الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة" تكشف.. أملاك الأقباط في القدس.. "مفاتيح" مصرية وتزييف صهيوني

مدينة القدس
مدينة القدس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع حلول أسبوع الآلام، الذى يسبق الاحتفال بعيد القيامة المجيد، يشد بعض الأقباط الرحال باتجاه القدس، زائرين وحجاجًا، يتبرَّكون من موضع المسيح، ويصلون فى محراب قبره بكنيسة القيامة، غير مبالين بحرمان كنسى من الكنيسة الأرثوذكسية، أو اتهامات شعبية قد تطولهم بالتطبيع مع الكيان الصهيونى المغتصِب للأرض العربية فى فلسطين. غالبية الذاهبين إلى هناك ليسوا تابعين للكنيسة الأرثوذكسية التى تمنع المسافرين للقدس بعد قرار البابا شنودة بمنع السفر إلى القدس بعد احتلالها، بينما تسمح الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية لرعاياهما بالسفر ، ووصل عدد المسافرين، العام الماضى، إلى 5 آلاف و200 مسيحى، وتستمر الزيارة نحو 11 يومًا، ليعود الزائر إلى مصر مع عيد شم النسيم، حاملًا لقب «المقدس». ويشمل برنامج الزيارة المكان الذى استقبل السيد المسيح بالزعف، وزيارة جبل الزيتون، وبستان جثيمانى الذى صلى به المسيح، والمكان الذى توفيت فيه السيدة مريم وقبرها، وكنيسة الصعود.
أملاك أقباط مصر فى القدس بعضها اندثر والبعض ما زال باقيًا، وبينهما أماكن تم الاستيلاء عليها من الطوائف المسيحية الأخرى، وتم هضم حق الأقباط فيها، بسبب التقلبات السياسية وما مر بالوطن العربى على وجه العموم وفلسطين والقدس على وجه الخصوص من محن واضطرابات تارة تحت أيدى الرومان، وأخرى تحت أيدى الصليبيين، إلى أن وصل إلى المحتل الصهيونى، والذى اغتصب دير الأنبا أنطونيوس القبطى فى القدس ومنحه إلى الكنيسة الإثيوبية.
«البوابة» تفتح لأول مرة بالمستندات والصور ملف أملاك الأقباط المصريين فى القدس والأراضى المقدسة، والتى تخضع حاليًا للاحتلال الصهيونى.

«مارجرجس للراهبات»
يعود للقرن الـ17.. وأثريون اكتشفوا به أطلالًا تعود للقرن الثالث الميلادى
يقع هذا الدير بالقرب من باب الخليل بالقدس القديمة، والراجح أن إنشاء هذا الدير يرجع إلى القرن السابع عشر، على أنـه مـن المـؤكد أنـه فى سنة ١٧٢٠ كان فى نفس المكان الذى به الآن، وجدد الأنبا باسيليوس الكبير هذا الدير وكنيسته، وعمل لها حجابًا على الطراز البيزنطى سنة ١٨٨٢، وقد أعاد تجديده الأنبا تيموثاوس سنة ١٩٠١، كما قام الأنبا باسيليوس الرابع بتجديد الكنيسة تجديدًا شاملًا سنة ١٩٦١.
وبالكنيسة مذبح واحد، ويُعتبر حامل أيقوناتها من أجمل الأيكونوستاس فى كنائس القدس، وتقام فيها القداسات كل يوم خميس من كل أسبوع على مدار السنة، ويوميًا فى أوقات مواسم الحج والأعياد.
كما يقام فى هذه الكنيسة قداسان احتفاليان سنويًا فى عيد مارجرجس حيث يجرى وضع كسوة جديدة لأنبوبة رفات مارجرجس، والثانى يوم الخميس السابق لجمعة ختام الصوم، ويقيم بهذه الكنيسة الأرمن الأرثوذكس قداسًا احتفاليًا بعيد مارجرجس حسب تقويمهم فى ٧ أكتوبر من كل عام، مقابل إقامة الأقباط قداس برامون الميلاد وقداس عيد الميلاد على مذبح الأرمن بكنيسة المهد ببيت لحم سنويًا. 
وافتتح الأنبا ياكوبوس مطران الكرسى الأورشليمى ١٩٤٦ ـ ١٩٥٦، مدرسة على اسم الشهيدة دميانة سنة ١٩٥٣، وقام الأنبا باسيليوس الرابع ببناء طابق علوى جديد فوق الجناح الشرقى من مبنى المدرسة، وقام الأنبا أبراهام بتجديد كل من الكنيسة والدير فى عام ١٩٩٣، وقد اكتشف علماء الآثار أثناء التجديد أن بالكنيسة أطلالًا يعود تاريخها للقرن الرابع أو الخامس الميلادي.


دائما لمصر مكان مميز فيها
تراث المصريين بدأ منذ العصور الأولى للمسيحية.. والبابا أثناسيوس اشترك فى تدشين كنيسة القيامة
حج مسيحيى مصر ظهر فى القرن الثالث الميلادي.. والصليبيون منعوا المصريين من زيارة الأماكن المقدسة
منذ العصور الأولى المسيحية، كان لمصر وللمصريين مكان مميز فى القدس، وحسب المصادر الكنسية فإن النواة الأولى لطائفة المصريين المسيحيين فى الأراضى المقدسة، تكونت فى عيد الخماسين الذى يتبع عيد القيامة حسب الاعتقاد المسيحي، حيث تم تعميدهم فى هذا اليوم، ولم يلبث أن انضم إليها مصريون آخرون كانوا يترددون على القدس، ثم آثروا الإقامة فيها، إلا أن تردد المسيحيين من المصريين وغيرهم على الأرض المقدسة كان قد انقطع بعدما دخل تيطس أورشليم وحرقها سنة ٧٠ ميلادية، وكانت زيارتهم لها قليلة بعدما بنى هادريان على أنقاضها مدينة رومانية أسماها «إيليا كابتولينا»، وأقام معبدًا لفينوس على موضع الجلجثة، فتوارت عن الأنظار معالم المواضع المقدسة، ولم يعد هناك ما يُحفز المسيحيين على زيارة القدس المعروفة بأورشليم.


بناء كنيسة القيامة
وبعد زيارة الملكة هيلانة للقدس وعثورها على خشبة الصليب المقدس سنة ٣٢٦م، شرعت فى بناء كنيسة القيامة، وعند تدشين الكنيسة سنة ٣٣٥م، اشترك البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك القبطي، مع بطريركى أنطاكية والقسطنطينية فى صلاة التدشين، ومن هذا الوقت بدأ المسيحيون من جميع الأقطار يتوافدون لزيارتها، بينهم أعداد كبيرة من الرهبان القبط، يحدوهم الاعتقاد بأن زيارة الأماكن المقدسة تطهرهم من الأوزار، وبدأ حج الأقباط إلى القدس منذ القرنين الثالث والرابع واستمر ترددهم عليها فى القرنين الخامس والسادس، واستوطن البعض منهم فى القدس وبنوا كنائس وأديرة كثيرة لهم.


الفتح الإسلامى
وفى القرن السادس الميلادي، فتح العرب القدس عام ٦٣٧م، وسلّم بطريرك الروم الأرثوذكس صفرونيوس مفتاح المدينة بنفسه إلى الخليفة عمر بن الخطاب، فأعطاه كتاب الأمان الذى عُرف بـ«العُهدة العُمرية» وقد ذكر فيه الخليفة القبط ضمن الطوائف الممثلة فى كنيسة القيامة.
وفى القرنين العاشر والحادى عشر، استمر تردد الأقباط على الأماكن المقدسة بأعداد قليلة، حتى كاد يتوقف ما بين عام ٩٩٦ ـ ١٠٢٠م، أيام الحاكم بأمر الله، عندما أصدر أمرًا بهدم كنيسة القيامة ومنع وفود الحجاج من الوصول للأرض المقدسة، ثم تحسنت الأحوال بعد ذلك عندما استولى الأباطرة البيزنطيون على الأماكن المقدسة فى الفترة من سنة ١٠٢٧م إلى سنة ١٠٤٨م، واستُكمل بناء كنيسة القيامة فى سنة ١٢٤٩م، واستردت حركة الحج نشاطها من جديد.


مملكة لاتينية
ومع دخول الصليبيين القدس فى سنة ١٠٩٩م، أسسوا من القدس والبلاد المجاورة لها مملكة لاتينية وجعلوا عاصمتها القدس، ومنعوا أقباط مصر من زيارة القدس إلى أن أُعيـد فتحها على يد صلاح الدين الأيوبى عام ١١٨٧م، وكافأ صلاح الدين الأقباط برد الأماكـن التى أُخذت منهم وإعفاء الحجاج من الضرائب.
وحينما نُصّب البابا كيرلس الثالث، البطريرك الخامس والسبعون للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المعروف بـ«ابن لقلـق» عام ١٢٣٥ واستمر حتى عام ١٢٤٢، بادر بإرسال رسالة رعوية إلى شعبه بدمشق، والتى كانت بمثابة الخطوة الأولى فى سبيل تولى البطريرك بنفسه سلطته الرعوية على الكنائـس القبطيـة فـى الشـام، ثم رسم مطرانًا قبطيًا وهو الأنبا باسيليوس، على أورشليم والساحل والشام إلى نواحى الفرات، لرعاية الأقبـاط وكنائسهم هنـاك، بدلًا من رعاية الروم الأرثوذكس، وهكذا أصبح للأقباط منذ عهد البابا كيرلس الثالث مطران للقدس يترأس احتفالاتهم فى الأعياد، بعدما كان المتبع هو أن يذهب مطران دمياط إلى القدس لهذا الغرض فى أعياد الميلاد والقيامة والعنصرة، ويعود بعدها إلى مصر.


«الملكة هيلانة»
سميت على اسم والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير
تقع فى الطابق الأرضى من مبنى بطريركية الأقباط الأرثوذكس فى القدس، وسُميت بذلك نسبة إلى الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور الرومانى قسطنطين الكبير، وهو أول إمبراطور رومانى مسيحي، وقد عملت هيلانة والإمبراطور قسطنطين على البحث عن «صليب المسيح»، وقد وجداه وأقاما كنيسة القيامة بالقدس بجانب إقامة مبانٍ كنسية فى بيت لحم والقدس.
ويقع باب الكنيسة مقابل دير السلطان القبطى الملاصق للبطريركية القبطية، وحسب التاريخ الكنسى يُعتقد أن الملكة هيلانة استخدمت بئر المياه التى بداخل الكنيسة فى بناء كنيسة القيامة فى القرن الرابع الميلادي.
ولهذه الكنيسة هيكل واحد، وقد قام الأنبا باسيليوس الرابع بتوسيع هذه الكنيسة، وذلك بضم الأماكن التى خلفها إليها، كما قام بتجديدها تجديدًا شاملًا، وتم استبدال مذبحها بمذبح رخامى جديد، وعمل لهيكلها حامل أيقونات على الطراز القبطي، وزينت الكنيسة بأيقونات قبطية جميلة، وأُقيمت فى الكنيسة مقصورة جديدة بها أيقونة للملكة هيلانة، كما تم إعداد الطريق المؤدى إلى البئر لتسهيل زيارة المكان، كما تم توصيل التيار الكهربائى إليه.
وتقام القداسات فى هذه الكنيسة كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع على مدار السنة، ويوميًا فى موسم قدوم الحجاج والأعياد.


البابا تواضروس طالب الكنيسة الإثيوبية بإعادته
دير السلطان.. منحه صلاح الدين لأقباط مصر.. واغتصبه «الأحباش» بحماية إسرائيلية
الكنيسة حصلت على أحكام قضائية تؤكد مصرية الدير.. وحكومة الاحتلال ترفض التنفيذ
«مجلة الكرازة» فبراير 81: إذا كان اليهود جادين فى «تطبيع العلاقات» فليُرجعوا الدير إلى الكنيسة القبطية
يقع دير السلطان بجوار كنيسة القيامة، أو بعبارة أخرى داخل نطاق موضع الصلب والقبر المقدس، ويعتبر من الأماكن المسيحية المقدسة التى يسرى عليها نظام Quo Status أى «الوضع الراهن» وهى: القبر المقدس وملحقاته ـ دير السلطان ـ قبر السيدة العذراء بالجثسيمانية ـ كنيسة المهد. 
ولدير السلطان أهمية خاصة تاريخية عند الأقباط، كما أن دير السلطان يُقرّب الطريق من البطريركية القبطية الأرثوذكسية إلى كنيسة القيامة، وتبلغ مساحة هذا الدير ألفًا وثمانمائة متر مربع تقريبًا، وهو متصل من الشمال بالبطريركية القبطية، ومن الغرب بمبانى كنيسة القيامة.
وكنيسة الأربعاء الأحياء، تقع فى الطابق العلوي، ومساحتها ٤٢ مترًا مربعًا، وبابها يفتح على ساحة الدير، كما يمكن الوصول إليها من كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل التى تقع فى الطابق السفلى، بواسطة دَرَج يفصل بين الاثنين، ويحيط بالكنيسة من ناحيتها الشمالية والغربية سياج حديدى يفصلها عن الممر الذى يسير محاذيًا لها إلى السلّم المؤدى فى نهايتها لأسفل الكنيسة الثانية وهى كنيسة الملاك ميخائيل، وفى الحائط الغربى لهذا الممر يوجد باب يؤدى إلى هيكل مغارة الصليب.


كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل
أما كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، فتقع فى الطابق الأرضى من دير السلطان، ومساحتها ٣٥ مترًا، وباب الكنيسة يفتح فى الجهة الغربية على ساحة كنيسة القيامة، وبالكنيسة مذبح واحد، وحجاب الهيكل مصنوع من الخشب المطعم بالعاج على هيئة صلبان بحسب الفن القبطي، والذى لا يوجد مثله إلا فى الكنيسة السابق ذكرها وفى الكنائس القبطية بمصر القديمة، وحول الكنيسة من ناحيتيها الشمالية والغربية سياج حديدى يفصلها عن الممر المؤدى إلى الباب الذى يفتح على ساحة كنيسة القيامة.


قبة كنيسة القديسة هيلانة
وفى ساحة دير السلطان تبرز قبة كنيسة القديسة هيلانة، وفى الجهة الجنوبية إلى الشرق من كنيسة الأربعة الأحياء غير المتجسدة، وكذا من الجهة الغربية من الساحة المذكورة، توجد غرف وقلالى الرهبان، وقد حافظ الأقباط طوال تاريخهم فى الأرض المقدسة على هذا الدير، فلم ينتزع منهم إلا عندما احتله الرهبان الأوغسطينيون إبان مملكة القدس اللاتينية، ولما استعان الملك الصالح نجم الدين بفرسان وجنود الخوارزم فى قتاله ضد الملك الناصر داود صاحب الشام وضد اللاتين وهاجموا مدينة القدس، نهبوها وأشعلوا النار فى كنيسة القيامة ودير السلطان سنة ١٢٤٥، وعادت القدس إلى الملك الصالح نجم الدين، فنزلها بعد قليل وأمر بإعادة بناء السور وأُعيد دير السلطان إلى الأقباط، وكان ذلك فى عهد كل من الأنبا باسيليوس الأول ١٢٣٦-١٢٦٠م أول مطران قبطى على الكرسى الأورشليمى والبابا كيرلس الثالث «ابن لقلق» الخامس والسبعين فى العدد ١٢٣٥-١٢٤٢م، حسبما ورد فى كتاب عارف العارف «تاريخ القدس».
وقد أُصلح هذا الدير وأضيفت إليه مبانٍ جديدة فى سنة ١٨٧٥ بتبرعات من أغنياء الأقباط، وفى سنة ١٩٠٧ عُمّر الدير من جديد، وفى سنة ١٩١٢ صار لائقًا لأن يكون مقرًا رسميًا لبطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس، بعد تجديد كنيسته جيدًا وأساساته القديمة، وتقام القداسات والصلوات فى كنيسة الأنبا أنطونيوس كل يوم سبت أسبوعيًا، ويوميًا فى مواسم وفود الحجاج، كما تقام فيها صلاة العشية يوميًا، وكذلك بعض مناسبات الأعياد.
واستولى الصليبيون على الدير، وأرجعه صلاح الدين الأيوبى للأقباط، ولعلّه عُرف من وقتها باسم «دير السلطان»، وكان فى هذا الوقت الأحباش «الإثيوبيون» فقدوا غالبية أملاكهم بالقدس، بسبب قلة عددهم، كما فقدوا أماكنهم وحقوقهم بداخل كنيسة القيامة بمرور الوقت، وقد طُرد الأحباش من ديرهم «دير مار إبراهيم» الملاصق للقيامة حوالى سنة ١٦٥٤، وحل محلهم الأرمن، إلى أن انتزعه منهم الروم بأمر من الباب العالى نفذته المحكمة الشرعية، ولم يكن من المعقول أن يلتمس الأحباش مكانًا يؤويهم لدى أى من هاتين الطائفتين، بعدما استولت الواحدة بعد الأخرى على أملاكهم، ومن ثم لم يبق أمام الأحباش سوى خيار واحد هو الالتجاء إلى الكنيسة القبطية باعتبارها الكنيسة الأم لهم. 


إسرائيل تحتل الدير
وظل دير السلطان فى ملكية الكنيسة القبطية قبل الاحتلال الإسرائيلى للقدس فى ١٩٦٧، ليقوم الاحتلال فى ليلة عيد القيامة وتحديدًا فى ٢٥ أبريل ١٩٧٠ بالاستيلاء على الدير وتمكين الأحباش «الإثيوبيين» المقيمين بالدير منه فى صباح اليوم التالى، وعلى أثر هذا التعدى الغاشم قام الأنبا «باسيليوس»، المطران القبطى فى مدينة القدس وقتها، بالاحتجاج لدى السلطات الإسرائيلية برفع ثلاث قضايا أمام محكمة العدل العليا الإسرائيلية، التى أصدرت قرارها رقم (١٠٩/٧١) فى ١٦ مارس ١٩٧١، وأمرت بإعادة المقدسات المغتصبة إلى أصحابها قبل ٦ أبريل ١٩٧١، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت قرارًا مؤقتًا بإيقاف الحكم فى ٢٨ مارس ١٩٧١، ليصدر البابا شنودة الثالث وقتها قرارًا بمنع زيارة الأقباط للأراضى المقدسة أمام تعنت إسرائيل بعدم تنفيذ حكم المحكمة بتسليم دير السلطان للأقباط، ورفعت الكنيسة دعوى أخرى أمام المحكمة العليا بالقدس، فحكمت أيضًا بالإجماع فى ٩ يناير ١٩٧٩ بأحقية الكنيسة المصرية فى تسلم دير السلطان.
وفى افتتاحية مجلة الكرازة بعددها الصادر فى فبراير ١٩٨١، تحت عنوان: «زيارتنا للقدس مرتبطة بحل مشكلة دير السلطان». قالت الكنيسة: «إذا كان اليهود جادين فى «تطبيع العلاقات» فليُرْجِعوا إلى الكنيسة القبطية دير السلطان المجاوِر لكنيسة القيامة فى القدس». و«حينما نتسلم الدير، ستعلن الكنيسة القبطية رسميًا أنه لا مانِع من زيارة القدس، أما الآن فالكنيسة تمنع».
وفى أغسطس ٢٠١٦، طالبت الكنيسة الإثيوبية بالجلوس مع الكنيسة القبطية فى القدس من أجل ترميم الدير، وشكل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وفدًا من الكنيسة برئاسة الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، للسفر للقدس ولقاء وفد الكنيسة الإثيوبية بحضور سفير مصر فى إسرائيل وممثلين لوزارة الخارجية والداخلية الإسرائيلية لمناقشة وضع الدير، وتمسك الوفد القبطى بعودة الدير لملكيته، إلا أن الوفد الإثيوبى تهرب رغم وقوف الجانب الإسرائيلى إلى جانبه،ولم يتم التوصل لأى اتفاق حتى الآن.



«العذراء»
تلاصق القبر المقدس وتعود للقرن الرابع
أُصلح هذا الدير وأضيفت إليه مبانٍ جديدة فى سنة 1875 بتبرعات من أغنياء الأقباط، وفى سنة 1907 عُمّر الدير من جديد، وفى سنة 1912 صار لائقًا لأن يكون مقرًا رسميًا لبطريركية الأقباط
يوجد للأقباط الأرثوذكس بداخل كنيسة القيامة، كنيسة صغيرة على اسم السيدة العذراء، يقيمون فيها صلوات العشيّات والقداسات، وتُعتبر هذه الكنيسة ذات طابع روحى خاص، إذ تُوجد على رأس قبر المسيح ـ حسب الاعتقاد المسيحي ـ وهى الكنيسة الوحيدة بين مقادس كنيسة القيامة بأسرها الملاصقة للقبر المقدس بل وتعتبر جزءًا من بنائه، ويستطيع الزائر أن يرى تحت المذبح بالكنيسة الحجر الطبيعى للقبر المقدس، حيث وُضع جسد المسيح بعد إنزاله من على الصليب ـ حسب الاعتقاد المسيحي.
ويرجع قدم الكنيسة القبطية هذه إلى قدم كنيسة القيامة نفسها، ومن الثابت تاريخيًا أن الرهبان الأقباط الذين عاشوا فى القدس منذ النصف الثانى من القرن الرابع الميلادى، قد سكن بعضهم فى مخادع كنيسة القيامة وكانوا يؤدون صلواتهم بانتظام فيها. وبالكنيسة أيقونة للعذراء تحمل المسيح موضوعة فى الجهة الشرقية للكنيسة أمام المذبح، يعلوها أيقونة القيامة، وعلى الجانبين أيقونتان كبيرتان لدخول المسيح للقدس فى أحد الشعانين، وأخرى للعشاء السري، ويتدلى من سقف الكنيسة أربعة وعشرون قنديلًا من الفضة، وقد استبدل مذبحها الخشبى بمذبح رخامي.


«قبر العذراء» 
الأرمن استولوا على مذبح الأقباط ونقشوا كتاباتهم عليه
تقع هذه الكنيسة عند سفح جبل الزيتون فى وادى قدرون، وتمتلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مذبحًا فى تلك الكنيسة، بالاشتراك مع كنائس الأرمن والسريان الأرثوذكس، ويقع مذبح الأقباط الأرثوذكس الذى يصلى عليه حاليا فى غربى قبر السيدة العذراء (فى مواجهته تمامًا).
ومع أن فى حوزة الأرمن الأرثوذكس قسمًا كبيرًا من كنيسة قبر السيدة العذراء، فإنهم مع ذلك استولوا على المذبح الذى كان ملكاً للأقباط، ولما طالب الأنبا باسيليوس الكبير برده للأقباط رفض الأرمن، ولذا اضطر إلى طلب شهادة بطريرك الروم الأرثوذكس كيرلس، بوصفه كان رئيساً لطائفة الروم فى الكنيسة قبل تنصيبه بطريركاً، فأرسل إليه خطاباً فى تاريخ أول يوليو سنة ١٨٦٧، يطالبه بإعطاء شهادة عن حق الأقباط فى الكنيسة ومنحه تلك الشهادة بالفعل بأن المذبح كان ملكاً للأقباط حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر، ولما اغتصبه الأرمن بادروا إلى نقش كتابات أرمنية حديثة على واجهته لتثبيت ادعائهم ملكيته لهم، ونزعوا الأيقونة القبطية ووضعوا مكانها أيقونة أرمنية للسيدة العذراء، وقد آل وضع الأقباط إلى مجرد حق إقامة القداس الإلهى فى ذلك الهيكل فى يومى الأربعاء والجمعة طوال السنة، أما فى أثناء صوم السيدة العذراء (من ٧ إلى ٢٢ أغسطس)، فتقام القداسات يومياً.


الأدلة باقية لا يمحوها الزمن
كنائس وأديرة الأقباط خارج القدس..

أملاك «الأرثوذكس» فى يافا وأريحا والناصرة ونهر الأردن دليل على عراقة الأرض العربية المغتصبة من الكيان الصهيونى.. وأصحاب المقدسات يواجهون عقبات كثيرة من أجل زيارتها
لم تقتصر أملاك الأقباط الأرثوذكس فى الأراضى المقدسة على الكنائس والأديرة الواقعة فى القدس فقط، بل يمتلكون عددًا آخر من الكنائس والأديرة التى تعود ملكيتها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى تقع خارج القدس وتحيط الأماكن المقدسة، والتى تؤكد عروبة الأراضى المقدسة وتنفى مزاعم الكيان الصهيونى المغتصِب، وأملاك الأقباط المنتشرة فى يافا وأريحا والناصرة ونهر الأردن، شاهد على تاريخ الأرض العربية، ومن تلك الأملاك:
(١) كنيسة وديـر الأنبـا أنطونيـوس بيـافـا
أقام الأنبا باسيليوس الكبير، مطران الكرسى الأورشليمى والوجه البحرى للأقباط الأرثوذكس، عام ١٨٥٨، ديرًا وكنيسة على اسم الأنبا أنطونيوس فى يافا لاستقبال حجاج الأقباط، والكنيسة بهذا الدير لها مذبح واحد وأيقوناتها على الطراز البيزنطي، وتؤدى فيها الصلوات كل يوم أحد أسبوعياً، وتحت الهيكل توجد مقبرة، دُفن فيها بعض مطارنة الكرسى الأرشليمي، منهم الأنبا باسيليوس الثاني، والانبا باسيليوس الثالث.
أما الديـر فمكّون مـن طابقين، بكل منهما ست غرف فسيحة، ويحوط الطابق الأرضى شرفة من الجهات الأربع، أما الطابق العلـوى فشـرفتـه لهـا نوافـذ زجاجيـة ملوّنة، وبجانب الدير توجد بركة مياه كانت تستعمل فى رى الحديقة التى تحوى أشجارًا للفاكهة.
وبنى الأنبا ثاوفيلس الأول، مطران الكرسى الأورشليمي، دارًا فى جزء من الحديقة بجوار الكنيسة، وفى عام ١٩٧٧ قام الأنبا باسيليوس الرابع، بتجديد أجزاء كبيرة من الدير وترميمه، وفى عام ١٩٩٣ قام الأنبا أبراهام المطران السابق للكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى، بترميم الدير من الداخل فى الطابق العلوي، وتم تجديد شبكات المياه والمجارى والكهرباء، وقام بإنشاء سور حول الكنيسة والدير، كما قام بتجديد الكنيسة كلية، كما قام سنة ١٩٩٥ بتجديد السطح العلوى للدير وغرف الدور الأرضي، ويُشرف على هذا الدير حالياً الراهب القس ميخائيل الأنبا بولا.
(٢) كنيسـة وديـر الأنبـا أنطـونيـوس بأريحـا
أريحا أو مدينة النخيل، مدينة قديمة كانت محصَّنة بأسوار عالية، اتخذ منها الحجاج الأقباط محطة استراحة فى طريقهم إلى نهر الأردن، للتبرك بمياهه فى المكان الذى اعتمد فيه المسيح، وأيضًا فى طريق عودتهم إلى القدس.
وقام الأنبا باسيليوس الثانى بشراء قطعة أرض كبيرة، لبناء دير وكنيسة فيها، ولكن لم تمهله المنية من البدء فى البناء، فقام الأنبا تيموثاوس الأول ببناء الكنيسة عام ١٩٢٢، على اسم القديس أنطونيوس، وانتهى مـن بنائهـا سنـة ١٩٢٤، أما مبنى الدير فقد شيّـد فى عهد الأنبـا باسيليـوس الثالث.
وكنيسة الدير لها مذبح واحـد، وقام الأنبـا باسيليـوس الرابع، بتجديد الكنيسة سنة ١٩٦٢، وتم وضع أيقونات بها وإيصال التيار الكهربائى لها، ووضعت فيها مقاعد خشبية جديدة، وفى عام ١٩٩٣م، قام الأنبا أبراهام، المطران السابق للكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى، بتعمير وتجديد الكنيسة مرة أخرى، وبناء أسوار للدير وعمل بركة مياه وشبكة رى بالتنقيط، كمـا قام بتجديد مبنى سكن الرهبان والمضيفة، ويشرف على الدير حاليًا الراهب القس مينا الأورشليمي.
(٣) كنيسـة وديـر مار زكـا والقـديس أنـدراوس بأريحـا
سعى الأنبا تيموثاوس الأول، مطران القدس للأقباط الأرثوذكس (١٨٩٩ – ١٩٢٥) إلى شراء قطعة أرض بأريحا، وقد كلّف القمص فيلبس المقارى، وكيل دير الأقباط بأريحا وقتئذ بذلك، وحوالى سنة ١٩٣٥، فى أيام الأنبا باسيليوس الثالث (١٩٢٥ – ١٩٣٥)، تمكّن القمص فيلبس المقارى بشراء قطعة أرض بها تل صغير، فى المكان الذى كان يُعتقد أنه بالقرب من بيت زكا العشار، الذى استضاف فيه السيد المسيح، وعندما تم تنظيف المكان من الأتربة الموجودة بالتل اكتُشفت آثار كنيسة بيزنطية على اسم القديس مار أندراوس، وتقع آثار هذه الكنيسة فى وسط قطعة الأرض، كما عُثر على فسيفساء فى أرضية الكنيسة. 
وهى الكنيسة الوحيدة فى المنطقة التى أُطلق عليها اسم القديس أندرواس، ونظرًا لقيمة الكنيسة الأثرية قرر الأنبا باسيليوس الرابع (١٩٥٩ – ١٩٩١)، إقامة كنيسة كبيرة فى الطابق العلوى من المكان على اسم القديس أندراوس، مع العمل على حفظ وصيانة الفسيفساء الموجودة فى أرضية الكنيسة.
وفى عام ١٩٩٣، قام الأنبا أبراهام، المطران السابق للكرسى الأورشليمي، باستبدال سقف الكنيسة المتهدم بسقف جديد به خمس قباب على الطراز القبطي، وتمت كسوة جدران الكنيسة من الداخل بالحجر بعد إزالة الجدران التى من اللبن، وبنى قلالى للرهبان ودورات مياه جديدة، وأحاط المكان كله مع الحديقة بالأسوار، بإشراف القمص سيداروس السريانى.
(٤) كنيسـة وديـر مـار يـوحنـا المعمـدان علـى نهـر الأردن
تمتلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بجوار نهر الأردن الذى تعمد فيه المسيح على يد يوحنا المعمدان -وفقًا للاعتقاد المسيحي-، ديرًا على اسم يوحنا المعمدان، ويشتمل الدير على بناءين: «البناء الرئيسى يحتوى على عدة غرف وليس به كنيسة، وكان الأقباط فى الماضى يقيمون قداسهم على مذبح متنقل، أما المبنى الثانى فيستعمل كمخزن وبه البئر، ويوجد على الدرجات المؤدية للبئر كتابة غير واضحة، وتاريخ يعود لعام ١٩٢٩، وعلى بُعد عشرة أمتار من هذا المخزن توجد بعض قبور للأقباط. 
وقام الأنبا ثاوفيلس الأول (١٩٣٥ – ١٩٤٥)، بوضع أساس كنيسة يوحنا المعمدان، غير أن بناءها لم يكتمل بعد، وقد قام الأنبا ياكوبوس الثانى (١٩٤٦ – ١٩٥٦) ببناء عدد من الغرف فى الدير، وقد خصصت واحدة كبيرة منها لاستعمالها ككنيسة لحين اكتمال بناء الكنيسة الأصلية للدير، أما باقى الغرف، فقد كان من وقت طويل يقيم فيها الحجاج والزوار الأقباط، وقت زيارتهم نهر الأردن وقتذاك، ونظرًا لأن المكان حاليًا غير صالح للزيارة، فإن الدير مهجور، ويذهب أبناء الطائفة القبطية مع مطران القدس، مرّة واحدة فى السنة (يوم عيد الغطاس) لإقامة صلوات تبريك الماء على شاطئ نهر الأردن بجوار الدير، وقد سبق أن زاره البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال زيارته التاريخية للأردن.
(٥) كنيسـة السيـدة العـذراء والبشـارة بالنـاصـرة
بدأ التفكير فى بناء كنيسة بالناصرة عام ١٩٣٦، عندما زار الأنبا ثاوُفليس الأول مدينة الناصرة، وحث الشعب القبطى هناك على إقامة كنيسة لهم لرعايتهم روحيًا، ولما خلفه الأنبا ياكوبوس (١٩٤٦ – ١٩٥٦)، اشترى قطعة أرض، وبنى عليها كنيسة دُعيت باسم «كنيسة العذراء والبشارة القبطية الأرثوذكسية».
وتقع الكنيسة بالقرب من كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس فى قلب مدينة الناصرة، وجدران هذه الكنيسة مكسوة بالحجر الأبيض، وبها مذبح واحد، ولها شرفة من الناحية الغربية بالطابق الثانى وتعلوها منارتان وبها جرس، كما أن بجوار الكنيسة يوجد سكن للرهبان وصالة كبيرة بملحقاتها، وساحة كبيرة تستعمل كنادٍ للشباب.
وفى عام ١٩٩٣، قام الأنبا أبراهام، مطران القدس الراحل، بشراء منزل ملاصق للكنيسة من الناحية الغربية لاستخدامه كدار للحضانة، وقام ببناء قاعة كبيرة ومضيفة لخدمة أنشطة الكنيسة، ويخدم الأقباط فى هذه الكنيسة القمص سيدراك الأنطونى والقس بيشوى سيدراك.


«المهد»
لم يبقَ للأقباط فيها سوى الاحتفال بعيد الميلاد

حتى وقت ليس ببعيد، كانت كنيسة المهد بها أربعة مذابح، فالقسم الأوسط من الكنيسة، وهو الكاثوليكيون يُقيم فيه الروم الأرثوذكس صلواتهم، كذلك القسم الذى على اليمين، أما الأرمن والسريان والأقباط، فلهم مذابح فى القسم على اليسار، إلا أن الأرمن قد استولوا على مذابح كل من الأقباط والسريان، وأصبح للأقباط فى كنيسة المهد مجرد حق إقامة القداس الإلهى فى ٥ يناير (برامون الميلاد)، وإقامة صلوات عشية العيد، والقداس الإلهى يـوم ٦ يناير ليلاً، على المذبح الذى أصبح بيد الأرمن، المعروف بمذبح الملوك الثلاثة، ويقع فى الجناح الشمالى للكنيسة.
وحق إقامة صلاة عيد الميلاد بكنيسة المهد ثابت للأقباط على الأقل من القرن الرابع عشر، وقد اشترى الأنبا ياكوبوس (١٩٤٦-١٩٥٦م)، أربعة منازل بحارة العناترة مقابل كنيسة المهد, لإقامة كنيسة ودير قبطى عليها، لكن لم يمهله الأجل فرصة إتمام ذلك، وقد قام الأنبا باسيليوس، فى سنة ١٩٦٣م، بتحويل بيت من هذه المنازل إلى دير قبطى، وأقام فيه كنيسة صغيرة باسم السيدة العذراء، تؤدى فيها القداسات كل يوم أحد من كل أسبوع. 



«الصعود»
الصلاة يومان فى العام
تقع كنيسة الصعود على قمة جبل الزيتون، فى المكان الذى صعد منه المسيح إلى السماء -حسب الاعتقاد المسيحي-، وللأقباط حق الصلاة فى هذا المكان فى عشية عيد الصعود، وفى يوم خميس الصعود، فقد حصل الأقباط من القضاة والحكام فى أزمان مختلفة على إذن كتابى بإقامة قداس فى الجانب الشرقى من قبة الصعود، كذلك مُنح اللاتين من زمن بعيد مكاناً كانوا يقيمون فيه قداسًا كما يفعلون الآن مرتين فى السنة -فى سبت لعازر وخميس الصعود-، وحصل الأقباط والأرمن والسريان، فيما بعد، على إذن مماثل ووضعوا مذابحهم هناك، ثم نجح اللاتين فى وضع مذبحهم داخل قبة الصعود نفسها، فكانوا يقيمون قداسهم أثناء الليل حتى تكون الكنيسة خالية أثناء النهار.
ويصلى الأقباط على مذبحهم عشية عيد الصعود من الثانية والنصف إلى الخامسة مساءً، وتشمل الصلاة دورة حول قبة الصعود، وفى صباح خميس الصعود يقيمون القداس من الساعة السابعة والنصف إلى العاشرة، فوق اللوح المقدس، الذى يوضع على مذبح حجرى دائم، وتنتهى الصلاة بدورة حول قبة الصعود، وتُنصب عادة فى هذه المناسبة خيمة فى الجانب الشرقي.



بناه المصريون عام 1837
خان الأقباط المعروف بـ«حارة النصارى»

أنشئ لاستقبال الحجاج.. والاحتلال الإسرائيلى منع ترميم مبانيه
يقع خان الأقباط أو حارة النصارى قريبًا من أهم معالم القدس القديمة حيث يجاور باب الخليل، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى، ومسجد عمر بن الخطاب، وكنيسة القيامة، ويتوسطه بركة كبيرة كانت تستخدم أيام العثمانيين لجمع أمطار الشتاء.
وبُنى خان الأقباط فى سنة ١٨٣٧ فى عهد الأنبا أبرام ١٨٢٠ ـ ١٨٥٤، حيث حصل الأقباط على إذن بالتعمير والبناء وأنفقوا فى ذلك مالًا كثيرًا، واشتروا من أسرة العلمي، أحد أشهر العائلات فى القدس فى ذلك الوقت، مكانًا خربًا فى مواجهة دير «القديسة ميلانيا» التابع للروم الأرثوذكس، حيث كان فيما سبق معصرة سمسم، وكان حول هذه المعصرة حديقة بها أشجار زيتون وأشجار أخرى فى مكان جميل جدا بالقرب من البركة التى كانت فى وقت ما دير القديس يوحنا، وقد اشترى الأقباط هذا المكان بمبلغ ٨٠٠٠ قرش، وقطعوا ما به من أشجار وأزالوا المعصرة، وبنوا خانًا للحجاج القادمين من مصر فى كل سنة، وقد كلفهم بناؤه الذى استغرق مدة عام ٥٠٠ ألف قرش بخلاف ثمن الطعام، لأن غالبية العمال كانوا أقباطًا يشتغلون بدافع من غيرتهم الدينية.
وبرغم أن الخان استخدم فى العهد العثماني، للضيافة وكانت تستقر فيه وفود الحجيج والزوار وعابرو السبيل، تحول مع الاحتلال الإسرائيلى عام ١٩٦٧ إلى حى سكنى مكتظ بالمقدسيين، وبات وراء كل باب من أبوابه المتلاصقة عائلة، حيث يؤوى اليوم ٣٥ عائلة، تقيم كل منها فى مسكن تتراوح مساحته بين عشرة وأربعين مترًا مربعًا، ويعانى السكان من التشققات فى البيوت وارتفاع نسبة الرطوبة نتيجة منع الاحتلال ترميم المبانى القديمة، ولا يجد الأطفال مكانًا للعب.



اشترى أرضها «باسيليوس» وأقامها «أبراهام»

الكلية الأنطونية ببيت حنينا.. ٦ طوابق من العلم
قام الأنبا باسيليوس الرابع، مطران القدس للأقباط الأرثوذكس (١٩٥٩ ـ ١٩٩١) بشراء قطعة أرض فى عام ١٩٦٢، تقدر مساحتها بـ١٢ ألف متر مربع، لبناء كلية أنطونية جديدة فى بيت حنينا بالقدس، لأن الكلية الأنطونية الحالية التى بداخل البلدة القديمة أصبحت لا تساع العدد المتزايد للطلاب، وقد استصدر أمرًا من رئاسة الوزراء الأردنية آنذاك للبناء، ولكن بسبب الاحتلال الإسرائيلى للقدس فى يونيه ١٩٦٧ أخّرت البناء وتطلب الوضع تصريحًا جديدًا من الحكومة الإسرائيلية، وبعد عناء طويل استغرق قرابة خمسة عشر عامًا حصلت الكنيسة القبطية على تصريح البناء فى عام ١٩٩٢، وبدأ الأنبا أبراهام، المطران السابق للكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى، فى البناء عام ١٩٩٢، ويحتوى البناء الجديد للكلية على ستة طوابق بها ٣٢ صفًا دراسيًا وأربعة مدرجات وثلاثة مختبرات ومكتبة كبيرة، ويوجد أيضاً مبنى آخر خاص للألعاب «الجمنازيوم» وبعض الأنشطة الأخرى.