السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سيد حجاب.. صياد الإخوان

سيد حجاب
سيد حجاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما تحل ذكرى الثلاثين من يونيو من الصعب تجاهل اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة، قبل انطلاق الثورة بعدة أيام فى العام 2013؛ يعتبر هذا الحدث من الأحداث البارزة فى تاريخ الثقافة المصرية؛ فجميع المثقفين كبارا وشبابا على مختلف التوجهات تجمعوا فى منطقة واحدة تحت شعار واحد هو «لا لأخونة وزارة الثقافة» بعد تولى علاء عبدالعزيز المنصب وتجريفه لمعظم القيادات.
سيد حجاب.. شاعر رأى أن مصر تدار بـ«زمبلك» من مكتب الإرشاد فقرر الاعتصام، قائلا: «هذا الوزير هو مجرد أداة فى يد حكومة تدار بزمبلك من مكتب الإرشاد»، كان ذلك رأيه الذى قرر من أجله الذهاب إلى احتشاد المثقفين أمام مقر وزارة الثقافة بحى الزمالك للمطالبة بإقالة علاء عبدالعزيز وزير الثقافة المحسوب على الإخوان المسلمين وذلك قبل انطلاق ثورة الثلاثين من يونيو فى 2013 بأيام قليلة.
كان الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب أحد الرموز الثقافية التى شاركت فى الاعتصام الذى حقق أهم أهدافه وهو التخلص من الحكم الفاشى للإخوان المسلمين، فالمثقفون يعتبرون ثورة 30 يونيو جاءت نتاج رؤية مستقبلية لهم، وكان اعتصامهم بمثابة حركة مقاومة للهجمة الشرسة التى تعرضت لها مؤسسات ومعالم الدولة المصرية من هذه الجماعة المارقة التى عادت كل المؤسسات المصرية مثل القضاء والشرطة والصحافة، وعندما جاء الدور على الثقافة كان لا بد أن ينتفض المثقفون جميعهم للذود عنها.
كان سيد حجاب من أبرز الوجوه الذين أكدوا على دور المثقف العضو حيث شارك فى خارطة الطريق التى أعقبت ثورة الثلاثين من يونيو، فكان يعتقد أن التعثر فى عدم تفعيل الدور المطلوب للمثقف المصرى فى المجتمع نابع فى الأساس من أن الفكر القديم ما زال فى موقع السلطة، وإلى تلك اللحظة لم تحكم الوزارة بفكر ثورتى يناير ويونيو؛ فكان له دور فى ثورة الثلاثين من يونيو وكتابته لديباجة الدستور لا ينكره أحد.
وكأغلب مبدعى الستينيات والسبعينيات، عانى حجاب من تجربة الاعتقال عام 1966 ووجهت إليه نفس التهمة التى طالت الآخرين، وهى الانضمام لتنظيمات شيوعية معادية لدولة جمال عبدالناصر، فيما كانت مطالب هؤلاء الشباب أن يبنى ناصر دولة ديمقراطية حقيقية، لا أن يحتكر العمل السياسى فيها وتغلق بقية الأفواه، فيما كان اعتقاله فى زنزانة واحدة مع صديقه عبدالرحمن الأبنودي.
ويمتاز شعر حجاب ببساطة مدهشة وكلمات شديدة الصلة بلغة الأحاديث اليومية، مع نهايات مفاجئة تحمل دفقة المعنى والإحساس دفعة واحدة، كما تتميز جمله الشعرية بموسيقى داخلية شديدة الوضوح.
ولد سيد حجاب فى أسرة متوسطة فى قرية المطرية، بمحافظة الدقهلية على شواطئ بحيرة المنزلة فى مطلع أربعينيات القرن الماضى، حصل على شهادة الثانوية، ورحل إلى مدينة الإسكندرية للالتحاق بكلية الهندسة، وقد شغفته الإسكندرية حبًا بعالمها الثرى والمتنوع، الذى يعج بمختلف ألوان النشاط الأدبى والفنى لمختلف جنسيات العالم آنذاك.
كتب العديد من الأغانى التى ارتبطت بها الأعمال الدرامية، مثل «ليالى الحلمية»، «الأيام»، «الوسية»، «الشهد والدموع»، «المال والبنون»، «أرابيسك»، وغيرها الكثير من المسلسلات، كما كتب عددًا من الأغنيات التى تغنت بها مجموعة من المطربين، أشهرهم المطرب على الحجار، كما فى أغنيتى «هنا القاهر» و«يا مصرى».
حصل على العديد من الجوائز، أهمها جائزة كفافيس الدولية لعام ٢٠٠٥ فى الشعر عن مجمل أعماله، كما كرمه معرض تونس الدولى للكتاب فى دورته السادسة والعشرين، باعتباره أحد رموز الشعر، كما فاز حجاب بجائزة الدولة التقديرية للآداب.