السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الداخلية الليبية تكشف عن الأب الروحي لـ"العبيدي" انتحاري مانشستر

تفجيرات مانشستر
تفجيرات مانشستر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت الداخلية الليبية، اليوم الخميس، خلال بيان رسمي فاضح للإنجليز، تقول فيه إن والد سلمان العبيدي "انتحاري مانشستر"، كان مقاتلًا في تنظيم القاعدة، وأنها قد أبلغت عنه السلطات البريطانية منذ 10 سنوات في إطار التعاون الأمني عقب قضية "لوكربي"، الطائرة التي سقطت في 21 من ديسمبر 1988، أصيب في الحادث 11 شخصًا من قرية لوكربي، لكنها فوجئت بأن بريطانيا تمنحه الجنسية كلاجئ سياسي.
وأضاف البيان أن المرشد الروحي لمنفِّذ الهجوم سلمان العبيدي، هو عبدالباسط عزوز زعيم ما يسمى الجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم الإخوان فرع القاعدة بشرق ليبيا، وهو أمكر أعضاء تنظيم القاعدة في أفريقيا وأكثرهم دهاء وخداعًا، والمستشار الأول لأيمن الظواهري والقائد الميداني لتنظيم القاعدة في مدينة درنة، والمسئول عن تسهيل إدخال مجموعات مقاتلة أجنبية إلى درنة، وكان من بينهم الإرهابيون الذين ظهروا في فيديو ذبح المصريين القادمين من بلاد أوروبية.
ولد "عزوز" عام 1965 بمدينة درنة يبلغ من العمر 62 عامًا، كانت تربطه علاقة خاصة مع أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة هي ما دفعت أيمن الظواهري خليفة بن لادن إلى اختياره مستشارًا له ومؤسسًا، وقائدًا ميدانيًّا للتنظيم في ليبيا انطلاقًا من قاعدته مدينة درنة ومسئولًا مباشرًا عن "توريد" مقاتلي القاعدة من أفغانستان إلى ليبيا وهو متزوج من جزائرية، وله 4 أبناء أحدهم قتل أثناء قتاله مع تنظيم "داعش" في سوريا.
تبنَّى الأفكار الجهادية في فترة مبكرة من حياته، ثم انضم إلى تنظيم القاعدة عام 1980، وسافر إلى أفغانستان في 1990م ليرتبط بعلاقة وطيدة مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ليعود إلى ليبيا مرة أخرى، وفي عام 2004م ثم سافر إلى بريطانيا هاربًا من ليبيا في 7 يوليو 2005.
وعقب اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير عام 2011م ضد الرئيس الراحل معمر القذافي كلفه أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، بالتوجه إلى ليبيا للإشراف على فرع تنظيم القاعدة بها، وشكل نواة للتنظيم من 200 إلى 300 مسلح تحت قيادته شاركوا في المواجهات ضد نظام القذافي في البريقة، واتخذ من مدينة درنة مقرًّا له، وأصبح المسئول عن استقبال مجموعات مقاتلة من أفغانستان إلى ليبيا، بالإضافة إلى أنه أحد مموّلي حملة حازم صلاح ابو اسماعيل بمبلغ 52 مليون دولار.
وفي وقت سابق من عام 2011 نشرت مكتبة الكونجرس الأمريكي في تقرير لها حول الإرهاب في ليبيا أن عبدالباسط عزوز يقود مجموعة يصل تعدادها إلى 300 شخص، إضافة إلى معسكر للتدريب، وكان قد أرسل بعضًا من رجاله إلى برقة؛ من أجل التواصل مع المسلحين هناك والتنسيق معهم، خاصة أن أخويه عبدالقادر عزوز، وكامل عزوز، من القيادات الجهادية في ليبيا، إضافة إلى جلال عزوز الجهادي القاعدي الذي ينشط في مالي، ويعتبر عزوز متخصصًا في صنع القنابل والمتفجرات. 
اعتمد "عزوز" على استراتيجية محددة لعمل تنظيم القاعدة في ليبيا ترتكز، على عقد تحالفات متنوعة مع القبائل الليبية، الاستيلاء على أكبر عدد من مخازن السلاح التي تركها الجيش الليبي عقب انهيار نظام القذافي، تكوين معسكرات للقاعدة تكون لديها قدرة على الحركة وتنفيذ أكبر قدر من العمليات الإرهابية، تكوين شبكة تحالفات جهادية تكون أساسًا لما يسمى "إمارة الصحراء الإسلامية" لتنظيم القاعدة، تمتد من جنوب ليبيا لتصل إلى ساحل المحيط الأطلنطي.
شارك "عزوز" في العديد من العمليات الإرهابية، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية، ممثلة في وزارة الخزانة الأمريكية تضعه ضمن القائمة السوداء الخاصة للإرهابيين الـ11 حول العالم، ومن أهم هذه العمليات، الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر 2012م، وقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين معه. 
تم اعتقاله عدة مرات وكانت البداية عندما احتجز لمدة 9 أشهر ونصف الشهر في سجن بيلمارش شديد الحراسة، قبل أن يطلق سراحه بكفالة وأخلي سبيله، لكن الشرطة البريطانية سرعان ما اعتقلته في مايو 2006 من منزله في مانشستر ضمن 10 ليبيين متهمين بتفجيرات المواصلات العامة، وكان اعتقاله في إطار ما سمي نظام "المراقبة"، بالإضافة إلى أنه تم اعتقاله من الاستخبارات التركية بعدما أبلغتها المخابرات الأمريكية الـ"سي آي إيه" بوصوله إلى اسطنبول بجواز سفر مزوَّر باسم "عواد عبدالله" وتمكن الأمن التركي من توقيفه لدى مغادرته منزلًا في مدينة يالوفا في 13 نوفمبر 2014، وآخر محطات اعتقاله وهو في طريقه إلى ليبيا من المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان.