السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اغتيال عقول طلاب الثانوية بالإدمان والتدخين.. تقرير رسمي: 8.3% يتناولون الكحوليات و7.7% يتعاطون المخدرات.. سامية خضر: أفلام السبكي في قفص الاتهام.. وفرويز: تعليمنا سطحي والقادم أسوأ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
5048 طالبًا بمدارس 13 محافظة في مصر منهم 8.3% يتناولون الكحوليات، وبلغت نسبة تعاطي المخدرات 7.7%، كما وصلت نسبة التدخين لـ 12.8%، كانت تلك إحصائية صادمة صدرت منذ ساعات عن صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، وهو ما يجعلنا نطرح تساؤلات حول الأبعاد الاجتماعية والنفسية الخاصة بتزايد معدلات التدخين وتناول المخدرات والكحول لدى طلاب مدارس التعليم الثانوي بنوعيه العام والفني.

وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي: إن الأمور تفاقمت عقب قيام ثورة 25 يناير، وهو ما ترتب عليه زيادة معدلات الإدمان والتدخين وتناول الكحوليات لدى الأطفال، قائلاً: "المعطيات تشير إلى أن القادم أسوأ".
وأضاف: السبب يكمن في التدني الشديد في مستوى الثقافة العامة داخل مصر، ويظهر هذا في العديد من المظاهر مثل غياب جسور التواصل بين الدولة وبين الشباب، فلا يوجد برامج تنموية تعمل على مخاطبتهم بصورة أو بأخرى، وإن كان فهي تفتقر إلى التفاعلية والتواصل المشترك بين الطرفين، مضيفا أن القائمين على الدولة يرون أن الثقافة تكون مثل قراءة الرواية ولكن في الأصل الثقافة هي فهم جيد للدين وللأخلاق، وكيفية التعامل بين الناس وبعضهم البعض ومواجهة المشاكل.
وأضاف: فيما مضى كان هناك جهة أو هيئة تحمل اسم "الثقافة الجماهيرية" وكانت تهتم بتقديم الثقافة للمواطنين المصريين، وكان هذا خلال فترة السبعينيات، إلا أنه لم يعد لها وجود، مشيرا إلى أن منابر التواصل الجماهيرية مثل التليفزيون لا يوجد بها سوى الإدمان والجنس والفساد، فما الذي نتوقعه من طلاب المدارس سوى الاتجاه إلى التقليد.
ولفت فرويز إلى أن البلاد تُبنى بالعلم، ولكن للأسف صناع القرار في مصر لا يدركون هذا، ولا يوجد في مصر أي سياسة للتعليم سوى سياسة سطحية تحتاج إلى التعديل لكي يكون هناك ثقافة شعبية.
وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن الدراسات الاجتماعية الحديثة أكدت وجود العديد من الأسباب التي تجعل هناك أسبابا للاتجاه إلى التقليد للمواقف الحياتية التي نعيشها في حياتنا، حيث يتأثر هذا بالوسط المحيط الذي نتعرض له، فنجد الأطفال أو الشباب في مرحلة المراهقة يتجهون إلى شرب السجائر أو المخدرات أو الكحوليات.
وأوضحت خضر أن ذلك يتجلى بصورة واضحة في دور القوى الناعمة في المجتمع المصري، والتي تتضمن السينما ووسائل الإعلام المختلفة التي تروج للأفكار التي يعمل بها الكثير من الشباب والمواطنين كنوع من التقليد الفكري لتلك المواقف، مشيرة إلى وجود العديد من الأدلة على هذا ظهرت خلال الفترة الماضية، فعلى سبيل المثال نجد الأطفال يتجهون إلى تقليد ما يرونه في أفلام التي يشيع بها العنف داخل المجتمع مثل أفلام السبكي الذي أنتجها خلال الفترة الماضية، مشددة على التأثير السلبي الكبير لتلك الأفلام على الشباب والأطفال.