الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة البرلمان

نواب البرلمان على باب "الحسين"... "مدد يا دايرة"

مولد بطعم السياسة

مجلس النواب المصري
مجلس النواب المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتكفلون بنفقات انتقال «الدراويش» ويجهزون الخدمات للمحبين والمريدين
يستأجرون شققًا لإقامة «أبناء الطرق».. والغرض: الدعاية و«كسب بنط»
والشيخ ياسين التهامى يحيى الليلة الختامية وسط آلاف الزوار

دوما كان رجال السياسة يستغلون المناسبات خاصة الدينية منها، ومنها موالد «آل البيت» فى مصر، وأهمها مولد الإمام الحسين رضى الله عنه الذى يحل هذه الأيام، حيث يقبل البعض من نواب البرلمان على تجهيز الخدمات لأحباب ومريدى الحسين، الذين يأتون للاحتفاء بمولده من جميع أنحاء مصر.
النواب ينقلون المريدين 
وهو ما يؤكده محمد الشاذلى أحد المنتمين للطرق الصوفية والمقيم فى محافظة أسوان، قائلا: «حينما نأتى من مركز إدفو وغيرها من مراكز المحافظة، يتكفل أعضاء البرلمان وبعض الشخصيات السياسية البارزة فى المحافظة، بمصاريف انتقالاتنا من أسوان إلى القاهرة، منهم السيد الشريف الإدريسى عضوالبرلمان عن أسوان، ومحمد إسماعيل الجبالى نائب سوهاج وعدلى النقيب عضو مجلس الشورى السابق، والمهندس محمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفى، الذى يؤجر عددا كبيرا من الأتوبيسات لنقل الراغبين إلى القاهرة للمشاركة فى احتفالات مولد الإمام الحسين، كما يستأجر أيضا بعض الشقق حول المسجد، لإقامة المريدين من أحباب «آل البيت» لافتا إلى أن البعض يرى ذلك من قبيل الدعاية للنائب، إلا أن ما يهمنا نحن زوار «آل البيت» قيام أحد باستقبالنا وتوفير خدمات لنا، مضيفا أن ذكرى الاحتفال بمولد الإمام الحسين، عادة ما يحضرها عدد كبير من رجال الأعمال والسياسة، البعض يحضر للاحتفال، وآخرون للترويج لهم بين القادمين من محافظات أخرى.
من جانبه يؤكد أحمد الحسينى أحد أتباع الطرق الصوفية، أن بعض نواب البرلمان وكذلك مجلس الشورى السابق يتكفلون بنقل المنتمين للطرق الصوفية لحضور مولد الحسين، مضيفا أنهم يوفرون أيضا خدمات المأكل والمشرب والإقامة خلال الأيام التى يقام فيها المولد، لافتا إلى أن البعض منهم له أهداف سياسية وراء ذلك، إلا أن آخرين منهم منتمون أيضا للطرق الصوفية.
حب آل البيت 
الأمر يؤيده الدكتور عبدالله الناصر حلمى، أحد القيادات الصوفية، مشيرا إلى أن الخدمات التى يقدمها السياسيون وأعضاء البرلمان لمحبى آل البيت، تأتى لأنهم يحبون آل البيت، وحتى إن كان البعض له أهداف سياسية من ورائها، فما الضرر، وإن كان الله وحده هو من يعلم النوايا، مضيفا أن هناك نوابا يفعلون ذلك لأنهم يحبون آل البيت، كما أن منهم من يتبرع بصفة دائمة للمساجد التى تحتاج إلى صيانة. 
من جهته، يرى الشيخ محمد عبدالخالق شيخ الطريقة الشبراوية، أن الأحباب يأتون لمولد الإمام الحسين لطلب العون والمدد كما يقول: مضيفا أن رجال السياسة حينما يأتون فهم يأتون كأحباب ومريدين وليسوا كسياسيين، لافتا إلى أنه فى حضرة الحسين لا فرق بين أحد وآخر، مضيفا أن بعض الوزراء السابقين يحضرون احتفالات المولد من أجل مشاركة المحبين فرحتهم وسعادتهم بالمناسبة التى لا تتكرر إلا مرة واحدة فى العام، مشيرا إلى أن شيخ مشايخ الطرق الصوفية هو عضو فى البرلمان، ومن ثم لا عجب فى وجود وزراء أو نواب فى مولد الحسين، مضيفا أن الغالبية منهم تأتى من محافظات الصعيد حيث يلتقون بالمريدين من أهالى الصعيد وتكون فرصة للجميع للاحتفال والتعرف على المشكلات.
الأسعار تتضاعف 
وبعيدا عن السياسة.. فإنه حينما تحل ذكرى مولد الإمام الحسين فى كل عام، يتعرض الزوار والمريدون للاستغلال من قبل أصحاب العقارات والمحلات بمحيط المسجد، فسعر «الفرشة» خلال ١٠ أيام هى فترة الاحتفال يتضاعف، وأيضا الإيجارات، بينما وضع أصحاب المحال التجارية إتاوات تزداد باتساع رقعة الفرش واختلاف محتوياته.. كما تتضاعف أسعار كل شيء، لذا يتخلى أبناء الطرق عن وجباتهم المفضلة وتقتصر على الأطعمة المعلبة كما يقول ‏السيد السعدي‏ أحد أبناء الطرق الرفاعية: مضيفا أن أبناء الطرق أقاموا جمعيات فيما بينهم على مدار العام، لحجز مساكن قريبة من محيط مسجد الحسين، مضيفا أن ارتفاع الأسعار يجبر أبناء الطرق الصوفية على التنقل والارتحال فى جماعات تخفيفًا للنفقات، مضيفا أن المشيخة العامة للطرق الصوفية تتجاهل المشكلات التى يواجهها المريدون، ومنها أزمة الإقامة حيث يتعرضون للاستغلال من قبل أصحاب العقارات، فيما يضطر البعض لافتراش الشوارع والأرصفة البعيدة عن المسجد، لكن الدراويش يحرصون على التواجد ضمن محيط المسجد لاستقبال النفحات من الزوار من أطعمة وأموال.
مظاهر البهجة فى المولد 
وتتعدد مظاهر البهجة فى المولد، حيث لا تقف عند الإنشاد والتغنى بمدائح الصوفية، فهناك بيع الحمص والجمال المصنوعة من الجلد، إلى جانب الرق المصنوع من جلد الماعز، وهناك كبار السن المنتشرون فى كل مكان أحدهم وهو من الشرقية عبر عن سعادته، حينما منحه البعض مالا لأجل عودته مرددا «مدد يا الله.. مدد يا سيدنا»، وهناك من يحرص على البقاء لحضور الليلة الختامية لسماع سلطان المادحين» «ياسين التهامى»..فيما عبر أبناء الطرق الصوفية هناك عن سعادتهم حينما شاهدوا الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يقف أمام مسجد الحسين لبضع دقائق يتلو خلالها الفاتحة، حسبما قال مصطفى زايد المنسق العام لائتلاف الطرق الصوفية: مشيرا إلى أنهم حرصوا على مواجهة غلاء الإيجارات من خلال جمعيات يقوم بها متيسرو الحال من أبناء الطرق، لتحمل نفقات وأعباء السكن للمريدين من أبناء الطرق، لافتا إلى أن الأحياء لم تفرض رسوما على الفرش المقام فى جنبات الشوارع، إلا أن هناك البعض يفرضونها حيث تبدأ من ٥٠٠ جنيه، وترتفع بحسب احتياج أصحاب الفرش لمساحات أكبر.