواليدة لمنطقة طوسون بالقاهرة 23 يناير سنة 1943، وترهب بدير السيدة العذراء (المحرق) بجبل قسقام، القوصية أسيوط في 11 أغسطس 1974 وحمل أسم الراهب بيشوي المحرقي.
توالت الدرجات الكهنوتية دفعة واحدة عام 1975، حيث سيم (رسم) قسًّا ثم قمصًّا ووكيلًا للدير عام 1975، وبعدها رسم بيد البابا الراحل شنودة الثالث، بدرجة خوري إبسكوبوس في عيد العنصرة عام 1977، ومن ثم سيم أسقفًا لدير المحرق وجوارها في 2 يونيو 1985، وشغل مدير الكلية الإكليريكية بدير المحرق.
