الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

مدد يا «نفيسة العلم».. احتفالات حاشدة بمولد حفيدة الرسول "ﷺ"

تجمع حولها أهل مصر

مولد السيدة
مولد السيدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الصوفية فى مولد السيدة: «التهامي» والدشناوى» حاربا الإرهاب بالإنشاد الديني
وشيوخ الرفاعية والخليلية والبيومية والأحمدية المرازقة والتسقيانية فى مقدمة المشاركين فى مولدها
«الدراويش» لجأوا للمقابر بعد غلاء أسعار الخدمات والإيجارات

احتفل المصريون أمس بالليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة، حيث توافد الآلاف إلى الساحة المباركة، منهم من جاء للزيارة ومنهم من جاء للبيع والتجارة. 
ويشارك كل عام فى مولد السيدة نفيسة رجال السياسة من نواب مجلس الشعب الذين يأتون من جميع محافظات مصر لتقديم الخدمات لزوارها وفى مقدمة الشخصيات التى تشارك فى مولدها الدكتور عبدالهادى القصبى عضو مجلس الشعب وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومحمود الشريف وكيل مجلس الشعب ونقيب السادة الأشراف وهرقل وفقى همام ومحمد الجبالى نواب مجلس النواب عن سوهاج، وعدلى النقيب عضو مجلس النواب السابق ومحمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفى والكثيرون من رجال السياسة أعضاء مجلس الشعب حيث إنهم إذا لم يأتوا للمشاركة يقومون بتقديم الكثير من الخدمات لزوار ستنا السيدة نفيسة التى يقول عنها علماء الصوفية إن نفيسة ما جاءها طالب أمر إلا وأرجعته مجبورًا للخاطر.
وتجولت «البوابة» بمولد السيدة نفيسة والتقت بالشيخ طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية الذى قال لنا إن أبناء طريقته يشاركون كل عام فى مولدها رضى الله عنها بصورة أساسية حيث إن الإمام الرفاعى الكبير أوصى أتباعه بإقامة مولدها الشريف والمشاركة فيه حتى وإن كانوا فى أبعد مكان فى الدنيا لأن مولدها يبعث الأمل والسرور على الأحباب والمريدين.

واشتكى أتباع الطرق الصوفية من غلاء أسعار الخدمات والإيجارات فى مولد السيدة نفيسة هذا العام حيث وصل سعر المتر على حد قولهم إلى ٤٠٠ جنيه مما جعلهم يلجأون إلى المقابر نظرًا لرخص سعرها مقارنة بالأماكن التى يوفرها حى الخليفة كل عام وهذا ما أحزن المشاركين فى مولد السيدة نفيسة وجعلهم ينتقدون مشايخ الطرق الصوفية الذين لم يفلحوا فى حل المشكلة بين مريدى الصوفية وبين حى الخليفة مما جعل غالبيتهم يبتعد عن الأماكن التى توجد فيها مشايخ الطرق الصوفية.
وقال محمد الشاذلى أحد أعضاء الطرق الصوفية الذى شارك بمولد السيدة نفيسة لـ «البوابة» إن مولد السيدة نفيسة هذا العام اختلف عن كل عام بسبب زيادة الأسعار وابتعاد الناس عن شراء حلوى المولد التى وصلت إلى أسعار خيالية بالإضافة إلى تأثير ذلك على الباعة أنفسهم الذين اشتكوا كثيرًا ولم يحصلوا على ثمرة تعبهم، خاصة أنهم يأتون من محافظات بعيدة للمشاركة فى هذا المولد الذى ينتظره الجميع كل عام بشوق وتلهف.
وتابع الشاذلى أن أحباب آل البيت حرصوا على التواجد فى المولد منذ اليوم الأول وهذا ما أعطى للزائرين انطباعا منذ اليوم الأول أن المشاركة ستكون كبيرة هذا العام وخاصة أن الناس تريد رؤية شيء يسعدها بعد حالة الغلاء والوضع الاقتصادى السيئ الذى تتعرض له البلاد والجميع يريد أن يسعد ويفرح ويخرج من حالة الضيق التى يشعر بها وبالفعل ففى المولد رأينا الفرح والسرور والبهجة تنتشر بصورة كبيرة بين المشاركين مما جعل الناس تنسى هموم الحياة اليومية وتشارك أحباب آل البيت من أتباع الصوفية وغير الصوفية فرحتهم بمولد «نفيسة العلوم». 
والتقت «البوابة» عددا من المنشدين الصوفية الذين أكدوا أنهم جاءوا محبة لآل البيت والسيدة نفيسة ولم يحصلوا على أى مقابل مادى خلال مشاركتهم فى هذه الاحتفالات وقال محمد نشأت المنشد الدينى إنه يشارك بالغناء والإنشاد الدينى منذ ٢٠ عاما ويأتى كل عام لمولد السيدة نفيسة والشيء الذى يجعله يداوم على ذلك هو رؤيته للسعادة فى أعين الناس المشاركة فى الاحتفالات وخاصة من يعشقون فن الإنشاد الدينى ويبحثون عنه فى كل مكان.

وتابع نشأت أن مشاركة جميع منشدي الصوفية هذا العام جاءت ردًا على الدعوات التى حرمت الاحتفالات من قبل المنتمين للسلفية حيث إن الإنشاد الدينى دائما ما يوصل رسالة حب وتسامح وسلام للعالم أجمع والناس فى حضورها لموالد آل البيت وذكرها الدائم لهم تستهدف شفاعتهم يوم القيامة وخاصة أن النبى صلى الله عليه وسلم وصى المسلمين بآل البيت وقال «ص» آل بيتى كسفينة نوح من تعلق بهم نجا ومن تخلف عنهم ضل وهلك.
وأكد الشيخ عصام درويش المنشد الدينى الذى جاء من محافظة أسيوط للبوابة أن الإنشاد الدينى موهبة عظيمة وهبها الله لنا وخاصة أنه من خلال هذا الإنشاد يتم إسعاد الناس التى تحب آل البيت والصالحين وخاصة أن هناك الآلاف ممن يحبون آل البيت وينظرون إليهم على أنهم سر النجاة فى الدنيا والآخرة ونحن كل إنشادنا خاص بآل البيت والصالحين.
وتابع درويش أن المنشدين الدينيين الذين يحضرون إلى الموالد والاحتفالات يحاربون الإرهاب من خلال الإنشاد الدينى وأول من فعل ذلك هو الشيخ ياسين التهامى وأمين الدشناوى وغيرهما الكثيرون من ملوك الإنشاد الصوفى وذلك من خلال اختيار قصائد تبين سماحة الرسول «ص» وعفوه عن أعدائه من اليهود والمشركين مما جعل جماعة داعش الإرهابية تحاول مرات كثيرة استهداف كبار منشدى الصوفية مثل الشيخ ياسين التهامى وأمين الدشناوى ولكنهم فشلوا لأن الله يحفظ أحبابه المنشدين الذين يعظمونه ليل نهار وينشرون الإسلام وسماحته بالإنشاد والقصائد المختلفة التى تعبر عن ذلك، والشيخ ياسين التهامى فى مرات عديدة طالب المنشدين بغناء القصائد التى تجمع المسلمين ولا تفرقهم حتى يكون الإنشاد الدينى نقطة قوة وليس ضعفا يجتمع المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها من خلاله.
وشارك عدد كبير من مشايخ الطرق الصوفية هذا العام فى مولدها رضى الله عنها حيث تواجد شيخ الطريقة البيومية وشيخ الطريقة الخليلية وشيخ الطريقة الأحمدية المرازقة وشيخ الطريقة التسقيانية وعدد كبير من قيادات البيت الصوفى الذين يشاركون كل عام أتباعهم فى المولد من خلال قراءة الصلوات والأذكار المحمدية التى تجمع المريدين حول مشايخهم بمسجد السيدة نفيسة من أجل الاحتفاء بهذه الذكرى التى ينتظرها الآلاف من دراويش الصوفية وآل البيت كل عام.
وقال بلال الرشيدى أحمد المشاركين فى مولد السيدة نفيسة لـ«البوابة» إنه جاء من محافظة الغربية من أجل المشاركة فى مولد حفيدة رسول الله ومعه المئات من أصدقائه وأقاربه وذلك كله من أجل إحياء ذكرى مولد السيدة نفيسة حفيدة النبى «ص» التى لا يجد الإنسان راحة أو انشراحا إلا فى زيارتها نظرًا لبركة المكان حيث إن أماكن الصالحين محفوظة ومبروكة، خاصة أن هذه هى حفيدة النبى المصطفى الذى لم يكن ينطق عن الهوى. 

والتقت «البوابة» خلال جولتها الشيخ أيمن أبو الخير من علماء الصوفية والأوقاف، حيث أكد لـ«البوابة» على مشروعية الاحتفال بمولد السيدة نفيسة رضوان الله عليها وجميع موالد آل البيت والصالحين رافضا الدعوات التى أطلقتها بعض التيارات من أجل تحريم الاحتفالات بموالد الصالحين حيث أكد على أن علماء الأزهر ودار الإفتاء أكدوا فى أوقات كثيرة على مشروعية الاحتفال بموالد الصالحين وآل بيت النبى الذين تجتمع الأمة فى موالدهم حيث تنشرح الصدور ويزيل الهم من قلوب الناس.
وتابع أبو الخير أن موالد الصالحين لها طابع خاص وخاصة أنه يتجمع فيها مريدون وأحباب آل البيت يذكرون الله ويتقربون إليه حبا وشوقا وورعا وخاصة أن المكان الذين يتجمعون فيه مكان تحفه الملائكة وخاصة أن هذه الأماكن مباركة من رب العزة لأنه مدفون فيه خير البشر آل بيت النبى سلام الله عليهم أجمعين.
وولدت نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن على بن أبى طالب فى مكة فى ١١ ربيع الأول ١٤٥ هـ، وانتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهى فى الخامسة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوى وتستمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب «نفيسة العلم» قبل أن تصل لسن الزواج، وعندما تزوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، أنجبت له القاسم وأم كلثوم، وفى سنة ١٩٣ هـ، رحلت مع أسرتها إلى مصر، مروا فى طريقهم بقبر الخليل، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم فى العريش.
ووصلت نفيسة إلى القاهرة فى ٢٦ رمضان ١٩٣ هـ، ورحّب بها أهل مصر، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات، فخرجت عليهم قائلة: «كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أنى امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولى الناس فشغلونى عن أورادى، وجمع زاد معادى، وقد زاد حنينى إلى روضة جدى المصطفى».
ولمَّا وفد الشافعى إلى مصر سنة ١٩٨ هـ، توثقت صلته بنفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو فى طريقه إلى حلقات درسه فى مسجد الفسطاط، وفى طريق عودته إلى داره، وكان يصلى بها التراويح فى مسجدها فى رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء وأوصى أن تصلى عليه السيدة نفيسة فى جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام ٢٠٤هـ، وصلّت عليها إنفاذًا لوصيته.