الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أزمة منتصف العمر!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثرة المشاكل التى تحدث فى الفترة الأخيرة سواء على نطاق العمل أو الأسرة قادتنى للبحث عن سبب أساسى يكون وراء ما يحدث بالفعل..!! ونظرا لتكرار استخدام هذه الجملة «أزمة منتصف العمر» وكأنها شيء عادى يعطى بها المجتمع للرجل الحق فى أن يفعل ما يشاء لأنه فى أزمة نفسية بحته فعلينا التماس العذر له عندما يخطئ !!. بدلا من أن يخجل الرجل فيذهب تلقائيا للعلاج النفسى فيرحم نفسه والمحيطين به !! نعم هناك أزمة نفسية تصيب الرجال.. تأتى فى منتصف الحياة وفى فترة زمنية معينة وتجعلهم يتصرفون بصورة معاكسة لما كانوا عليه من قبل!! مما جعلتنى أتوقف عندها بالبحث والتنقيب علنى أصل إلى إجابة واضحة حول الأمراض الاجتماعية التى أصابت مجتمعنا..الحقيقة المؤكدة أن السن إحساس فهناك من يشعر بالعجز وكبر السن وهناك من يندمج فى الحياة ويشعر بجمال العمر ولذة التقدم فيه التى تعطيه خبرة فى الحياة وبالتالى جاذبية أكثر.. وهناك من يدققون مع العمر عاما بعد الآخر ويؤرقهم مروره وشعورهم بأنهم وصلوا لمرحلة منتصف الحياة!! ويمكن أن يسبب القلق بشأن ما أنجزه الرجل حتى الآن سواء فى وظيفته أو حياته الشخصية ما يشبه بالأزمة وتحدث هذه المرحلة عند الرجال ما بين سن ٣٥ و٥٠ عاما ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى عشر سنوات!!
وغالبا ما يسخر الناس من أزمة منتصف العمر عند الرجال.. ولكنها بالنسبة لكثير منهم.. هى تجربة كئيبة.. ويعتقد خبراء علم النفس والاجتماع أن هذه المتلازمة المثيرة للجدل ترتبط بالدماغ أو التغيرات الهرمونية..وللأسف الشديد فهى مصدر وهن وألم لمن يشعرون بها ولذا لا داعى للتهوين منها كمرحلة هى فى غاية الصعوبة وعبورها يحتاج لمجهود شاق حتى لا يفقد الشخص..المحيطين به سواء على نطاق العمل أو الأسرة أو على الأقل يفقد احترام أحدهم له!!
الخبراء يؤكدون أن هناك أعراضا كثيرة مصاحبة لهذه الأزمة والتى تختلف بطبيعة الحال من شخص لآخر طبقا لاختلاف الظروف والطباع..!! بعض الرجال قد يدمر أسرته وكل ما بناه فى سنين شبابه..!! والبعض الآخر قد يكتئب ويصاب بالإحباط والانطوائية.. ويكون كثير التذمر بحيث لم يعد للحياة أى طعم لديه!!، ويكثر الرجل فى الحديث عن مدى الملل الذى يشعر به.. بل ويبدأ بعض الرجال فى التفكير فى الخيانة الزوجية معتقدا أنها الحل الوحيد للخروج من الملل وروتين الحياة القاتل الذى يعيشه.. يقوم الرجل باتخاذ قرارات عشوائية فيما يتعلق بالتصرف بأمواله أو يقوم بإجراء تغيير على الصعيد المهنى.. كما يقوم الرجل بإجراء تغييرات على مظهره الخارجى ويبدأ بقضاء وقت طويل أمام المرآة والاعتناء بزينته وهندامه بشكل كبير.. ويبدأ الرجل فى قضاء وقت أقل مع العائلة أو فى المنزل ويميل بعضهم إلى الإسراف فى التدخين.. من هنا تبدأ علامات الاكتئاب التقليدية بالظهور عليه منها النوم الكثير وفقدان الشهية !!..ويصبح الرجل يعبر باستمرار عن حنينه للماضى ويكثر من الحديث عن ماضيه!!
وبطبيعة الحال فإن ممارسة الرياضة والتركيز على الإيجابيات فى حياة كل إنسان يجعله يعبر هذه المرحلة بل ويتغلب عليها بنجاح!!
فهذه المرحلة لا تتحول لأزمة إلا عند ٧٪ فقط من الرجال والأسباب العلمية تنحصر فى انخفاض نسبة هرمون التستوستيرون من بعد سن الأربعين وهو المسئول عن الخصوبة عند الرجل والقوة العضلية وينخفض بنسبة ١٪ كل عام من بعد سن الأربعين مما يجعله يشعر بالتعب والإرهاق عند بذل أى مجهود مقارنة بقوته فيما سبق مما يجعل البعض لا يحتمل ذلك فيدخل فى نوبة اكتئاب!!
والسؤال الآن.. هل من حل لتجاوز هذه الأزمة..؟!! العلماء يؤكدون أن النساء والرجال الذين يعيشون حياة زوجية مفعمة بالحب والاهتمام يجتازون أزمة منتصف العمر بأقل أضرار ممكنة.. هذا إذا استطاعت المرأة التجاوز عن هفوات الرجل وعصبيته وقلة اهتمامه بالعائلة!!.... ومهما كان رأى العلم مهما فإن الحل الحقيقى لتجاوز أى أزمة أو مرحلة صعبة.. هو التقرب إلى الله بالاستغفار والأذكار فهو الحماية الحقيقية من تقلب الأيام وجحود البشر!