أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله التزام دولة الكويت
بما اتفقت عليه مع العراق في شأن ترسيم وصيانة العلامات الحدودية البحرية وعدم
تجاوزها وفقا لقرار مجلس الأمن رقم (833).
وقال الجار الله - في تصريح أمس الأحد للصحفيين علي هامش مشاركته في
حفل السفارة الأسترالية بالعيد الوطني، ردا على سؤال حول ما أثاره بعض النواب
العراقيين عن وجود تجاوز كويتي للملاحة في خور عبد الله، إن الكويت لم تغير الواقع
الجغرافي في هذه المنطقة.
وأضاف "إن الكويت اتهمت باجتزائها من الأراضي العراقية، واستولت
على خور عبد الله، وتجاوزت حدودها، وأؤكد أن الكويت لم تتجاوز شبراً من الأراضي
العراقية، كما أنها لا تقبل أن يتم تجاوز شبر من أراضيها".
وأشار إلى أن القرار الدولي (833) بشأن ترسيم الحدود البرية، وجزء من
الحدود البحرية إلى النقطة رقم (162)، وهو القرار الأممي الذي صدر بموجب الفصل
السابع من الميثاق يوجب التزام البلدين به نصاً وروحاً، وقال "عندما تمت
صيانة العلامات الحدودية بموجب هذا القرار استدعى الأمر أن يكون هنالك خرائط جديدة
ترسم الحدود البرية والبحرية بشكلها النهائي بعد صيانة العلامات الحدودية وليس
تغيير مواقع العلامات".
وأضاف "نحن اتفقنا مع الأشقاء العراقيين ومع الأمم المتحدة على
الشروع في رسم الخرائط الجديدة بمشاركة كويتية - عراقية، وكلفة يتحملها البلدان،
وخطرنا الأمم المتحدة عن استعداد الكويت لرسم هذه الخرائط الحدودية وبانتظار
موافقة الجانب العراقي على هذا الشأن".
وتابع " رافقت هذا الموضوع أقوال بعيدة عن الواقع .. فخور عبد
الله ممر مائي بين الكويت والعراق، وهناك اتفاقية وقعت بين البلدين لتنظيم الملاحة
فيه 2012 وتمت المصادقة عليها والالتزام بها"، وتابع "عملنا على تنفيذ
هذه الاتفاقية على أرض الواقع من خلال الاجتماع بين كبار مسئولي البلدين يومي 24
و27 يناير الجاري لتنظيم الأسس الفنية لعملية الملاحة في خور عبد الله واتفقنا مع
الجانب العراقي على تفاصيل عديدة تتعلق بالملاحة في خور عبد الله".
وقال "بهذا الاتفاق يستفيد البلدان من خور عبد الله، وأي حديث
عن استيلاء الكويت على الخور هو حديث مجاف للحقيقة ولا يعبر عن نوايا صادقة ومن
يطرح هذه الأقوال لا يمكن القول بأنه يسعى إلى علاقة مميزة بين الكويت والعراق فهو
يسيء للعراق كما يسيء للكويت".
وعن وجود نية لدى الكويت لتقديم احتجاج إلى الحكومة العراقية على هذه
التصريحات، قال الجار الله إن الكويت لن تحتج على اعتبار أن هذه التصريحات لم تصدر
من الحكومة العراقية التي ندرك ونقدر موقفها وسبق أن اتفقنا ووقعنا معها اتفاقية
تنظيم الملاحة والمحضر الذي تم الاتفاق عليه بين الكويت والعراق.
وعن توزيع قسائم بتبرعات كويتية للعراقيين النازحين في مدينة الموصل،
قال الجار الله "إن الدعم الكويتي للنازحين وغيرهم وإعادة إعمار المناطق
المحررة يستمر ويتواصل وفق وتيرة عالية جدا ولن يتوقف على الإطلاق، فالشعب العراقي
الشقيق يحتاج إلى دعم ومساعدة ولا خير فينا إذا لم نقدم له هذه المساعدة".
وبسؤاله عن تصريح سابق له حول معلومات جديدة حول موضوع الأسرى والمفقودين الكويتيين، قال الجارالله "إن المعلومات كانت حول شهود جاري التحقق منهم فيما يتعلق ببعض المعلومات عن رفات كويتيين، ولكننا لم نتسلم شيئا محددا حتى الآن".
