الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أردوغان يواصل مساندته المستميتة لـ"قطر".. ويزور الخليج قريبًا لإنهاء أزمة مقاطعة دول مكافحة الإرهاب الأربع للدوحة.. ودبلوماسيون يؤكدون: هدفها وقف الإجراءات التصاعدية لرباعي الحصار

الرئيس التركى رجب
الرئيس التركى رجب طيب اردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد فشل الوساطات المتعددة لحل الأزمة الخليجية على المستويين الإقليمي والدولي، أعلنت تركيا نية رئيسها رجب طيب أردوغان زيارة السعودية والكويت وقطر، في 23 و24 يولية الجارى، في محاولة من أنقرة لإنقاذ حليفتها الدوحة وإخراجها من الأزمة الحرجة التي تعاني منها بعد طول فترة الحصار.

وكان الرئيس التركي قد عبر بصورة واضحة عن انحيازه إلى الجانب القطري ليس فقط من خلال التصريحات الداعمة للدوحة بل أيضا من خلال الدعم الاقتصادي والعسكري للمساعدة على التقليل من آثار حصار دول المقاطعة الأربع.
كما انتقد أردوغان مطالب الدول الأربعة المقاطعة، معتبرا إياها بالمخالفة للقوانين الدولية وتطاولا إلى حد التدخل في الشئون الداخلية لقطر، ووصفها بأنها بمثابة إصدار حكم بالإعدام ضدها، مؤكدا أن بلاده بذلت وستبذل كل ما في وسعها لدعم قطر.
وقال أردوغان: إن "البعض منزعج من وقوفنا إلى جانب إخوتنا في قطر، إلا أننا مستمرون في تقديم جميع أنواع الدعم إليها"، مضيفًا: "نعرف جيدًا الذين كانوا مسرورين في الخليج من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ونعرف جيدا ماذا فعل البعض ليلة محاولة الانقلاب".
رغم أن أردوغان لم يوجه انتقادات مباشرة للسعودية، إلا أنه قال: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز بوصفه "أكبر رجل دولة في منطقة الخليج، عليه أن يبادر لحل الأزمة".
وبذل أردوغان جهودا لاحتواء الأزمة، حيث أجرى اتصالات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ومع مسئولين إيرانيين، كما استقبل وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في محاولة لإيجاد السبل لحلحلة الأزمة إلا أن هذه الجهود قد تكللت بالفشل، إذ لم تولي الدول المقاطعة أي أهمية للدعوة التركية المنحازة إلى جانب الدوحة.
بل وشنت تقارير صحفية خليجية هجوما ضد الجهود التركية للوساطة واتهمت تركيا بدعم مشروع "جماعة الإخوان المسلمين"، واعتبرته صحيفة "عكاظ" السعودية في تقرير لها أنه يأتي في إطار "مخطط إخواني مشبوه برعاية تركية لدعم قطر".
وفي بداية الأزمة، وقعت تركيا اتفاقية للتعاون العسكري مع قطر سمحت لها بإرسال أكثر من 3000 جندي منذ بدء الأزمة إلى قاعدة عسكرية تركية في قطر في محاولة لحماية نظام تميم وتأمينه.
كما أرسلت تركيا أكثر من 105 طائرات محملة بشحنات بالمواد الغذائية من منتجات الألبان والدواجن والعصائر إلى الدوحة، كما بدأت السفن التركية في التوافد إلى الدوحة الشهر الماضي بعد تعذر النقل الجوي لضخامة تكاليفه، حيث وصلت أول سفينة تركية تنقل حوالى 4000 طن من المواد الغذائية إلى قطر في 22 يونيه.

ومن جانبه، قال السفير محمد المنيسي، سفير مصر السابق في الدوحة: إن زيارة أردوغان إلى الخليج لا تندرج في جهود الوساطة بالدرجة الأولى، لافتا إلى أن الرئيس التركي يقوم بخطوة استباقية قبل أن تمارس عليه الدول الأربعة المقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضغوطا للتوقف عن دعم قطر ومساعدتها على التغلب على الحصار الاقتصادي.
وأضاف المنيسي: أن أردوغان يشعر بالقلق من أن تلجأ الدول الأربعة إلى التضييق على الاستثمارات التركية على أراضيها في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي من تراجع وأزمات طاحنة، ولا يحتمل مثل هذه الضربات.
وتابع: أنه إذا ما قررت الدول الأربع مقاطعة البضائع التركية فإن الاقتصاد التركي سيكون مهددا بالانهيار، وبالتالي فإن الهدف الرئيسي من الزيارة يتمثل في وقف أي إجراءات تصعيدية من دول الخليج ضد تركيا.

وأوضح السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الموقف التركي من الأزمة كان واضحا منذ البداية عندما استنكرت مطالب الدول الأربع، واعتبرتها تدخلا في الشأن القطري، مشيرا إلى أنه عندما شعرت قطر بالخطر من التسريبات التي انتشرت عن استبدال الحاكم الحالي بآخر من القصر الملكي سارعت تركيا إلى إرسال قوات عسكرية لحمايته.
وأضاف حسن، أن قطر وتركيا تجمعهما عدة عوامل مشتركة في مقدمتها أنهما يعتبران الإخوان المسلمين مرجعية لهما، مؤكدًا أن أردوغان تجمعه كذلك علاقات استراتيجية مع المملكة العربية السعودية ويحاربان معا في سوريا من أجل إسقاط نظام الرئيس الأسد فضلا عن العلاقات التجارية والاستثمارات التي تربطه بمجلس التعاون الخليجي وما يجمع الطرفين من ارتباط استراتيجي معا في مواجهة إيران في إطار التحالف السني.
وتوقع حسن أن يحاول أردوغان إقناع الطرفين السعودي والقطري بإظهار قدر من المرونة في المواقف، لافتا إلى أن السعودية لم تستنكر الموقف التركي المؤيد لقطر، نظرا للتحالفات المشتركة بين الجانبين.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن أردوغان سيلعب دورا في تخفيف تصلب المواقف بين السعودية وقطر، لأنه شريك استراتيجي مع السعودية وحليف استراتيجي لقطر، ثم يتوجه بعدها إلى الوسيط الكويتي بعد أن يظهر الطرفان قدرا من المرونة.

ومن جانبه، أوضح الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن تركيا تريد الدخول على خط الوساطة بعد أن فشلت فيه الكويت وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تركيا تفتقر لشروط المفاوض النزيه وفي مقدمتها الحيادية.
وأضاف اللاوندي، أن تركيا منحازة للجانب القطري نظرا لوجود قاعدة عسكرية لها على الأراضي القطرية و3000 جندي منتشرين في الشوارع والميادين القطرية، لافتا إلى أن أردوغان لا يعنيه سوى تحقيق لحلمه الشخصي بلعب دور الإمبراطور العثماني في المنطقة.