رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دم المصريين ما بين الجمعة والأحد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يوم الأحد وقرب المذبح وعلى صحن القربان تناثرت دماء عشرات المصابين والشهداء أفضوا إلى ربهم مسالمين فى الكنيسة البطرسية على بعد أمتار من المقر البابوى فى كاتدرائية المرقسية بالعباسية الأحد الماضى، كانوا يؤدون الصلاة، وقبل تفجير الأحد المروع استهدفوا هؤلاء الجبناء واحدا من أكثر شوارع مصر زحاما فى ظهيرة الجمعة، وقت الصلاة حيث الجميع يشحذ إيمانه ويدعو الله، كانوا هم يعدون الموت فى عربة مفخخة فجروها ونتج عن هذا الفعل الإجرامى استشهاد عدد من أفراد تأمين دورية تأمين شرطية مكلف بحماية المواطنين.
ثمة هدف وحيد يضعه هؤلاء الشرذمة صوب أبصارهم، وهو النيل من استقرار مصر والذى بات وشيكا بعد أن بدأت دول العالم كلة تعيد النظر والثقة فى قدرة جمهورية مصر العربية على استعادة النهوض مرة ثانية بعد كبوة استمرت سنوات، والمؤكد أن هؤلاء الجناة المجرمين لا يعرفون دينا ولا ربا، فالأمر لا علاقة له بدين، والمؤكد لنا أنهم يريدونها نارا ما داموا ليسوا على رأسها.
لقد حاول هؤلاء مرارا وتكرارا إسقاط مصر وتخريبها فى كل مرة يحاول فيها المصريون التحرك صوب المستقبل. هاجموا وأحرقوا الكنائس قبيل كل انتخابات، وقبيل كل إجراء اقتصادى أو سياسى هام، وقبيل كل محاولة بنائه لاستقرار ممكن.
إن حادثة الأحد تعد الأكثر فجورا وقسوة وبشاعة سقط شهداء الوطن من النساء والأطفال يصلون لله بعد أن فجر الإرهابى نفسة دخل صحن الكنيسة بهدف إحداث أقصى ضرر ممكن.
وبلا شك لا يمكننا أن نعتبر هذا الأمر بمثابة تهديدا يرمى إلى المساومة كما اعتدنا بل هو انتقام واضح وصريح من مصر وأمنها مسلميها ومسيحييها، ولا يمكن أن يتم التغافل عن التوقيت الذى اختاره هؤلاء المجرمون ولا طريقة التنفيذ الجديدة، فقبل شهر تقريبا استعادة مصر وضعها مرة أخرى على خريطة الدول الآمنة للسياحة العالمية وبدأت الأفواج السياحية فى العودة مرة أخرى إلى شواطئ سيناء بعد قطيعة طويلة، وبدأ أيضا الحديث عن فرص نمو واردات قناة السويس مع عودة ارتفاع أسعار البترول، وتفضيل خطوط التجارة البحرية العالمية إلى اللجوء لقناة السويس كأقصر طريق توفيرا لتكلفة النقل التى قد تتضاعف إذا ما طالت رحلات السفن.
إن جمهورية مصر العربية تدفع حتى الآن ثمن رفضها لحكم الإخوان ولفظ كافة تيارات الإسلام السياسى سياسيا واجتماعيا، وداعميهم ومموليهم، تدفع مصر ثمن حربها على الإرهاب فى العالم كلة مع قرب حسم الوضع فى سوريا وهزيمة التنظيمات الإرهابية هناك.
تدفع ثمن التردد والتخاذل الأوروبى عن دعم الحرب على الإرهاب فى عقر دارة العراق وليبيا وسوريا ، خوفا من أن يستهدف الإرهابيون قلب أوروبا مرة أخرى، ففى الوقت الذى خفتت فيه التفجيرات هناك اشتعلت الأوضاع هنا.
لقد نظمت باريس مسيرة السلام بعد حادث اقتحام جريدة "شارل ابدو" فى فرنسا ردا على كاريكاتير مسيئ للإسلام، وشارك فيها كل رؤساء العالم متأبطين بعضهم البعض إعلانا للتضامن ضد الإرهاب فى وجه الإبداع.
فهل يتأبطون بعضهم البعض تضامنًا مع شهدائنا من النساء والأطفال الذين قتلوا وقت الصلاة.