الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ديمقراطية «المصريين الأحرار»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأحداث داخل حزب المصريين الأحرار، إشارة أخرى واضحة على فشل المعارضة. واقعة جديدة مليئة بالعبر عن الفرق بين ما صدرته النخبة من كلام، وبين ما مارسته فى الواقع وعلى الأرض. 
كثير من النخبة لم يتبينوا للآن، أنهم ليسوا مؤهلين للعمل السياسى، وأنهم عندما تحين الفرصة، يمارسون وبدم بارد، كل ما كانوا يعيبون عليه أنظمة الحكم، من أول السادات، حتى الرئيس السيسى. 
كتب الدكتور أسامة الغزالى حرب، يحمل «الدولة الأمنية» المسئولية عن الأحداث فى حزب المصريين الأحرار. وكان كلامًا غريبًا، ووجهة نظر أغرب. 
لم يرض الدكتور أسامة عن قرارات الأغلبية الحزبية بعزل مجلس الأمناء. فهو فى نظر الدكتور أسامة «مقدس» لا يجوز عزله. نجيب ساويرس أيضًا، له نفس الرأى، لا أحد يعرف لماذا؟ ولا ما الأسباب؟ 
قبل أسبوع قرر المؤتمر العام للمصريين الأحرار، عزل مجلس الأمناء، والمهندس نجيب ساويرس أبرز أعضائه، لإعادة ترتيب الحزب من الداخل. 
بصرف النظر عن القرار، وما إذا كان جيدًا من عدمه، لكنه يظل حق الأغلبية الحزبية فى ممارسة حقوقها، وفق آلية ديمقراطية سبق ونادى بها النُخبة التى شكلت مجلس الأمناء. 
الدكتور أسامة الغزالى حرب، اعتبر قرار المؤتمر العام انقلابًا على «نجيب ساويرس». كتب أن عزل الحزب لمجلس الأمناء غدر فى غير محله، وألمح إلى أن ساويرس هو الذى أنشأ الحزب، وهو الذى أنفق عليه من ماله الخاص. على فيس بوك، قال نجيب ساويرس كلامًا من نفس العينة. كتب «تظل الأسود أسودًا.. والكلاب كلابًا».
من آن لآخر تتجدد صدماتنا فى النخبة. بعضهم نخبة على ما تفرج. آخرون نخبة ويبحثون عن علاج. من يقول إن الذى نادى بحرية الرأى، وبتداول السلطة من أول رئيس الجمهورية، حتى رئاسة أصغر أمانة حزبية فى أصغر قرية، يعود ويصف الأغلبية فى حزبه بـ «الكلاب»؟. 
يظهر من آن لآخر، أن الديمقراطية لدى أغلبهم «خيار وفاقوس». الديمقراطية، حلال عليهم، حرام على غيرهم. الرأى لدى أكثرهم إما رأيهم هو، والشورة شورته وحده، إما لا. 
إن جئت للحق، موقف أغلبية أعضاء المصريين الأحرار لا تشوبه شائبة. الحزب كما قال فى بيان لا يوافق على أن ينصب آخرون أنفسهم أوصياء على باقى الأعضاء. العمل السياسى، كما قال الحزب أيضًا ليس حكرًا على أحد، إنما هو فعل وحركة ومحاولة تواصل مع الجماهير. 
صحيح لم ينجح المصريين الأحرار، لا فى وجود ساويرس، ولا بعد عزله فى الوصول للشارع شأنه شأن أغلب الأحزاب، لكن هذا لا يمنع أن يحاول أعضاؤه إحداث تغيير، بالطريقة التى يرونها، وبالإجراءات التى يقرها النظام الأساسى. 
بيان المصريين الأحرار رفض اعتبار الحزب «شركة خاصة» يملكها من اعتقد قدرته على مصادرة حرية الآخرين، رغم أنه أول من كان يتكلم عن الحرية. قال بيان الحزب، إن هناك فارقًا كبيرًا بين العمل السياسى، وبين جمع المال من أعمال المقاولات. 
لهم حق أعضاء المصريين الأحرار، القانون فى صفهم، لكن ردود أفعال أعضاء مجلس الأمناء المعزول، هى محل الأزمة ومكمن البلوى. 
لم يستطع بعض النخبة خداعنا فترة طويلة، فقد كشفهم الزمن، وأشارت وقائع مختلفة إلى فشل ذريع، لما واجه هؤلاء النخبة الواقع فى السياسة، وتواجدوا بين الناس. فى أزمة المصريين الأحرار، اتضح أن «نخبة» مجلس الأمناء، لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا يرون أن «الجماهير لها حق». ساويرس رأى فى عزله اعتداء على قدسيته، فرفض الاعتراف بقرارات المؤتمر العام. أسامة الغزالى حرب، وصف رأى الأغلبية الحزبية بعملية تدمير شائنة يتعرض لها الحزب. كتب أن عزل المهندس نجيب ساويرس ليس غدرًا به فقط، إنما محاولة للقضاء على فكرة المعارضة من الأساس. وصف الدكتور أسامة قرارات الأغلبية الحزبية بـ «شغل الأمن»، وحمّل الدولة مسئولية فشل أغلبية الحزب فى التوافق مع «مجلس الأمناء».. نكتة!