الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

تسمم التلاميذ.. خطر متصاعد من الوجبات المدرسية الفاسدة.. 103 حالة خلال العام الدراسي الحالي.. الشرقية في المقدمة تليها السويس والإسماعيلية وملوي.. برلمانية: إهمال.. وخبير تغذية: سببه التخزين السيئ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الفصل جاله إسهال" هكذا وعادة تبدأ كوارث الوجبات المدرسية داخل مدارس التربية والتعليم، يعقبه صراخ واستغاثات ودموع ومناشدات بسرعة التحرك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ضد فساد بسكويت التلامذة، يتخلل الأمر شجب واستنكار وتبريرات من جانب المسئولين، لكن بعد ماذا؟ بعد وقوع الكارثة وإصابات العشرات من البراعم وربما يصل الأمر إلى الموت "شهيد وجبة مدرسية".



الإحصائيات تشير إلى أن تكلفة الوجبات المدرسية يتجاوز المليارات وزارة التربية والتعليم سبقت أن أعلنت بداية الموسم الجاري عن تطبيق مشروع الوجبة المدرسية بتكلفة تصل إلى 8 مليارات جنيه لتقديم التغذية على مدار 150 يومًا. 
لم تذكر لوزارة المعايير والصلاحيات للوجبات تلك، تفضل الوزارة وكالعادة التصريحات الوردية، في حين نستيقظ على كوارث وتسمم وبكاء أولياء الأمور، واتهامات ضد الوزارة بفساد الوجبات المدرسيىة. 
دفتر التسمم في المدارس يشير إلى أنه خلال العام الدراسي الحالي وقع أكثر من 103 واقعات تسمم في خمس محافظات، وتعرض‏ 179‏ تلميذًا من مدرستي نجع العقولة الابتدائية والشيخ شبيكة الابتدائية التابعتين لإدارة ملوي التعليمية للتسمم الغذائي عقب تناولهم للوجبة الغذائية المدرسية حيث أصيبوا بارتفاع في درجة الحرارة وقيء وإسهال ليتم نقلهم إلى مستشفى ملوي العام‏. ‏
وقبل ذلك بأيام قليلة تكررت المأساة في مدرسة العباسية الكبيرة بمحافظة الشرقية وتسمم 45 طفلًا بعد تناولهم بسكويت مدرسي، كما اشتبه أيضًا بإصابة 114 حالة ليتم نقلهم للمستشفى من أجل التعافي، وقبل ذلك بمحافظة البحر الأحمر حيث استقبل مستشفى رأس غارب 36 تلميذًا وتلميذة بمدرسة السقالة الابتدائية أصيبوا بالقيء لتلقي العلاج، وذلك بعد تناولهم وجبة غذائية من بنك الطعام.
في محافظة الجيزة، كانت الحادثة الأكبر، ففي مدينة أوسيم عصف التسمم فيها بـ300 طالب بالمرحلة الابتدائية في مدارس الشهيد "أيمن الجبالى" بقرية شنبابي والبرواشي والكوم الأحمر، بدأت الأعراض بالقيء والإسهال الشديد بالمعدة، ونتج التسمم من وجبة فطيرة بالعجوة لكل الطلاب وبنهاية اليوم الدراسي كانت كارثة التسمم تطول الجميع.




النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، وصفت الامر بالاهمال، لافتة إلى أنه منذ تولي الدكتور الهلالي الشربيني لحقيبة وزارة التربية والتعليم وانهال مجلس النواب عليه بطلبات الإحاطة لمعرفة أسباب فساد الوجبات المدرسية وتكرر تسمم الطلاب بالمدارس ولكن الوزير السابق لم يخبر البرلمان بنتائج التحقيقات.
ولفتت نصر، إلى أن تكرار التصريحات الخاصة من جانب الوزارة يؤكدا أنه يوجد اهمال فوق الوصف وفساد غير عادي في الوجبات المدرسية وهو ما يجب أن نشعر به على حد وصفها، مستنكرة خروج تصريحات غير مقنعة من بعض المسئولين مثل الإدعاء بأن أطفال الشرقية توهموا المرض، قائلة: "ليس من الطبيعي أن يتوهم 45 طالبًا بتعرضهم للتسمم وهو ما تعد ردود غير منطقية لا يصح خروجها من مسئول".
وأشارت نصر، إلى أنه من المقرر تقديم طلبات إحاطة لوزير التربية والتعليم الحالي الدكتور طارق شوقي بجانب طلبات إحاطة للمحافظين كذلك باعتبار المدارس تحت سلطتهم، مشددة على أنه من المقرر أن تتخذ لجنة التعليم بالبرلمان إجراءً شديدًا حول ذلك الصدد وتشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة أسباب الأزمة الخطيرة التي تتعلق بحياة أبنائنا داخل المدارس، مضيفة أنه لا بد تغيير منظومة التفكير في منظومة التغذية المدرسية ووضع حلول مختلفة مثل أن تكون التغذية للفئات التي تحتاج تلك الوجبات.
ووصف الدكتور مروان سالم، الباحث فى الغذاء والدواء، وقائع التسمم بالتهريج وإهدار لأموال الدولة، مستنكرًا تكرار حوادث تسمم الأطفال التي تتكرر وكأن شيئًا لم يحدث ولا يتعلم المسئولين للأسف من تلك الأخطاء الخطيرة التي قد تودي بحياة البراعم.
ولفت سالم، إلى أن وجود تلك الوجبات الفاسدة يفضح غياب الاهتمام بصحة التلاميذ ووجود طرف لا يدرك طبيعة ما قد يحدث للأطفال بسبب اغفال معايير السلامة الغذائية وهو ما قد يهدر على الدولة الملايين من الأموال بسبب عزوف الطلاب عن تناول الوجبة المدرسية خوفا من فسادها.
وشدد سالم، على أن ما يحدث داخل المدارس يحتاج إلى حلول حاسمة، مؤكدًا أن تكرار نفس الوقائع أمر يؤكد على أن الوجبات المدرسية تخزن بصورة غير صحية وتفتقر لمعايير الأمان الصحي اللازم توافره في تلك الوجبات، وتابع: "من المفترض أن يكون هناك ثلاجات أو مخازن خاصة تحفظ بها الوجبات حتى يتم تسليمها إلى التلاميذ وإلا فالطعام يتلف ويؤدي للإضرار بالمعدة".



وأوضح: أن عدم تخزين الوجبات المدرسية داخل ثلاجات يعرض الوجبات للرطوبة فيحدث للطعام حالة من العفن الذي يضر بمعدة الطلاب ويسبب لهم التسمم علاوة، مستنكرًا عدم اتباع الأساليب العلمية في التغذية وإعطاء الطلبة أطعمة منتهية الصلاحية وهو أمر يؤكد غياب الرقابة الصحية على الغذاء ويؤكد على أن الأمر يدار بصورة غير صحية على حد وصفه.
وشدد سالم، على ضرورة وجود رقابة مشددة على الوجبات التي يتم إدخالها للتلاميذ بالمدارس بالإضافة إلى متابعة تعامل وزارة التربية والتعليم مع الشركات الغذائية والتأكد من مطابقة المعايير والمواصفات، لافتًا إلى أن غياب الرقابة وتشغيل نظام الوجبات بـ"الحب" بعدم وجود رقابة أدى إلى وقوع تلك الحوادث الخطيرة التي قد يقع أبناؤنا ضحايا لها.
وقال الدكتور رضا مسعد، مساعد وزير التربية والتعليم الأسبق، أن مشكلة التغذية المدرسية سببه أن وزارة التربية والتعليم لا يوجد لها مصنع لتغذية الطلاب فتتجه الوزارة للتعامل مع مصانع وزارة الزراعة وعلى شركات تغذية القطاع الخاص، لافتًا إلى أن المشكلة تحدث لتوريد أغذية سيئة للعديد من الأسباب من بينها عدم وجود مخازن صالحة وبلا تهوية وأحيانا ما يتم توزيع الوجبات بعد أسبوعين من تسليمها وهو ما يؤدي إلى فسادها وتلفها.
ولفت مسعد، إلى أن الوزارة تحتاج لوجود جهة مسئولة عن تخزين أغذية الطلاب وللرقابة عليها، مؤكدًا أن عدم وجود مصانع للوزارة إلا بعض المراكز الخاصة بإنتاج طلبة الثانوية الزراعية ولكنها لا تكفي فيجب زيادتها وخاصة أنها تجربة ناجحة في بعض الأماكن.
جدير بالذكر أن التصريحات التي تخرج من وزارة التربية والتعليم حول الوجبات المدرسية، دائما وابدا تدور في فلك استمرار التحقيقات، وجار السيطرة، وتحديد الجاني، وهل يحدث شىء ؟ والإجابة: لا، بدليل استمرار وقائع التسمم لتلامذة ابتدائي وتصاعد الصراخ والبكاء.