الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مشكلة «السيسي» أنه أصبح هو المشكلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كيف تحول الرئيس المصرى إلى «مشكلة معقدة» بعدما كان هو «الحل الوحيد»؟
ربما يكون هذا هو التساؤل الذى يطرح نفسه فى أروقة ومنتديات تنظيمات وجماعات الإسلام السياسى، وتلك الدول الحاضنة لهذه الأفكار المنحرفة، لقد أصبح الرئيس السيسى هو الحائط المنيع أمام تمدد تلك الجماعات والتنظيمات.. لقد بدأها مبكرًا فى القاهرة عندما وقف أمام طوفان الغل والحقد والكراهية الذى حمله الإخوان وقدموه لمصر خلال عام واحد، لقد كان الفريق أول عبدالفتاح السيسى موضع ثقة وطمأنينة جماعة الإخوان فى مصر بعد تعيينه وزيرًا للدفاع.. لقد ظن هؤلاء أن الرجل أصبح رجلهم بمجرد جلوسه على مقعد الوزارة الأهم فى مصر.. لكنهم نسوا أو تناسوا أن هناك عقيدة يتفرد بها الجيش المصرى دون جيوش الأرض وأن هذا الرجل يمثل نموذجا لهذه العقيدة الراسخة.. جيش مصر لا يعتدى.. جيش مصر لا يخون.. جيش مصر لا يحيك مؤامرات.. جيش مصر لا يقبل الإهانة والتهديد.. جيش مصر يصبر ولا ينسى.. جيش مصر من شعب مصر ولشعب مصر. 
لقد ظن هؤلاء أن المقاتل المصرى عبدالفتاح السيسى يمكن أن يتم احتواؤه واستيعابه وتحييده، ونسى هؤلاء أن المقاتل المصرى قد يخلع زيه العسكرى لكن عقيدته العسكرية أنى له أن يخلعها وهى قلبه النابض وروحه الوثابة ودمه الذى يجرى فى العروق. 
كان السيسى يعلم ما يجرى بحكم طبيعته وعمله الاستخباراتى.. فكانت مواجهته محكمة وغير قابلة للفشل.. بنى الرجل خطته وبدأ التنفيذ وانتهى الأمر.. سقطت جماعة الإخوان فى مصر لكن بقيت ذيولها تتحرك فى المنطقة والإقليم، وبقيت أفكارها تخرج لسانها عبر شاشات ومقالات وسلوكيات شاذة كل الشذوذ.
لم يتوقف الرئيس السيسى أمام ما تم إنجازه فى مصر.. بل راح يتتبع هذه الجماعات خارج مصر حماية لحدود مصر.
لقد كان الرئيس واضحًا بأن محاربة هذه الجماعات تبدأ من محاربة الفكرة، لذلك كانت دعوته بحتمية تجديد الخطاب الدينى ومثابرته ومتابعته فى كل المناسبات لهذا الأمر.
عندما وجد الرئيس أن السعودية تدعم إخوان اليمن وإخوان سوريا وإخوان المغرب وإخوان ليبيا وقفت وأوضحت أن المبادئ لا تتجزأ. 
الإخوان جماعة إرهابية سواء فى مصر أو أى بلد آخر فى العالم.. لم تتحرك مصر بمبدأ المداهنة ومحاولة إمساك العصا من المنتصف.. رفضت مصر المساس بوحدة الأراضى السورية ورفضت حل النزاع اليمنى بالقوة ورفضت التعامل مع الإدارة الأمريكية الداعمة للإسلام السياسى. 
لم ينجر الرئيس السيسى إلى معارك جانبية.. كان كل تركيزه على مصر وحمايتها وهو أمر لو تعلمون عظيم. 
أيقنت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها أن السيسى هو «المشكلة» التى تواجه مشروعهم المبنى على أساس تسليم المنطقة لمقاول إخوانى متخصص فى تقسيم وتفتيت وتوزيع الدول والأوطان.. جاء السيسى وفعل فعلته فأربك المشهد وأحبط الخطط وأوقف المسيرة. 
تركيا والسعودية وباكستان كانت دولا تقوم على أسس دينية بين الوهابية المفرطة والإخوانية المودرن.. كانت مصر هدفا للثلاثى.. كل دولة من هذه الدول تحاول أن تستوعب وتحتوى وتجذب مصر إلى صفها.. تركيا بدأت وحاولت وفشلت مع سقوط الإخوان.. السعودية تحاول عن طريق المساعدات الاقتصادية ثم اكتشفت أن القرار المصرى لا يتبدل ولا يتلون ولا يتغير ولا يحيد عن خط المصلحة الوطنية العليا. 
لو سألت كل جماعات الإسلام السياسى فى العالم عن عدوهم الأول ستكون إجابتهم جميعا ودون تردد «السيسى» لذلك يستخدم هؤلاء كل أدواتهم للهجوم على الرجل والحط من إنجازاته والتشكيك فى أفكاره وخططه الإصلاحية. 
الرئيس السيسى يتعرض لأعنف وأشمل وأخطر هجوم يمكن أن يتعرض له رئيس فى التاريخ.. كل وسائل التواصل الاجتماعى وكل الصحف والمجلات والفضائيات التابعة لها فى كل أنحاء العالم ليست لها مهمة إلا الهجوم على الرجل. 
ليس لدى هؤلاء مشكلة من أى نوع إلا السيسى.. فهو بالنسبة لهم كل المشاكل تضافرت فى رجل واحد.. وبالتبعية فإن مشكلة الرئيس السيسى بأنه أصبح مشكلة لهؤلاء.. فتحول كل هؤلاء كمشاكل وأبواق ضد الرئيس.
كل ما سبق ليس محاولة منى لإسباغ القداسة والبطولة على شخص الرئيس فهذا لا يسعدنى ولا يسعده على الإطلاق فهو ليس فى حاجة إلى ذلك وأنا ليست مهمتى القيام بذلك.. فقط أحاول قراءة الواقع واستشراف المستقبل.. أفيقوا أيها المصريون واعلموا وأدركوا حجم التحديات التى تواجه مصر ورئيسها، لا تنشغلوا بالصغائر من الأشياء. 
الوعى هو معركتنا الحالية واستنهاض الهمم هى شغلنا الشاغل.