الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"ترامب" والحملات العدائية ضد المسلمين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما يظل الرئيس دونالد ترامب يسعى لتطوير العلاقات مع الزعماء العرب، إلا أن مشاعر الكراهية ضد العرب والمسلمين التى زرعها وحزبه خلال السنوات الأخيرة يظل لديها تأثير يثير القلق على الرأى العام الأمريكى والسياسة الأمريكية.
فقد أكد استطلاع للرأى العام أجرى مؤخرًا بعد ثلاثة أسابيع من لقاء القمة التى عقدها الرئيس ترامب فى المملكة العربية السعودية، وجود انقسام حزبى عميق وراسخ فيما يختص باتجاهات الأمريكيين بالنسبة للعرب والمسلمين، ففى العديد من الأسئلة التى طُرحت فيه جاءت آراء الديمقراطيين والجمهوريين بعضها عكس بعض تمامًا، حيث إن اتجاهات الجمهوريين تجاه الجاليتين العربية والمسلمة جاءت سلبية للغاية، بينما كانت آراء الديمقراطيين إيجابية بصورة كبيرة، فعلى سبيل المثال، بعد زيارة ترامب نجد أن نسبة ٪١٨ فقط من الجمهوريين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه المسلمين، ونسبة ٪٢٠ ينظرون نظرة إيجابية تجاه العرب، ويختلف هذا الأمر تمامًا مع موقف الديمقراطيين ممن لديهم نظرة أكثر إيجابية تجاه المسلمين والعرب تصل إلى ٪٥٩ و٪٥٨ على التوالى.
وهذه بعض الملاحظات التى يمكن استخلاصها من الاستطلاع الذى أجرته مؤسسة زغبى لمصلحة المعهد العربى الأمريكى فى منتصف شهر يونيو من هذا العام، وقد شارك فى الاستطلاع ١٠١٢ شخصًا من جميع أنحاء البلاد، ولقد ظل المعهد العربى الأمريكى ومؤسسة زغبى يجريان فحصًا للرأى العام حول هذه القضايا لفترة امتدت لعقدين من الزمن، للوصول إلى فهم أفضل للاتجاهات فيما يختص بالعرب والمسلمين، والتحديات التى يواجهها الأمريكيون العرب والمسلمون، وقد نتج عن ذلك إمكان ملاحظة التغيرات التى تحدث مع مرور الوقت، فخلال انتخابات الكونجرس فى عام ٢٠١٠، حاول الحزب الجمهورى لأول مرة استغلال عامل الخوف من المسلمين لأجل أغراض سياسية حزبية.
وبينما لم يحقق ذلك الجهد تأثيرًا فعالًا فى الانتخابات بحد ذاتها، إلا أن استمرار ذلك الجهد خلال الدورتين الانتخابيتين التاليتين نتج عنه تحول واضح فى اتجاهات الجمهوريين ليس تجاه العرب والمسلمين فقط، بل أيضًا تجاه الأمريكيين من ذوى الأصول العربية ومعتنقى العقيدة الإسلامية.
تتفق أغلبية كبرى من كل الأمريكيين على أن هناك زيادة فى حالات التمييز والكراهية ضد الأمريكيين العرب والأمريكيين المسلمين، وعند فحص الأرقام وجدنا أن هناك انقسامًا حزبيًا واسعًا فى هذا الصدد، على سبيل المثال فإن الردّ على السؤال القائل: «هل هناك زيادة فى التمييز ضد الأمريكيين العرب؟»، قالت نسبة ٪٣٥ «نعم» ونسبة ٪٢٠ أجابت بـ«لا» وصوت الديمقراطيون بنسبة ٪٧٣ بـ«نعم» و٪١٠ بـ«لا»، أما بالنسبة لمؤيدى ترامب فقد صوتت نسبة ٪٣١ منهم بـ«نعم» و٪٣٩ بـ«لا».
ويظهر الانقسام ذاته بوضوح فيما يختص باقتراحات ترامب الداعية إلى حظر المهاجرين والمسافرين المسلمين أو القادمين من دول فى الشرق الأوسط، وبصفة خاصة سوريا، والناخبون الأمريكيون يعارضون مثل ذلك الحظر بهامش يتراوح بين نسبة ٪٤٥ و٪٣٠، بينما يؤيد الجمهوريون بشدة هذا الحظر بنسبة تصل إلى ٪٥٠ لمصلحته ومعارضته بنسبة ٪٢٤ فقط.
وكما توصلنا فى استطلاعات سابقة، فإن هذه التوجهات السلبية لا تفاقم إمكان حدوث جرائم كراهية ترتكب ضد كلتا الجاليتين فحسب، بل إنها قد تقود إلى إثارة الشكوك حول إذا ما كان الأمريكيون العرب أو الأمريكيون المسلمون يمكن الوثوق بهم للقيام بأداء واجباتهم بأمانة إذا ما تم تعيينهم فى منصب حكومى.
ملحوظة: لقد ازدادت جرائم الكراهية ضد الجاليتين بصورة كبيرة خلال العام الماضى، ففى ديسمبر عام ٢٠١٥ وجدنا أن ٪٤٨ من الجمهوريين ليست لديهم ثقة بأن الأمريكى العربى يمكن الوثوق به لتولى مثل ذلك المنصب، بينما نسبة ٪٦٣ عن أنه لا يمكن الوثوق بأمريكى مسلم.
ويثير هذا الوضع قلقًا عميقًا بالنسبة للأمريكيين العرب والأمريكيين المسلمين، فقد عانينا فى الماضى من التمييز، وكنا ضحايا لجرائم كراهية، كما عانينا من العزلة السياسية المؤلمة، ومن الواضح أن الحملات العدائية المستمرة التى يشنها المؤيدون المتطرفون لإسرائيل الآن أو من قبل بعض القياديين الجمهوريين قد أنهكت الجاليتين، وأنه يجب محاربتها حتى يتحرر خطابنا السياسى من وصمة الكراهية، والتوصيف النمطى واستخدام الآخرين ككبش فداء.
نقلا عن «القبس الكويتى»