الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

منى الحسيني في حوار صريح جدًا مع "البوابة ستار": قرار السيسي باستعادة الأرض المنهوبة.. جعلني أشعر بالأمان

منى الحسينى
منى الحسينى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
النزاهة والشرف هما عنوانها ورغم ما مرت به من ضغوط نفسية وعصبية وصلت إلى التهديد بالقتل لها ولأبنائها.. رافعة شعار«يا جبل ما يهزك ريح».. إنها الإعلامية الكبيرة منى الحسيني، التي تعتبر واحدة من الإعلاميات الرائدات لبرامج الهارد توك شو، في مصر والوطن العربى، والتى اشتهرت من خلال برنامجها «حوار صريح جدا»، الذى قدمته منذ عشرين عاما على شاشة التليفزيون المصرى وما زال متربعا على عرش هذه البرامج، ويعد علامة من علامات هذه النوعية من البرامج.
المذيعة كانت وما زالت توصف بأنها أجرأ مذيعة فى مصر لفتحها طوال مشوارها قضايا جريئة وشائكة، كانت تهز الرأى العام.. «البوابة» التقتها فى حوار خاص:
■ كيف استقبلت قرار الرئيس السيسى بتشكيل لجنة لاسترداد الأراضى المنهوبة من الدولة خاصة أنك أول إعلامية تتناول هذا الملف؟ 
- لا تتخيلين مدى سعادتى فور سماعى هذا الخبر، لأن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى حول هذا الملف تحديدًا قرار صائب، وأكثر من رائع، وعندما شاهدته فى التليفزيون ويعلن ذلك بمنتهى الأمانة ويقول عنهم إن هؤلاء لصوص، تحدثت بينى وبين نفسى، وقلت كان فين هذا الرجل العظيم، عندما قمت بفتح هذا الملف الشائك، فأنا أول إعلامية قمت بفتحه بكل جرأة ودون خوف ونوهت عنه قبل الثورة بأيام، ووقتها أصحاب القنوات الفضائية أصابهم الذعر والرعب، وكانوا يريدون إبعادى عن مناقشة تلك الموضوعات، لأنهم متورطون فيه، ورغم أن هذا الملف هدمنى إعلاميا ولا أحد وقف بجانبى، ولا حتى التليفزيون المصرى، لكن بالنسبة لى لم أشعر بالحزن قط على ما فعلته وأدفع الثمن، لأن هذا ثمن الشرف والكرامة وفخورة بنفسى وبقضاء مصر العادل والنزيه، وبالتأكيد ملفه وغيره من الأشخاص على مكتب الرئيس السيسى الآن.
■ تعرضت لظلم شديد بسب فتح ملفات شائكة.. فهل لهذه الملفات دور فى ابتعادك عن الشاشة؟
- بالتأكيد لها دور فى ابتعادى، فغيابى طوال الفترة الماضية لم يكن بإرادتى، فمعظم القنوات كانت تريد إبعادى بسبب تلك الملفات التى كنت أطرحها بكل جرأة على المشاهد، ولكن شاء القدر أن يجئ رئيس مثل السيسى ويفتح هذا الملف من جديد، ولا تتخيلين مدى سعادتى، فأنا أشعر برضا وراحة كبيرة لا توصف، ولا أحزن على غيابى طوال الفترة الماضية ما دام بشرف، ولا أخفى عليك سرا فهناك قناة فضائية تم غلقها بالكامل بسببى عندما استضافت شباب ٦ أبريل وأحضرت لهم ملفهم بالكامل والفلوس التى حصلوا عليها من قطر، وجاء أشخاص أمام باب القناة وقتها لصاحب القناة وقالوا له صراحة «إما تمشى منى الحسينى لإما هنقفلك القناة» والرجل لم يتردد وأغلق القناة وسافر على الفور.
■ كانت فترة التوهج الإعلامى لك خلال عملك فى التليفزيون المصرى من خلال برنامج «حوار صريح جدا».. كيف تقيمين هذه التجربة؟ 
- «حوار صريح جدا» من أعز التجارب إلى قلبى، لأنه مرتبط بذكرى حلوة للغاية، وأجمل وقت وهو شهر رمضان الكريم عند توقيت الفطار، وأيضًا الخط الذى قدمته آنذاك مختلف للغاية ولا أحد على الساحة الإعلامية قدمه، ودائمًا أقضى هذا الشهر مع الأهل والأصدقاء.
■ البرامج التى قدمتيها كانت جريئة.. فهل كنت تواجهين مشاكل أو خطوطا حمراء من جانب المسئولين وقتها؟ 
- بالطبع.. تعرضت لحروب شديدة للغاية من النظام السابق، ومنهم رجل أعمال طاغ فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولا أريد أن أذكر اسمه لأننى أرى أنه نكرة، وهو كان بيدعى القوة، لكنه فى الحقيقة كان عكس ذلك تمامًا، وبعد ما عرضت ملفه بالكامل فى برنامجى بأنه كان يستولى على العديد من أراضى الدولة وقام ببيعها لأكثر من شخصية سياسية وأشخاص من الحزب الوطنى، وفوجئت بأنه قام برفع ٨ قضايا علىّ، وأرسل لى أشخاصا بأن أتنازل عن القضية، وأنا رفضت وكانت بينى وبينه المحاكم والقضاء لمدة طويلة ولم أحصل على حكم البراءة إلا بعد عام واحد والحمد لله على كل ما حدث.
■ لماذا كان أنس الفقى متحمسا لك؟ وهل كان وقوفه بجانبك بتعليمات من السلطة بسبب قربك منهم؟ 
- بعد فتح ملفات الأراضى المسلوبة من الدولة عبر برنامجى لم أستكمل العمل فى قناة دريم، فتلقيت اتصالا آنذاك من أنس الفقى وذهبت لمقابلته، فكان يريد أن أقدم برنامجى «حوار صريح جدا» فى شهر رمضان عن طريق صوت القاهرة، والقائمون على قناة دريم حزنوا للغاية منى، لأننى تركتهم فى شهر رمضان وفضلت الانتقال إلى بيتى فى التليفزيون المصرى، وكانوا يريدون إبعادى عن البرنامج كى لا أفتح الملف الشائك، فعرضوا أن أتولى رئاسة الفضائية المصرية.
■ ما الشخصيات التى كانت لك تحفظات عليها فى نظام مبارك ورفضت استضافتها فى برنامجك؟ 
- كل نظام مبارك كانت لى تحفظات عليهم، وكان لا يعجبنى قط أسلوب الحزب الوطنى وأشخاصه، وليس هناك شخصية بعينها رفضت استضافتها فى برنامجى، وأرى أن على قدر ما أعطاهم الله القانون أخذ مجراه معهم. 
■ هل تعرضت لمحاولات للتهديد بالقتل أو الابتزاز وما حكايتك مع أحمد عز؟ 
- بالفعل لقد تعرضت لعديد من محاولات التهديد والرعب والابتزاز، عندما قدمت برنامج نأسف للإزعاج على قناة دريم، لأنه كان يسلط الضوء على نظام مبارك كله ويهاجمه، وكان الرئيس محمد حسنى مبارك معجبا ببرنامجى للغاية ويشاهده بشكل دائم، لأنه كان يريد أن يعرف الفساد وصل إلى أين وطلب منى أنذاك أن أستمر فى فتح تلك الملفات، رغم أننى كنت أهاجم نظامه. 
وقال مبارك فى أحد حواراته أتمنى كل البرامج أن تكون بمصداقية منى الحسينى، فلهذا رجال نظام مبارك كان يخافون منى، ولذلك هددونى بالقتل وأولادى، وأما أحمد عز فليس لى حكايات معه. 
■ هل ترين أن الإعلام حاليًا يتمتع بسقف أعلى من الحرية؟
- الإعلام فى حالة تخبط شديدة ويعيش طوال الوقت فى دور الضحية والمظلوم والمجنى عليه، ويتبرأ من كل شىء خاصة عندما تولى الجماعات الظلامية الحكم كان معظم الإعلاميين يراشقونهم بالألفاظ، ومن وراء القنوات يعانقونهم ويصافحون بالأيدى، فأجزم أن هؤلاء الإعلاميون مرضى ويحتاجون إلى علاج نفسى، أما الآن فأستطيع القول إن الإعلام عادى جدا وأقول لهم «سعكيم مشكور»، وهناك بعض القنوات الفضائية تريد إشغال الشعب المصرى بأمور ليست حقيقية ويريدون تشويه صورة مصر ولا يظهرون صورة مصر الحقيقية ورئيسها، وبالنسبة للسلطة أرى أنها تعى جيدًا دور الإعلام وأهميته. 
■ إذن أنت مع الانتقادات الدائمة التى يوجهها الرئيس السيسى للإعلام؟ 
- بالطبع.. قلبا وقالبا لأن هذه الفترة التى تعيشها مصر تعتبر من أهم الفترات، لأن الرئيس قام بها بالعديد من الإنجازات ويجنى الثمار دائمًا، فالكلمة التى يخرجها يقولها الإعلامى فلابد أن تكون صادقة، لأننا فى مرحلة عصيبة ومليئة بالعطاءات، ولا تكون مرحلة أصحاب القنوات باتجاههم وميولهم، وأرى أن إظهار إنجازات الرئيس لم تأخذ حجمها الطبيعى من جانب معظم الإعلامين، ليس مغزى كلاميا أن أقول للرئيس أو أى جهة شكرًا عبر الشاشة، لكن من الممكن أن أظهر الكبارى والمشاريع وغيرها من الإيجابيات التى لا تحصد، وأحلى إعلام صادق بالفعل أراه من خلال المؤتمرات الشبابية التى تحدث بين الشباب الإعلاميين والرئيس السيسى ونخبة من الشعب، وهذا هو الإعلام الذى أشعر به لأن الرئيس يتفهم من خلاله شعبه.
■ وما رأيك فى سياسات التليفزيون المصرى الحالية؟ 
- أشعر بتفاؤل كبير خلال الفترة المقبلة تجاه التليفزيون المصرى، بسبب وجود الهيئة الوطنية للإعلام بقيادة قامة كبيرة مثل مكرم محمد أحمد وحسين زين، وأنها سوف تقوم بتعديل مسار ماسبيرو، بل سوف يدخل فى منافسة مع القنوات الفضائية بعد شهر رمضان بإذن الله. 
■ عملت فى عدد من القنوات الفضائية مثل المحور ودريم.. ما الذى يميز هذه القنوات عن التليفزيون؟ 
- بالتأكيد الجرأة والصراحة والوضوح وأيضًا يتمتع بقدر من الشفافية، وليس عليه رقابة ولكن مثل ما تحدث التليفزيون المصرى سوف يأخذ شكلًا مختلفا خلال الفترة المقبلة. 
■ ما الذى ينقص التليفزيون المصرى حتى يصل لمكانة القنوات الخاصة؟ 
- عوامل كثيرة تنقصه مثل الإمكانيات المادية والحرية وأن يتيح للمذيع أو المذيعة قدرا من التحدث بحرية أكثر، لأن فى القنوات الفضائية كنت أتحدث بكل حرية وليس هناك رقيب لى يطلب منى ماذا أتحدث ويحكمنى، ولكن لا أنكر أن التليفزيون المصرى هو الذى أنشأ «منى الحسينى»، وقدمها على طبق من فضة للقنوات الفضائية. 
■ الجميع يتعجب رغم تاريخك الكبير فى ماسبيرو إلا إنك لم تحصلى على أى منصب؟ 
- قبل اندلاع الثورة كان هناك قرار بأن أتولى رئاسة القناة الفضائية المصرية، وتم إمضاؤه، ولكن بعد الثورة هناك أمور كثيرة اختلفت وبعدها وضعت البنية الأساسية لقناة العاصمة، ثم اختلف فكرى مع صاحب القناة فانسحبت.