الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في الاحتفال بعيد الأم.. الرئيس: المرأة ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن.. السيدة المصرية تحمل بين طياتها البسيطة تفاصيل عظيمة.. وقادت البلاد بإخلاص منذ الفراعنة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي والسيدة قرينته مساء اليوم في احتفالية المرأة المصرية التي أقيمت بمناسبة "عيد الأم"، وذلك في حضور رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء ورئيسة المجلس القومي للمرأة وأعضاء مجلس النواب وكبار المسئولين والشخصيات العامة.

 وقام الرئيس خلال الاحتفالية بمنح وسام الكمال من الدرجة الثانية للأمهات المثاليات من مختلف المحافظات، فضلًا عن أمهات الشهداء من القوات المسلحة والشرطة، كما شهد فيلمًا تسجيليًا عن بعض النماذج المشرفة لعدد من السيدات العاملات بالمجالات المختلفة، وقام الرئيس عقب ذلك بتسليمهن شهادات التقدير إعرابًا عن الامتنان لجهودهن في سبيل تحقيق التميز وتوفير النماذج الناجحة فى مختلف مجالات العمل.

 وألقى الرئيس كلمة فى هذه المناسبة، فيما يلي نصها:

 " بسم الله الرحمن الرحيم

 السيدات والسادة.. الحضور الكريم..

 شعب مصر الكريم.. سيدات مصر العظيمات..

 أود فـى بدايــة حديثــى إليكـم اليـوم أن أدعوكم للوقوف تحية وإجلالًا للمرأة المصرية، الأم والزوجة والأخت والابنة التى قدمت الابن والزوج والأخ والشهيد لنبقى نحن وتبقى أمتنا دائمًا وأبدًا.

 السيدات والسادة..

 أؤكد لكم عن عظيم سعادتى وفخرى بوقوفــى فى هذا الموقف الآن، متحدثًا إلى المرأة المصرية العظيمة، صوت ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن، وكانت سعادتى تمتزج بفخر بالغ، وأنا أشاهد معكم تلك النماذج المشرفة، والعلامات المضيئة من الرموز النسائية المصرية فى شتى المجالات والقطاعات، سعادة فـى النفس تسرى. ونحن نجدد اليقين بأننا أمة ولـــدت مــن رحــم الإصـــرار والتحدى والفخر بهذه العزيمة التى لا تلين أبدًا، والتى نراها فى عيون المرأة الثابتة ونفسها المطمئنة.

 فالمرأة المصرية كانت ولا تزال حالة فريدة تحمل طباعًا خاصة، وتحمل بين طياتها البسيطة تفاصيل عظيمة، فذلك الحنان المتدفق الذى يحمل الدفء والأمان، تخالطه قوة إرادة وإصرار، جعلت منها أيقونة متفردة في مسيرة العمل الوطنى والإنسانـى.

 السيدات والسادة..

 لقد كانت المرأة المصرية على مدار التاريخ شاهدًا وصانعًا لمجد هذا الوطن العظيم، ولا أظننى أبالغ إن قلت، إن الجزء الأكبر من عظمة هذا الوطن قد استمده من روعة المرأة المصرية، أما حنونا وزوجة وفية وأختا فاضلة وابنة تملأ الدنيا سعادة وبهجة، فكانت المرأة على الدوام الرقم الأهم فـى المعادلة الوطنية، واللون الأكثر بهجة فـى لوحة الأمة المصرية الرائعة.

 ولقد لعبت المرأة المصرية دورًا بارزًا فـى المجتمع المصرى، منذ أن شرع أجدادنا فـى بناء الحضارة الإنسانية، وعلى مدار العصور كانت الزوجة ظهيرا لزوجها فـى البناء والزراعة، وملاذًا حنونًا له حين تطغى على كاهله الأزمات، ومعلمة الفضيلة للأبناء، وناقلة الحكمة للأحفاد، وامرأة عاملة منتجة مساهمـــة في دفع الاقتصاد الوطــني وتحقيـــق النمـــــو المنشـــــود، وإنه لمن حسن الطالع أن نحتفل جميعا، هنا فـى هذه القاعة بمجموعة من الأعياد فـى شهر مارس من كل عام، ففى اليوم الثامن منه يحتفل العالم، ونحن معه، بذكـــرى اليوم العالمى للمرأة، والذى جاء مواكبًا لعقد أول مؤتمـر للاتحــــاد النسائى الديمقراطى العالمى، وفى اليوم السادس عشر نحتفل، نحن المصريين، بيوم المرأة المصري والذى يحمل بين طياته لنا ذكرى الفخر والعزة بكفاح المــــرأة المصرية من أجل الاستقلال، حين سقطت شهيدات الوطن الثائرات فى عام 1919 برصاص جنــــود الاحتلال أثناء تظاهرهـــن بقيـــــادة السيدة/ هـــدى شعــــــراوى، وشهـد يـوم السادس عشر من مـــارس مــــن عام 1923 تأسيس أول اتحاد نسائى مصرى، وفى ذات اليوم عام 1956، حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح وممارســـــــة حقوقهـــــا السياسيــــــــة كاملة، وفى اليوم الحادى والعشرين منه نحتفل بعيد الحنان والعطف والضمـــــير والتضحيـــــة بـ"عـــــيد الأم".. الأم التى دعمت الزوج وسهرت على تربية الأبناء وقدمتهم شهداء من أجلنا.. الأم التي ولد الوطن من رحمها، واستقــر فـى وجدانها، فباتت هى صوت ضميره وحـارس مقـدراتــه.

 السيدات والسادة..

 الحضور الكريم.. شعب مصر العظيم..

 ونحن بصدد بناء مصر الجديدة، مصر المستقبل، فإنه لزامًا علينا أن نستعرض الماضى كى نستخلص منه الدروس والعبر ونبحث بتجرد الدروس المستفادة من أحداثه ووقائعه، وحين نراجع تاريخنا بإمعان، فإننا نجد المرأة شريكا فاعلًا في كل موضع فخر وعزة فـى تاريخ أمتنا، وبمرور ألفيات مصر السبع، كان الوطن يستمد جذوره الإنسانية وتميزه من تميز وتفرد المرأة المصرية، وقد كانت عظمة أمتنا ترجمة حقيقية وواقعية لمكانة ودور المــرأة.

 ومنذ أن بدأ التاريخ على أرضنا الطيبة تقدمت المرأة المصرية الصفوف، وتقلدت الحكم وقادت دفة الوطن بحكمة وإخلاص، بل ووضعها المصرى القديم محل التكريم حين توج "إيزيس" إلهًا للحكمة، وفى عصرنا الحديث كانت المرأة المصرية حاملة للواء التجديد والتنوير وتقدمت صفوف العمل الوطنى.

 ولسنا ببعيد عن دورها غير المسبوق في الثورات المصرية التى دعت إلى الحرية والكرامة الإنسانية، وحين نهضت واستنهضت عزائم المصريين جميعًا للاصطفاف صفًا واحدًا، لاستعادة مصرنا العزيزة من جماعات راديكالية، أرادت اختطاف الوطن لصالح أيدلوجيتها الفاسدة، وقد ضربت المرأة المصرية أروع الأمثلة، فى شجاعتها وقدرتها على التحدى، حين أصرت على المضى قدمًا فى مواجهة أعداء الوطن، ولم تخش إرهابهم وعنفهم، بل قدمت أعزاءها "زوجًا وابنًا وأخًا" فداء لهذا الوطن العظيم، كما كانت على العهد بها صابرة وواعية، حين تحملت بعض الآثار الناتجة عن إجراءات الإصلاح الاقتصادى الأخيرة، وأثبتت نفسها برلمانية محنكة، وقاضية فاضلة، وعالمة جليلة، واقتحمت كل مجالات العمل العام بهمة ونشاط وكفاءة شهد بها القاصى والدانى.

 السيدات والسادة..

 إن الواجـــب الوطنى والمسئولية أمام التاريخ تحتم علينا أن نسرع الخطى فـى تمكين المرأة، والحفاظ على حقوقها ووضعها فى المكانة التى تليق بقيمتها وقدراتها وتضحياتها على مدار التاريخ، التزامًا بالدستور المصرى الذى يعبر عن إرادة الشعب المصرى والذى رسخ قيم العدالة والمساواة، وإعمالًا لما جاء به من مبادئ تكافؤ الفرص، وما كفلــه للمــــرأة مـن حقــــــوق.

 واتساقًا مع رؤية مصر 2030 واستراتيجيتها للتنمية المستدامة التى تسعى لبناء مجتمع عادل، يضمن الحقوق والفرص المتساوية لأبنائه وبناتــه من أجل

أعلى درجات الاندماج الاجتماعى لكل الفئات، وإيمانًا من الدولة المصرية بأن الاستقرار والتقدم لن يتحققا إلا من خلال ضمان مشاركة فاعلة للمرأة فى كل أوجه العمل الوطنى، وفى إطار إعلان عام 2017 عاما للمرأة فإننى قررت الآتــــى:

 أولًا: تكليف الحكومة وكل أجهزة الدولة والمجلس القومى للمرأة، باعتبار استراتيجية تمكين المرأة 2030 هى وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة فـى هذه الاستراتيجية.

 ثانيًا: تكليف وزارة التضامن الاجتماعى وبالتنسيق مع كل الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة، بإطلاق مبادرة قومية للمشروعات متناهية الصغر تمول من صندوق "تحيا مصر"، ومن خلال بنك ناصر الاجتماعى لتحقق تمكينًا اقتصاديًا للمرأة المعيلة والفئات الأكثر احتياجًا، على أن يتم تخصيص مبلغ "250 مليون جنيه" لصالح هذه المبادرة.

 ثالثًا: تكليف وزارة التضامن الاجتماعى بدعم أسر المرأة المعيلة والأسر الاكثر احتياجًا، من خلال برامج دعم ميسرة، يقدمها بنك ناصر الاجتماعى، بقيمة "50 مليون جنيه"، لإتاحة البنية التحتية التى تيســـــر على الــمــرأة والأسرة حياتها اليومية فى القرى الأكـثر احتياجًا.

 رابعًا: تكليف الحكومة بإتاحة مبلغ 250 مليون جنيه لتقوم وزارة التضامن الاجتماعي بتوفير خدمات الطفولة المبكرة، بما يسمح للأم المصرية بالخروج للعمل والمساهمة في بناء الدولة مع الاستمرار في التوسع في برامج التغذيــــة المدرسيــــة.

 عظيمات مصر.. سيداتها وفـــتــيـــاتهــا..

 ما نسعى لتقديمه هو جزء يسير مما تستحقه المرأة المصرية، التي ضحت وتجردت من كل هوى إلا هوى الوطن، التي أخلصت له إخلاصًا لا يبلغه تكريم أو تقدير، بل هو أكبر وأعظم من ذلك، ولكننا نسعى لتقديم ما نستطيع، اعترافًا بقيمتها وقدرتها فـى وجدان الوطن، ومحاولة لترسيخ ركيزة أساسية من ركائز أمتنا.. ألا وهى "المـــــــــرأة المصريـــــة".

 وإننى أطلب منها أن تكون على الدوام فى الصدارة، فبدونها لا يكون لهذه الأمة ضمير ولا لهذا الوطن مستقبل.

 وإننى أتوجه إليها بالدعوة لتكون فـى عون هذا الوطن "كما كانت دائمًا"، فمصر بأشد الحاجة إليها، رائدة فـى العمل الوطنى وفى طليعة الأمة، أما كريمة، وزوجة داعمة، وأختا عزيزة، وابنة فاضلة، محافظة على نسيج الأسرة المصرية من التآكل، وامرأة عاملة منتجة راسمة للمستقبل الذي يستمد قوته من صحف المجد الماضى، وصابرة على التضحية التي هي الأمل فى مصر الجديدة، وبالمرأة المصرية وعزيمتها ستحيـا على الــــدوام مصـــــر العظيمـــــة.

 تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

 وقد ألقت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي كلمة خلال الاحتفالية أشادت فيها بإعلان الرئيس عام 2017 عامًا للمرأة المصرية، وحرص الرئيس على المشاركة سنويًا فى احتفالات المرأة المصرية وتكريم الأمهات المثاليات، كما استعرضت الوزيرة الجهود التي تقوم به الحكومة من أجل تمكين المرأة والاهتمام بقضاياها، حيث تطرقت إلى التشريعات التي تم إقرارها بهدف الحفاظ على حقوق المرأة، والجهود التي تقوم بها الحكومة لتوفير الحماية الاجتماعية للسيدات الأكثر احتياجًا، فضلًا عن برامج التدريب التي يتم تُنظيمها للمرأة لتأهيلها لسوق العمل، وإتاحة القروض للسيدات لإنشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.