السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الطب البديل" بين "النصباية والعلم الحديث".. أطباء: الدول المتقدمة مهتمة به والنصّابون سبب تشويه سُمعته.. وآخرون: "وهم كبير".. والمرضى: يساعدنا على الشفاء والخطورة في آثاره الجانبية

الطب البديل
الطب البديل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين النصب والاحتيال والمتاجرة بأمراض الكثيرين من جهة، وأنه عِلم بدأ يحظي باهتمام واضح من بعض الدول المتقدمة من جهة أخرى، أصبح "الطب البديل والعلاج بالأعشاب" حديثًا لا يغيب عن مائدة الكثير من المصريين، الباحثين عن الشفاء لحالات يعجز الطب الحديث عن دوائها، أو لا تؤهلهم ظروفهم المادية للحصول عليه، وللطب البديل والعلاج بالأعشاب أصول عريقة تؤكد أن قدماء المصريين من أوائل من اكتشفوه واستخدموه لعلاج المرضي، مرورًا بباكورة علماء المسلمين الذين ألّفوا لهذا العلم وجعلوا له كُتبًا ومؤلفات، حتى وصل للتقنين والتجارب في بعض البلدان.
"قد يكون علاجًا غير جذري لما أعاني منه ولكنه أفضل كثيرًا من الأدوية الكيميائية"، هكذا بدأت "آمال عبدالرحيم" حديثها وهي تروي حكايتها التي بدأت من مسقط رأسها بمحافظة قنا في صعيد مصر، عندما بدأت تعاني ألمًا شديدًا في الصدر وصعوبة في التنفس منذ عامين.
حيث ظلت السيدة صاحبة الستين عامًا تبحث عن علاج لمرضها بين عيادات أطباء الصدرية في محافظات الصعيد، حتى جاءت إلى القاهرة للكشف الطبي لدى أحد أشهر الأطباء المتخصصين في أمراض الصدر، وأكد لها من خلال التحاليل أنها مُصابة بـ"cancer" في الرئة.
وتردف آمال: "تناولت الأدوية التي كتبها لي الطبيب لكن كانت لها آثار جانبية كثيرة في النوم مع استمرار الشعور بالألم وتزايده، وحكى لي ابني عن وجود محل عطارة كبير لدكتور مشهور في التعامل مع الحالات المرضية المختلفة، فذهبت إليه".
وبحسب "آمال" فإنها بدأت تشعر بالراحة والاستقرار الصحي بعد أن كتب لها الدكتور وصاحب العطارة علاجًا مكونًا من "زيت بذور العنب"، الذي يساعد على وقف نشاط الأورام، وأيضًا مجموعة أعشاب مخلوطة تستخدم كشراب يومي، وهي مكونة من عشب الشمَر والشبت والبابونج وزهر البنفسج والينسون والبردقوش والتليو وغيرها من الأعشاب المضادّة لأورام الرئة والتي تساعد على عدم تكوين ماء عليها والمفيدة للتنشيط أيضًا- على حد قولها.

من جانبه نفى الدكتور علي عوف، رئيس الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن يكون للطب البديل والعلاج بالأعشاب تأثير على حجم تجارة الأدوية في مصر، التي تُقدر بما يزيد على 30 مليار جنيه سنويًّا.
ويُضيف عوف أن صناعة الدواء هي صناعة ذات تقنية عالية وتتبع معايير جودة معينة في التصنيع منذ عام 2007، وأنها تتعامل مع مواد كيماوية وفقًا لمقاييس محددة؛ حتى لا تضرَّ صحة المرضى، وأن العلاج بالأعشاب المتعارف عليها بين الجميع مثل استخدام "الينسون وورق الجوافة وغيرها" تعتبر أشياء صغيرة لا تضر ولا تنفع، ولكن عند التعامل مع الحالات المرضية الأخرى مثل السكر والكوليسترول والصرع وغيرها، لا بد أن يتدخل العلم حتى لا تلحق المريض كوارث أخرى.
وينوّه عوف بأن أصحاب بعض الأمراض المزمنة، التي لم يصل الطب إلى حلول جذرية لها، يتجهون إلى العلاج بالأعشاب بدوافع اليأس والجهل معًا، وهو ما يساعد العطارين للترويج والدعاية لصالح تلك الممارسات الخاطئة.
فيما قال محمد مخلوف، رئيس قسم الطب البديل بمجلس علماء ومبدعي مصر والعرب: إن دول ألمانيا والصين والإمارات والسعودية أضحت مُهتمة بالعلاج بالأعشاب كطب بديل، وتوجد صيدليات يُطلق عليها "صيدليات آمنة" في ألمانيا مثلًا لبيع المواد الطبيعية والأعشاب.
وتابع: "في تلك البلدان يتم تطبيق رقابة وإحكام جيدين على تلك الأعشاب وتداولها، وأيضًا دولة كالصين برعت فى العلاج بالإبر الصينية وطورت كاسات الحجامة وغيرها من أنواع الطب البديل، ومن ثم هو علم موجود ومعترَف به".
واختتم حديثه قائلًا: "لكن في مصر يتصدر مشهد الطب البديل والعلاج بالأعشاب خريجو الدبلومات والصيادلة وغير المُتعلمين، رغم وجود أقسام بكلية الزراعة وفرع "الطب النبوى" بقسم الحديث بكلية الدراسات الإسلامية، مسئولة عن إخراج أجيال مُتخصصة في الطب البديل، حتى تُصبح ممارسات العلاج بالأعشاب مُستندة إلى أساس علمى بدلًا من استنادها إلى مجموعة "نصابين" يتاجرون بآلام المرضى كما يحدث حاليًّا".