الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

منافسة شرسة مع الصين في "الشنط الحريمي".. والمصري يكسب

الشنط الحريمي
الشنط الحريمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت بداية ظهور الحقائب في القرن الـ17، وخصصت في ذلك الوقت لحمل الخطابات، وكانت مصنوعة من الجلد والحرير، وبعدها تطورت تدريجيا، ففي القرن الـ 18 ظهرت الحقائب على شكل كيس وتشد بشريط، لكن اختفت الحقائب بعد الثورة الفرنسية، وفي القرن الـ 19 ظهرت الحقائب الكبيرة للحاجة اليها فى السفر عبر القطار.
ثم ظهرت الحقيبة الصغيرة التي تشبه المحفظة عام 1900 وارتدت النساء حقائب دورثي، وعام 1920 بعد الحرب العالمية الاولى ارتدت النساء حقائب تتخذ الأشكال الهندسية وتوضع تحت الذراع، وهكذا بدأت تتطور الحقيبة من شكل لأخر حتي وقتنا الحالي.
يقول سعيد الهواري، صاحب احدي الورش الخاصة بـ"صناعة الشنط" بمنطقة باب الشعرية: "الحرفة دي عمرها في السوق المصري من الخمسينات وبقالي اكتر من 12 سنة شغال فيها"، مضيفًا أن جودة الخامات تختلف حسب الإمكانيات، خاصًة ان الصناعة كانت تعرف قديمًا بأنها افضل الصناعات بالنسبة للجلود في ظل اختفاء ما يطلق عليه بـ"الانتاج المستورد"
وتابع: "أنا صاحب ورشة، بقالي 12 سنة شغال في تصنيع الشنط الحريمي، وهي عمرها في السوق المصري من الخمسينات بس مش بنفس الامكانيات، والصناعة المصرية واخدة المرتبة الاولى في صناعة الشنط الحريمي، ولكن مع دخول الصيني بداية من التسعينات لحد 2006، اصبحت الصين تحتكر السوق المصري"،
وتابع: "منذ سنة تقريبا منتجات الصيني بدأت تقل لان الجمارك عليت عليهم كمان، وبدأنا نشتغل بشكل قوي، والجودة المصرية مقارنة بالصين أحسن منهم بمراحل سواء الخامة او الجودة".
وأضاف "الهواري"، "الخامات اسعارها مرتفعة ودا بيعيب الإنتاج المصري، يعني لو اشترينا متر الخامة ب60 جنيه بيعلي في الاسبوع مرتين وتلاتة، وممكن يوصل لـ80 جنيه، دا غير إن كيلو الكلة البيضة من 12 لـ45 جنيه، وبكرة الخيط اللى كانت بـ7 جنيه بقت بـ 15 ".
وطالب بفرض رقابة علي الاسواق، قائلا: "لازم يكون في رقابة علي تجار خامات الاكسسوار، لانهم بيحتكروا الخامة وبيبعوا بمزاجهم، لو متر الخامة ب80 جنيه بعد يومين يقولي 100جنيه"، لافتا الى ان هناك استغلال بشكل ملحوظ، ونتيجة الغلاء الذي يفرض عليهم، يشمل المشتري ايضا، قائلا: "بنغلي عل الزبون بسبب سعر الخامات".
ولفت "الهواري" الى ان المهنة لن تختفي او تنقرض، "لو الصين فضلت على كدة احنا هنشتغل، ولو الخامات نزل سعرها هنقدر نصدر لبره مصر كمان لاننا بنعمل انتاج افضل من المستورد، او نبيعه للحكومة وهي تصدره معندناش مشاكل، احنا عاوزين المصري يتشاف اكتر".
وخلص إلى القول: "لو انت حابب الشغلانة دي هتنجح فيها، التجارة يوم حلو وعشرة وحش، التجارة بنسبالي احتراف".
وقال رمضان خضير، "بقالي 52 سنة، شغال في حرفة صناعة الشنط الحريمي"، لافتا الى ان الحرفة قديما افضل من الوقت الحالي بمراحل، وأضاف: "زمان كان في لمسة فنية، لكن الجيل بتاع النهاردة عاوز فلوس بس ومفيش لمسة، الاستيراد كمان بيأثر علينا". 
وتابع: "مراحل التصنيع تبدأ من تفصيل الخامة وصولًا للتشطيب"، لافتًا إلى أن المنتج المصري ينافس المستورد في مرحلة التشطيب بصورة واضحة، معربًا عن حزنه لانخفاض حركة البيع في الوقت الحالي، خاصة في موسم شهر رمضان
واكد أن المنتج المستورد يعتبر السبب الرئيسي لانخفاض حركة البيع وانحدار المنتج المصري، وإغلاق أغلب الورش.
وقال فتحي حجاج، صاحب ورشة: إنه يعمل في هذا المجال منذ 40 عامًا، موضحًا أن الشنط الحريمي تعتبر أساس الشغل، لأنها تؤسس العامل، ولفت إلى أن المنتج المصري أفضل من المستورد، ولكن ما يعيبه هو ارتفاع سعره، متعجبًا من تحول الورش من التصنيع إلى صيانة المنتج المستورد، نتيجة رداءة خامته.
وأكد أن أسعار المنتج تخرج من الورش بسعر فى متناول الجميع، لكن التاجر يرفع السعر على المستهلك.
ولفت إلى أن المنتج المستورد يوجد بكميات كبيرة في الأسواق، ما يغطي على المنتج المصري، معربًا عن حزنه، لتعرض الصناعة المصرية لنقص العمالة، وخفض حركة البيع على المنتج المصري، وغلق أغلب الورش، ما قد يؤدي إلى انقراض الصناعة اليدوية وتحديدًا "الشنط الحريمي".
وأشار إلى أن الصينيين درسوا السوق المصرية منذ قرابة 20 عامًا، عن طريق تصوير الصناعة اليدوية للعديد من المنتجات داخل الورش، وتطبيقها عن طريق عمالة خاصة بهم، لتنافس المنتج المصري، وبالفعل أصبحوا الآن يسيطرون على الأسواق.