مع حلول "موسم الشتاء" في الإسكندرية، عادت للأذهان الصورة التي عاني منها أبناء المحافظة، والمشهد الذي تكرر على مدى عامين متتالين لأشبه ما يجعل الإسكندرية فينسيا عائمة في مياه الأمطار.
ولعل أزمة الأمطار أطاحت بمحافظين سابقين هما اللواء طارق مهدي وهاني المسيري، بعد غرق المحافظة الأمر الذي استدعي حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه لمعالجة الأمر، ومتابعته عن طريق رئيس مجلس الوزراء حينها المهندس إبراهيم محلب، وكذلك المهندس شريف إسماعيل.
ويقف اللواء دكتور رضا فرحات، محافظ الإسكندرية الحالي، على قدم وساق حتى لا يقع فريسة نوات الشتاء المتلاحقة، حيث اجتمع مع القيادات التنفيذية بالمحافظة وهيئة الصرف الصحي، لوضع خطة جديدة لمواجهة التغير البيئي الصارخ الذي يعصف بالمدينة الساحلية.
وأكد "فرحات"، أنه لن يسمح بتكرار ما حدث في شتاء العام الماضي،خاصة وأن الوضع حرج ولا يحتاج لأي تقاعس وأن المحاسبة ستكون لأي مقصر دون تهاون، مشددًا على ضرورة وضع آلية لمتابعة تطهير الشنايش بصورة مستمرة على مستوي اﻷحياء، والمتابعة المستمرة للمصبات على الكورنيش طوال الوقت للتأكد من استعدادها الدائم، واﻹشراف المستمر على محطات الصرف الصحي والتأكد من عملها بكامل قوتها.
وكلف المحافظ، رؤساء اﻷحياء، بحصر جميع معدات اﻷحياء الخاصة بها، من سيارات شفط وكسح ومعدات صرف، وعمل بيان بحالتها، والبدء في الصيانة الفورية للمعدات، وستقوم إدارة المتابعة في المحافظة بمتابعة حصرها، واستمع إلى رؤساء الأحياء ومسئولي الجهات المعنية حول موقف الحي والجهة التابع له من حالة الاستعداد، وما تم تنفيذه من مشروعات الخطة العاجلة لمشروعات الصرف الصحي لديهم، ووضع الاحتياجات لديهم من توفير بدالات ومعدات، حيث كلف شركة الصرف الصحي باستعدادات موسم الشتاء ورفع حالة الطوارئ، وتحديد جدول عمل سيارات الشفط والقرى المحتمل فيها ارتفاع منسوب الصرف الصحي، ومنها منطقتي المكس وأبيس وأبو تلات..
وفي سياق الاستعداد لموسم الأمطار قام الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية، بجولة لمحطات الصرف الزراعي بالإسكندرية.
بدأت الجولة بتفقد مصرف الظهير لتعمير الصحاري بالكيلو ٤٠ طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي، ثم محطة الماكس للصرف الزراعي بمنطقة الماكس، ومحطة القلعة شرق الإسكندرية، وذلك لمتابعة استعداد المحطات لاستقبال موسم الأمطار، ووصول مناسيب المحطات للمناسيب التصميمية له.
كما وضع الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، لمشروع حماية السقالات أمام القوات البحرية بخليج أبو قير بالإسكندرية.
ويهدف المشروع إلى حماية المنطقة أمام الوحدات البحرية التي ترسو على الأرصفة والسقالات من الغمر ومخاطر الأمواج العالية أثناء فترات النوات، ليحقق حماية لمنشآت حيوية واستثمارات خاصة وعامة بالمنطقة، ويعد هذا المشروع استكمالا لمشروعات حماية شاطئ خليج أبو قير البحرى وحائط محمد على الأثرى، وتبلغ تكلفة المرحلة الحالية من المشروع ٢٢ مليون جنيه.
ويتضمن المشروع إنشاء امتداد للسان شمال الوحدات البحرية لمسافة ١٥٠ مترا داخل البحر ليصبح طوله الإجمالى ٣٣٠ مترا، وإنشاء رصيف على نفس اللسان بطول ٥٠ مترا وعرض ١٤ مترا، وعمل هامة خرسانية بطول اللسان شمال الكلية البحرية بطول ١٧٠ مترا، فضلا عن إنشاء لسان شرق لواء الوحدات البحرية بطول ١٣٠ مترا داخل البحر، واستبدال الجزء الهابط من سقالة الوحدات البحرية بالأحجار والكتل الخرسانية وعمل رصيف عليه بطول ٤٠ مترا، إضافة إلى عمل بلاطة من الخرسانة المسلحة على سقالة القوات البحرية بطول ٨٠ مترا.
كما يعد المشروع المرحلة الخامسة والأخيرة من مراحل حماية حائط محمد على وشاطئ خليج أبوقير بطول إجمالى ٦.٥ كيلو متر وبهذه المرحلة تكتمل حماية المنشأت الاستراتيجية الواقعة مباشرة على الخليج،مثل محطة كهرباء أبو قير ومصنع سماد أبو قير، وكذلك حماية الأراضى المنخفضة من الغرق أثناء النوات وحماية الأراضى الزراعية والمناطق السكنية والاستثمارات الضخمة بها، والتي تبلغ قيمتها نحو ٣٠ مليار جنيه، مما يساعد على تنمية الاستثمارات بهذه المنطقة وتوفير فرص العمل ورفع مستوى المعيشة لأهالي المنطقة.
