يستحوذ إعلام الدولة المتمثل فى ماسبيرو على اهتمام الأوساط الثقافية والأكاديمية والدوائر الشعبية، نظرا لما يمثله ماسبيرو من قيمة ترسخ فى وجدان وضمير العقل الجمعى للمصريين منذ ستينيات القرن الماضى كتليفزيون وكإذاعة مصرية منذ الثلاثينيات، ومن هنا جاء العديد من المبادرات الداعمة والداعية لفكرة إنقاذ الإعلام الوطنى المصرى سواء كان عاما أو خاصا من حالة الفوضى والانفلات من منطلق أنه لا صلاح لأحوال الإعلام إلا بانصلاح حال إعلام ماسبيرو وكان آخر هذه المبادرات مبادرة كلية الإعلام بجامعة القاهرة تحت اسم «مبادرة دعم ماسبيرو» التى تنطلق رسميا يوم الأربعاء القادم السابع من ديسمبر من جامعة القاهرة، وهى رمز من رموز الحضارة والتنوير وتتسق هذه المبادرة مع طرح مشابه للمنتدى المصرى للإعلام، ما يجعل الأمر له مردود إيجابى على صعيد التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ممثلة فى كلية الإعلام والمجتمع المدنى ممثلا فى المنتدى، خاصة أنه يضم من بين مؤسسيه كوكبة من أساتذة كليات الإعلام.
وأحسن كل من ا.د. جيهان يسرى عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة وا.د. محمد المرسى أستاذ الإعلام بالكلية صنعا فى اختيار عنوان لقاء الأربعاء «مستقبل ماسبيرو: رصد الواقع.. آليات التطوير» ويشمل اللقاء ثلاث موائد مستديرة:
الاولى «آفاق هيكلة ماسبيرو» حيث يعانى ماسبيرو من مشكلات تكمن فى الترهل الإدارى واعتماده على الكم لا الكيف مما يستلزم أمرين: الأول إعادة النظر فى التشريعات الداخلية المنظمة للعمل فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون قبل أن يتحول إلى الهيئة الوطنية للإعلام، والثانى إعادة اكتشاف الموارد البشرية العاملة فى القنوات التليفزيونية والشبكات الإذاعية التابعة للاتحاد خاصة أن كثيرين من العاملين فى ماسبيرو ممن يهاجرون إلى الإعلام الخاص يبرزون فيه ويتحولون إلى نجوم ما يجعلنا نناقش بصراحة أسباب فشل ماسبيرو فى صناعة النجوم وهل مشكلة ماسبيرو فى الدعم المالى أو فى كيفية الاستفادة من العامل البشرى؟، وكيفية تحرير ماسبيرو من البيروقراطية القاتلة للإبداع والتى تحول بينه وبين قيامه بدور التنويرى.
وتتناول المائدة الثانية «راديو وتليفزيون الدولة: آفاق التطوير.. وآليات المنافسة»، وهو موضوع يرتبط بسؤال: هل نحن فى حاجة لإعلام الدولة؟، إذا كنا فى حاجة له لماذا لا تهتم الحكومة بهذا النوع من الإعلام ولا تتحرك إلا إذا جاءها توجيه من القيادة السياسية؟، لماذا تساوى الدولة من حيث الاهتمام بين إعلامها الذى لا يسعى للربح ويعتبر واجهة مصر الرسمية وبين الإعلام الخاص الذى تحكمه قواعد رأس المال؟، دعونا نقل صراحة إن ماسبيرو يجب أن يكون خارج آليات المنافسة لأنه يمثل إعلام الخدمة العامة!.
أما المائدة الثالثة فتتناول «قطاع الأخبار فى ماسبيرو الواقع والمستقبل» حيث يعتبر هذا القطاع عصب إعلام الدولة وتعدد الخدمات الإخبارية فى القنوات الفضائية الخاصة ليس ظاهرة صحية خاصة فيما يتعلق بأخبار الدولة وبشكل محدد أنشطة الرئاسة ما يثير العديد من التساؤلات المرتبطة بمستقبل أخبار الدولة فى ظل استمرار اهتراء المشهد الإعلامى الحالى وتبقى هناك موضوعات مهمة أخرى يجب أن تخصص لها لقاءات مقبلة تتعلق بالإعلام الإقليمى ومستقبل الدراما من إنتاج ماسبيرو وهل ماسبيرو منشأة خدمية أو اقتصادية وكيفية تطوير السياسات الإعلانية بماسبيرو؟!.