الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

محطات في حياة "الساحر" المتمرد على دور الوسيم وفتى الشاشة الأول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدار مشوار فنى تجاوز أربعة عقود، ظل دومًا قادرًا على إثارة الدهشة والبهجة فى قلوبنا، حيث دومًا كان يفاجئنا بتجسيده لشخصيات يخرجها من جعبته فيبهرنا، ليستحق لقب الساحر عن جدارة، متميزًا عن أبناء جيله، متفردًا ببصمة خاصة به.
هو الفنان الكبير محمود عبدالعزيز، الذى رفض دومًا الخضوع لحصار المنتجين له فى دور الفتى الوسيم ذي الشخصية الهادئة، التى قدمها فى بداياته الأولى، فى سبعينيات القرن الماضى فى أفلام متعددة منها «الحفيد، حب حتى آخر العمر، طائر الليل الحزين، المتوحشة»، إلا أنه سرعان ما تمرد على تلك الصورة الرومانسية النمطية، التى ارتبطت بفتى الشاشة الأول فى تلك الفترة، متلبسًا بروح مختلفة تمامًا وشكل أكثر تحررًا خلال حقبة الثمانينيات، لنراه مختلًا عقليًا مع حسام الدين مصطفى فى فيلم «وكالة البلح»، والرجل الناضج فى «تزوير فى أوراق رسمية» مع المخرج يحيى العلمى، و«العذراء والشعر الأبيض» مع المخرج حسين كمال، مقدمًا نقلة فى نوعية أدواره، أكد خلالها أنه حصان أسود قادر على مزاحمة نجوم الشباك وقتها وأهمهم «محمود ياسين، نور الشريف، حسين فهمى»، ليبدأ بعدها مرحلة الأدوار شديدة الواقعية الممزوجة بالسخرية، بداية بفيلمى «العار والكيف» وتلاهما «جرى الوحوش» مع المخرج على عبدالخالق، و«الشقة من حق الزوجة» لعمر عبدالعزيز «وخليل بعدالتعديل» ليحيى العلمى.
النقلة النوعية الثالثة جاءت فى عام ١٩٨٧ بعملين غاية فى التفرد والخصوصية أولهما فى التليفزيون، من خلال ملحمة «رأفت الهجان» مع يحيى العلمى، والذى مثّل نقلة نوعية على مستوى الدراما التليفزيونية بأكملها من حيث الشكل والمضمون، كما قدم أيضًا فيلم «سمك لبن تمر هندى» الذى مثل تيارًا سينمائيًا جديدًا فى حد ذاته، ليبدأ مشوار الفانتازيا الصارخة مع المخرج رأفت الميهى، ويقدما معًا أفلامًا شديدة الاختلاف، منها «السادة الرجال، سيداتى آنساتى» ليفاجئ الساحر جمهوره ببعد جديد ووجه آخر، يختلف عن نقلاته السابقة.
وظل الساحر قابضًا على أدواته، مخرجًا من جعبته أدوارًا تمثل فى حد ذاتها محطات تستحق التوقف، لأنها تحمل مرحلة نضج فنى كامل، تمثل فى فيلم «الكيت كات» وأفلام أخرى ذات قيمة سينمائية عالية، منها «زيارة السيد الرئيس، القبطان، هارمونيكا، سوق المتعة» وتكتمل المرحلة بفيلم «الساحر» لرضوان الكاشف.
ويظل اللقب من بعدها ملتصقًا به، وليصل سحره إلى مرحلة تفوق النضج والإبهار كثيرًا، هى مرحلة الممثل الغول، القادر على منافسة أعتى نجوم هوليوود فى الأداء البسيط القريب إلى التلقائية الخالصة، بأفلام «ليلة البيبى دول» و«إبراهيم الأبيض» ويكمل تلك النقلة بمسلسلات لا تقل قوة وبساطة، منها «باب الخلق، جبل الحلال» ومؤخرًا فى الموسم الرمضانى السابق بمسلسل «رأس الغول» ليبقي الساحر دومًا كما كان، القادر على الإبهار الدائم، وساحرًا متفرد الأدوات.