الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس الحزب المسيحي الفرنسي في حوار شامل لـ"البوابة": فرنسا تدعم "السيسي" في حربه ضد الفاشية الدينية.. وجود أحزاب دينية سلفية في مصر يعيق العملية الديمقراطية

جان فريدريك بواسون،
جان فريدريك بواسون، رئيس الحزب الديمقراطى المسيحى بفرنسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتقد جان فريدريك بواسون، رئيس الحزب الديمقراطى المسيحى بفرنسا، ورئيس مجموعة عمل مكافحة تنظيم داعش، ونائب رئيس لجنة القانون فى المجلس الوطنى الفرنسى، السياسة الفرنسية تجاه الدول الممولة للإرهاب واصفًا إياها بالتباعة للسياسة الأمريكية،، وأكد ضرورة تعاون الأزهر مع فرنسا لمحاربة الإرهاب والتطرف، وأشار إلى أن دور فرنسا حماية مسيحيى الشرق الأوسط، وأن فرنسا تدعم الرئيس السيسى والذى يحارب الفاشية والإرهاب، وقال إن السوريين يعيشون بطريقة طبيعية والإعلام صور الوضع فى سوريا على أنه حرب، معلنا تأييده للأسد فى حماية بلده من الإرهاب، مطالبا فرنسا والغرب بتغيير سياستهم الخارجية تجاه سوريا.. جاء ذلك فى حوار أجرته «البوابة».. وإلى نص الحوار:

■ قمت بزيارة مصر والتقيت أكثر من مرة بشيخ الأزهر الشريف.. فما السبب؟ 
- أحب مصر وأعلم جيدًا مكانتها ودورها المحورى مع دول الشرق الأوسط، والدول العربية، والإرهاب باسم الدين انتشر فى كل أرجاء العالم، كان لا بد من التقرب للسلطة الدينية المعتدلة بمصر. أريد أن أتقرب من الشعب المصرى، والتعرف على النقاط المشتركة بين مصر وفرنسا، خاصة أن العلاقات بين البلدين فى أفضل حالاتها ومهمة.
وسبب لقائى بالدكتور أحمد الطيب أنه يمثل السلطة الدينية الإسلامية ليس فى مصر فقط، ولكنه رمز للمسلمين حول العالم، ولأنه فقيه الدين الإسلامى، فحملت العديد من الأسئلة بداخلى وداخل الكثيرين فى الغرب، وخاصة بعد أن تصاعدت وتيرة الإرهاب باسم الدين الإسلامى.
فهناك فجوة بين هؤلاء الإرهابيين، الذين باسم الدين يدمرون البشرية ويريقون دماء الأبرياء، وبين غالبية المسلمين المعتدلين، وهنا كان لا بد من التواصل مع السلطة الدينية الإسلامية، والمسئولة عن صورة الإسلام التى صدرها الإرهابيون إلى دول العالم، فالإرهاب يؤثر على العالم كله، والصراع قائم بين المسلم المعتدل والإرهابى، وهذا الصراع سيؤثر فى النهاية على مسيحيي الشرق، وفرنسا تريد أن تطمئن وتحمى مسيحيي الشرق من تلك الأعمال الإرهابية، والتى تستهدف المصلين داخل كنائسهم، ونحن نقوم بعمل دراسة للحفاظ على المسيحيين.
الأزهر ومواجهة التطرف
■ هل تم وضع خطة مشتركة بين الأزهر وفرنسا لمكافحة الإرهاب؟
- لا توجد فى الوقت الحالى خطة أو مشروع مشترك بيننا، ولكن لا بد أن يكون فى المستقبل، ففرنسا بتاريخها المسيحى لها دور مهم، فموقع فرنسا استراتيجى فى المنطقة كلها، وليس فقط مصر، فاليوم نبحث عن تفعيل الدور الفرنسى الفعال مع دول الجوار، وخاصة مع السلطات الدينية بمصر، وفى لقائى الأخير بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أكد لى أن الأزهر الشريف لديه إصرار كبير على مواجهة الفكر المتطرف باستخدام وسائل مختلفة، أنشأ الأزهر «مرصدا» بثمان لغات أجنبية للرد على مزاعم داعش والإرهابيين، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب.
‎كما أكد لى أنه مهتم بمواجهة هذا الفكر المتطرف سواء من خلال المؤتمرات والندوات والكتب والمراجع، إضافة إلى إرسال القوافل الدعوية وقوافل السلام التى تجوب العالم للدعوة إلى السلام والتعايش المشترك، كما أعلن عن استعداد الأزهر لتدريب الأئمة الفرنسيين على منهج الوسطية والاعتدال، ووضع لائحة موحدة للمساجد تلتزم بها فى الدعوة، بما يحقق حرية المساجد واستقلال المجتمع، ومن يخرج عن هذا سيتعرض للمساءلة.
فرنسا والإرهاب
■ تصاعدت فى الآونة الأخيرة العمليات الإرهابية بفرنسا.. فكيف تتصدى فرنسا لهذا الإرهاب؟
- نعلم أن الإرهاب يستهدف فرنسا، وهذا يظهر فى تصاعد عدد العمليات الإرهابية، ولكن البوليس الفرنسى له دور فعال وقوى، فبالرغم من كل ما حدث إلا إنه منع العديد من العمليات، لاعتماده على قاعدة بيانات ضخمة ساعدته على إجهاض العديد من العمليات، وبحسب عدد تلك العمليات التى تم إجهاضها، كان من المفترض أن تكون هناك عملية إرهابية كل أسبوع.
ولأن فرنسا فتحت أبوابها للجميع وبها عدد كبير من المسلمين، ولكن الغالبية منهم من المعتدلين، وقد حصلوا على الجنسية الفرنسية وشروطها احترام القانون والدستور، وكذلك القيم الفرنسية، والتى تقوم على المساواة وعدم التمييز بين المواطنين، فالجميع أمام القانون سواء، ولكن تسلل مع المعتدلين عدد من الإرهابيين، وهم المسئولون عن العمليات الإرهابية.
وبصفتى رئيس حزب لا أقبل أن يستخدم الإرهاب الديني فى نشر العنف والتطرف وبث السموم فى العقول، ففرنسا بلد الحريات وتحترم كل الأديان، وتقبل المؤمن والملحد وتحترم الجميع بمختلف أسمائهم وألوانهم وديانتهم، فلا شيء يحكم فرنسا سوى القانون.
ولهذا أوجه رسالة للمسلمين المتطرفين أقول لهم: «ليس لكم مكان فى فرنسا.. وإن فرنسا لن تقبل بتطبيق سياسة الأمر الواقع»، فلن يتمكن هؤلاء من أن يفرضوا على المجتمع الفرنسى أفكارهم المتشددة وعنفهم، ولن تتهاون مع الأيادى الملطخة بالدماء، فنحن نحترم المؤمنين، ولكن هناك شدة ضد الإرهابيين والذين لا يطبقون القانون.
إجراءات وقوانين
■ هل هناك قانون فرنسى لمواجهة الإرهاب؟
- القانون الفرنسى يجرم كل أنواع العنف، وعلى رأسها العنف الدينى، فهناك قانون عام يواجه كل أنواع العنف، وخاصة لمن يمارس العنف الدينى، وخرجت تلك القوانين القديمة إلى حيز التطبيق، وذلك بعد العنف الإرهابى الذى تتعرض له البلاد، وهذه القوانين شرعت لمواجهة الإرهاب الموجه لأوروبا وليس فرنسا فقط، والعقوبة فى تلك القوانين مشددة لتطبق على الإرهابيين.
وأقر البرلمان الفرنسى منذ زمن إمداد الشرطة الفرنسية، بإمكانيات فنية ومعدات، فكان القرار زيادة المعدات سوء الزيادة الفنية أو العددية، والتى تمكن الشرطة من الكشف على المتفجرات، وزيادة عدد كاميرات المراقبة والكلاب البوليسية والعديد من المعدات، وكذلك زيادة عدد رجال المخابرات والمعلومات فى الشرطة الفرنسية، لنمكنهم من أداء عملهم بشكل أمثل ومتقدم.
تجفيف منابع الإرهاب
■ العالم كله يتفق على محاربة الإرهاب.. ولكن كيف يمكن تجفيف منابعه؟ 
- يعتمد تجفيف منابع الإرهاب على عنصرين أساسيين، الأول: السياسى القضائى، والثانى: هو الثقافى، والعنصر السياسى متواجد بين الدول، والتى تتفق وتعقد العديد من المؤتمرات وتبرم الاتفاقيات، والخط القضائى وهو ينفذ ومتواجد بالقانون على المستوى الدولى حسب ثقافته ومعتقده، وكذلك تقاليده ولا يحتاج إلى عمل كبير بل للتنفيذ.
أما العنصر الثانى، وهو الثقافى، فالإرهاب ثقافة فكرية عنيفة متشددة انتشرت فى العقول مثل السرطان، وقتلت كل ما هو طيب وجميل فى المجتمعات كالمسلمين الراديكاليين والذين لهم مطامع سياسية، الذين استخدموا الدين لغسيل العقول.. واخترقت تلك الثقافة الإرهابية عقول البسطاء سياسيًا، فالانتماء الدينى اجتاح الجميع، وهؤلاء اعتمدوا على تفاسير لنصوص بطريقة تخدم مطامعهم السياسية، باسم الدين، وهذا كله يحتاج لعمل كثير لمناهضة الفكر الإرهابى بالتفسير الصحيح وتصدى المعتدلين له.
وأتذكر قول المفتى الإيرانى عندما قابلته «لا أريد أن يكون القتل مقدسا»، فالتعبير العنيف للإرهابيين على المستوى الإنسانى لن تقبله أوروبا، واعتياد العنف والقتل، فرنسا بالنسبة للدين المسيحى مع الوقت توصلوا إلى أن تكون هناك حرية النقض للنصوص الدينية، فبالنسبة للمسيحية الإرهاب ليس دينا بل إرهابا محرما، وبالنسبة للمجتمع الفرنسى من المسلمين المعتدلين لا بد من إعادة قراءة النصوص والأخذ بالنصوص التى تحارب وتحرم العنف، وخلال لقائى بشيخ الأزهر وجهت له عددا من الأسئلة: ماذا تستطيع أن تقول عن المساوة بين الرجل والمرأة؟ وما رأيك فى من يغير دينه؟، وما رأيكم فى فصل الدين عن السياسة؟ ومن السعداء فى العالم الذين يطبقون الشريعة أم الذين لا يطبقونها؟ فبالنسبة لرجل غربى كلمة الشريعة لا يعرفها، وبالنسبة للمتشددين لهم الحق فى تطبيق دينهم، ولكن لن تقبل فرنسا ولا الغرب تطبيق الشريعة، فعليهم احترام قوانين الجمهورية الفرنسية.
والشعب الفرنسى به من لا يؤمن إطلاقًا ملحدون، وبالنسبة لى من يؤمنون ستكون حياتهم أفضل، ولكن لا بد أن يكون هناك نوع من التوازن، ويكون لكل شخص حرية المعتقد، فكل هذا يساعد على تجفيف منابع الإرهاب.
الصراع العربى الإسرائيلى 
■ ما رؤيتكم لحل القضية الفلسطينية؟ 
- أرى أن الفلسطينيين والإسرائيليين هم من يقررون مصيرهما، وعلى الغرب أن يرفع يده عن تلك القضية، حتى يتمكن الطرفان من حل قضيتهما دون ضغوط خارجية لخدمة مصالح مشتركة، فالطرفان هما من يعرفان الحل الأمثل والمرضى لهما دون أى تدخلات. 
ولكن أنا كرئيس للحزب المسيحى مع حل الدولتين، وعلى إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعلى الفلسطينيين إنهاء الصراع الفلسطينى الفلسطينى والاتحاد من أجل وطن آمن وإعلاء مصلحة البلد والمواطنين فوق مصالح فئة على حساب الأخرى والأبرياء.
ومن وجهة نظرى، فمصر لها دور مهم لحل تلك الأزمة، وكذلك الدول العربية فى المنطقة لهم دور، وهو تطمين إسرائيل، وعلى إسرائيل أن تتقبل الآخر وفتح العلاقات مع الدول العربية جميعًا.
■ هل يلعب الدين دورا فى الصراع العربى الإسرائيلى؟
- فى ظاهر الأزمة أن الدين هو المتحكم فى الصراع، والذى امتد لأجيال، ولكن لا أستطيع القول إنه السبب الوحيد، ولكنه الستار أو جزء من الأزمة.
ولكن حب الامتلاك والهيمنة السياسية هى الأقوى فى هذا الصراع، فحب الشعوب للامتلاك والأطماع السياسية وراء تفاقم الأزمة، فالطرفان فى حاجة لتقديم بعض التنازلات للتوصل إلى حل وسط يرضى الطرفين، وبدون تنازل لن تحل الأزمة.
فرنسا.. وأمريكا
■ ما موقف فرنسا من الدول الممولة للإرهاب؟
- الموقف الفرنسى تجاه تلك الدول غير واضح، وأتمنى أن يتضح، ففرنسا ليس لها دور واضح مع تلك الدول، والتى تعد اليوم معروفة للجميع، وأنا ضد السياسة الفرنسية، والتى تتبع السياسة الأمريكية، والتى لها أهداف خاصة، فأتمنى أن تخرج فرنسا من عباءة الأمريكان.
فرنسا دولة عظيمة ولها حضارة منذ القرن الرابع عشر ولها تاريخ، ودورها فى تلك المرحلة مهم جدًا وخاصة مع دول الشرق الأوسط، فاليوم تغير فرنسا سياستها تجاه المجتمع فهى تملك فرصة لتصحيح المسار.
وأطالب السياسيين الفرنسيين بإعطاء الفرصة للمسلم المعتدل، والذى يمكنه مكافحة الإرهاب، فهو من يمتلك الحل والتأثير، وفرنسا لا تريد ولن تساند أى دولة تساند الإرهاب، ولا بد أن تكون فرنسا فى الصفوف الأولى لضرب داعش، وطالبت الرئيس السابق فرانسوا أولاند بأن يطرد كل إمام يستخدم المنبر لنشر العنف والتطرف من فرنسا، فلن تسمح للإرهابيين بالتواجد فى البلاد، ولكن الرسالة القاسية التى لا بد أن توجهها فرنسا ضد الإرهاب وهذه ستكون رسالة للإرهابيين فى العالم.
الدين والسياسة
■ هل تسمح فرنسا بالأحزاب الدينية؟
- فرنسا ليس بها أحزاب دينية، وأنا حزبى ليس دينيا، ولكنى كمسيحى أحترم وأنادى بالإنسانية، ولا أدعو للمسيحية، فالدين شق إيمانى بين الإنسان والله والدين لا علاقة له بالسياسة، فالدين أسمى من أن يتلوث بالسياسة، والسياسة فن إدارة المجتمعات للتعايش معا.
ومع هذا فالحزب الديمقراطى المسيحى، له قواعد وشعارات عديدة، أهمها احترام الحياة ومتى تبدأ ومتى تنتهى، احترام العقيدة المختلفة واحترام ممارستها، وعدم الإكراه فى الدين، فحزبى لا ينادى بدخول المختلفين فى الدين بدخول المسيحية، فكل فرنسى من حقه اختيار دينه.
وكذلك حزبى ينادى بحق الملكية الخاصة لكل المواطنين، فلكل أسرة الحق فى اختيار دينها وحياتها الخاصة، وتربية أولادها وفق معتقدها، ففرنسا دولة ثقافتها يهودية مسيحية، ودورنا نستقبل البائسين، ولكن بقوانين فرنسا، والمنبثقة من الديانة المسيحية، وهذه القيم تؤيدها الأحزاب اليسارية واليمينية.
فعندما نأخذ الأخلاق من الدين هذا لا يتسبب فى مشكلة، ولكن فى حالة مطالبتى بتطبيق شريعة الدين على المجتمع، فهنا تحولت إلى حزب دينى، ولكن حزبى حزب سياسى له خلفية وثقافة دينية.
الأحزاب الدينية 
■ هل الأحزاب الدينية تؤثر على الديمقراطية؟
- بالطبع.. ستؤثر لأن توجهها نحو الدين وليس السياسة، فالدين مكانه فى دور العبادة، ولكن إن خرج ليختلط بسياسة الدولة فهنا تبدأ الأزمة، فأنا لا أعترف بالأحزاب الدينية، وأتعجب كيف ستستخدم الديمقراطية للوصول إلى الحكم؟ فالدين لا علاقة له بالديمقراطية، يأخذ كله أو يترك، وفى حالة أن يكون هناك حزب دينى يطالب بحكم الدين بدل القانون، سوف يكون مناهضا لسياسة الدولة وعقبة فى طريق تقدمها، فالأحزاب تخرج لتكون مساندة للرؤية العامة للدولة، فكيف سيشارك أى حزب دينى فى الحياة السياسية الديمقراطية لمساندة الدولة وعلى رأسها الرئيس؟.
وعلى الصعيد المصرى، وبالرغم من وجود حزب للسلفيين، إلا أنى أرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس يقاوم الفاشية الدينية والإرهاب، ونحن مع كل من يحارب الإرهاب، لإحلال السلام فى العالم، ولكن أعتقد فى حالة وجود أحزاب دينية سلفية من الممكن أن تعيق العملية الديمقراطية.
■ ماذا ينتظر الفرنسيون من البرلمان الفرنسي؟
- الفرنسيون ينتظرون من البرلمانيين شيئين، أن يكون حرا وأن يعمل من أجل المصلحة العامة، وفى العالم كله لا توجد مطالب للشعب أكثر من الحرية وأن يعمل البرلمان لأجلهم.
سوريا مفتاح منطقة الشرق الأوسط
■ كيف ترى الحرب فى سوريا؟
- أرى من خلال لقائى الرئيس السورى بشار الأسد إنه كرس طاقته فى الدفاع عن بلاده، وهذا أمر لا جدل فيه، وقد استمر اللقاء بيننا لمدة ساعة وثلث الساعة، وقد دار بشكل جيد للغاية حيث كان الرئيس الأسد مبتسما ويحمل أفكارا متطورة فى طريقة كلامه وليس غاضبا على الإطلاق. مفتاح المنطقة يبقى فى دمشق، فستظل سوريا مفتاح منطقة الشرق الأوسط، والخطر هو فى تغير مجرى الرياح بسبب السياسات الدولية، ففرنسا خسرت مكانتها ونفوذها فى المنطقة بسبب سياساتها تجاه سوريا، والأخطاء التى اقترفتها الدبلوماسية الفرنسية فى سياساتها تجاهها، وكذلك الدول الأوروبية عموما أخطأت فى سوريا، فالدبلوماسيون الأوروبيون صعدوا عاليا إلى الشجرة فيما يخص سياساتهم، ويجب مساعدتهم على النزول إلى أرض الواقع، ومساعدة الشعب فى إعادة استقرار بلاده.
ما شهدته فى دمشق بين لى أن البلاد تعيش أوضاعا شبه طبيعية، فليلة السبت وخلال لقائى عددا من المسئولين فى أحد فنادق العاصمة، كان هناك حفل زفاف فى الفندق نفسه، استمر حتى الرابعة صباحا، وهذا يعنى وفق ما رأيت أن البلاد ليست فى حالة كساد كما أن السوريين ليسوا فى حالة اكتئاب. كما أكد لى الرئيس السورى على أهمية دور السياسيين والبرلمانيين العقلاء فى فرنسا وأوروبا عموما فى تصويب السياسات الغربية تجاه سوريا والمنطقة، والتى أثبتت الوقائع أنها سياسات فاشلة ساهمت فى توسع الإرهاب وانتشاره ووصوله إلى الدول الأوروبية، نتيجة عدم استماعها إلى متطلبات شعوب المنطقة والتدخل فى شئونها الداخلية وانتهاجها معايير مزدوجة فى محاربة الإرهاب.