رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مستشفى أبوالريش .. وجع في قلب الأطفال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ أيام ساقتني أقداري لزيارة مستشفى أبوالريش، أو الياباني- كما يحلو للبعض تسميتها- لعلاج الأطفال.. وهناك تجسدت أمام عيناي مأساة آلاف الأسر التي تتردد على عيادات المستشفى في محاولة لإنقاذ حياة أطفالهم حيث تحتشد الأمهات البائسات والآباء الحائرون أمام العيادات وأقسام الطوارئ، وكل منهم ينتظر سماع اسم ابنه أو ابنته أو حفيده في قوائم الانتظار التي تضم الآلاف.
ولك أن تتصور حجم المعاناة التي تواجه هذه الأسر التي جاءت من جميع المحافظات حتى أن كثيراً منهم يضطر إلى النوم في الشارع أو على الرصيف أمام بوابة مستشفى أبوالريش حتى يأتي دورهم في توقيع الكشف على فلذات أكبادهم.. وهناك شاهدت أطفالاً في عمر الزهور، تقشعر لها القلوب المتحجرة فما أقسى المرض ليس على المريض فحسب وإنما على أهله الذين هم على أتم استعداد لاقتلاع عينيهم أو كلاهم أو حتى قلوبهم إذا كانت ستضع حداً لمعاناة أبنائهم.
وهنا قفزت على رأسي خاطرة غريبة تتعلق بحجم الظلم الواقع على هذه المؤسسة العلاجية العملاقة، التي تقدم الخدمات الطبية لآلاف الأطفال ، وتحتاج إلى دعم يساوي أضعاف ما تحصل عليه..
في ذات التوقيت يملأ كثير من المستشفيات الدنيا ضجيجاً وإعلانات ليل ونهار على جميع الفضائيات لجمع التبرعات التي تنهال عليها من كل صوب وحدب.. ما يدعونا للتفكير في وضع حلول عاجلة لتطوير وضع هذه المستشفى لدعم دورها الإنساني العظيم في رعاية الأطفال غير القادرين.. تلك الشريحة التي تحتاج من يحنو عليها ويقدم لها كل ما يستطيع من مساعدة.
وهنا تجدر الإشارة إلى الدور الرائد الذي قامت به وزارة التعاون الدولي تحت قيادة الوزيرة النشطة د. سحر نصر في تقديم كل ما يمكن تقديمه لتوفير الدعم اللازم لتطويرها.. فمنذ أيام تابعت وسائل الإعلام جولة الوزيرة د. سحر نصر في مستشفى أبو الريش لعلاج الأطفال بعد أن نجحت في الحصول على منحة يابانية لا ترد بقيمة 14 مليون دولار لتطوير المستشفى وجعلها في مصاف المؤسسات الصحية الرائدة.
وخلال الجولة تفقدت الوزيرة انشاء العيادات الخارجية الممولة من المنحة اليابانية، مؤكدة على حرص الوزارة الدائم على دعم تطوير المستشفى من أجل تقديم خدمة علاجية أفضل للأطفال وأسرهم، ومساعدة غير القادرين منهم من خلال توفير التجهيزات اللازمة للمستشفى من معامل وأجهزة وأدوات طبية، مشيرة إلى أنها حريصة كل الحرص على تقديم منح أكثر لدعم قطاع الصحة خاصة المستشفيات التي تعالج الأطفال. 

كلمة أخيرة
ما أحوج بلدنا الأمين مصر إلى من يحبها ويعمل من أجلها.. ولعل أروع ما في الوجود أن تمد يد العون لمحتاج.. خصوصاً إذا كان هذا المحتاج غير قادر على الشكوى.. وهنا تظهر عظمة الشعور بآلام الآخرين.