الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من حقنا أن نعجّل بإعدام الإرهابيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من حق شعب مصر الذى يريد القصاص العادل فيمن قتلوا غدرًا من أبنائنا وجنودنا وضباطنا، أن تدخل الطمأنينة فى قلوبهم أن المجرمين قد دفعوا أخيرًا ثمن جرمهم البشع.
وأقول بكل صراحة: لا خلاف على أن القضاء صاحب السيادة العليا فى أحكامه، ولكن من حق شعبنا أن يعبر عن مشاعره، وهو يرى الأيام والأسابيع تمر والقتلة يتمتعون بمدد إضافية للحياة وشعبنا يعانى الأمرين دون أن يرى القصاص قد تنفذ.
وبجانب ذلك، كلما مر الوقت نجد أن حلفاء القتلة من جماعة الإخوان المسلمين يستمرون فى تحدى مشاعر المصريين مثل رغبتهم فى تنفيذ تعليمات الجماعة الصادرة من تركيا والدوحة بإثارة الفوضى فى أجهزة الدولة والمؤسسات فتصبح الدولة غير قادرة على تنفيذ نظمها وقوانينها.
وحينئذ تفشل جهود التنمية، ويتم ضرب الاقتصاد المصرى، وعلى مستوى آخر تعمل الجماعة على تحريض عناصرها الطلابية بمناسبة العام الدراسى الجديد، للقيام بالعصيان المدنى داخل الجامعات وبث مفهوم الثورة الشاملة.
إذن عودة الهدوء والضبط والربط إلى حياتنا يقتضى إعطاء رسالة واضحة صارمة وقاسية أن قادة الجماعة الذين تم الحكم عليهم بالإعدام قدموا من حياتهم مثلا ونموذجًا أمام الآخرين، أن العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم.
ومن ناحية أخرى، أن نجد الطريقة من خلال القوانين الحالية أو قوانين جديدة يعدها البرلمان حول طرق التعجيل فى تنفيذ أحكام الإعدام قبل أن يدخل اليأس فى نفوس الناس.
إننى أعلم أنه من المستحيل أن يقبل شعبنا حكمًا دكتاتوريًا، ولكن شعبنا سيقبل العدالة الناجزة، وأن يشعر من يريد السيطرة وإرهاب جماهيرنا أن أولوية شعبنا الشعور بالأمان والسلام الذى يتحقق بفضل دور وحزم الدولة وقواتنا المسلحة والشرطة فى ضرب قوى الإرهاب وحماية مواطنينا.
لست من أنصار استعمال القوة فى إدارة الدولة، ولكننى من أنصار الردع لمن اختاروا طريق الاغتيال والقتل الجبان.
حينما أقول إن شعور شعبنا أنه يريد أن يتعجل فى تنفيذ أحكام الإعدام لأن داخله يغلى أمس والحزن على هؤلاء الشرفاء من رجال البوليس والجيش والأبرياء من أبنائنا الذين دفعوا حياتهم كذلك أبناؤهم الذين اختار المجرمون لهم قدر اليتم.
إن المشاعر والحزن والأسى لهؤلاء الضحايا له ثمن يقدره القاضى والمستشار العادل لكى يعجل تنفيذ الأحكام الرادعة إذا سمحت القوانين وإذا لم تسمح فسيكون رجال القانون جميعًا هو السند الذى سيبحث عن طرق تشريعية لقوانين تحقق هدف القصاص ودخول الطمأنينة إلى قلوب أبناء وأهل ضحايا الغدر وعدوان الإرهابيين الذين غابت عن قلوبهم أى قطرة من الرحمة.
فى الماضى عشت كشاب اغتيال على يد إرهابيى الإخوان فى مرحلة زمنية فى أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات لشخصيات عامة كانوا من كبار الوطنيين مثل أحمد باشا ماهر والنقراشى باشا رؤساء الوزراء السابقين الذين قدموا لوطننا ولمعركة استقلاله الكثير، ثم قرأت صباح يوم اغتيال مستشار عالى المستوى والقدر «الخازندار»، لأنه تجرأ أن يحكم حكمًا رادعًا على بعض الإرهابيين من الجماعة، وفى اليوم التالى لهذا الاغتيال الجبان لهذا المستشار الجليل، قدمت استقالتى إلى الجماعة قبل أن أنتهى من الدراسة الثانوية، وبعد أن أمضيت أربع سنوات معهم وأنا أشعر أن اهتمامهم الأول والأخير هو الدعوة.. ثم الدعوة ثم الدعوة قبل أن أكتشف أن السلاح والاغتيال هو مدرستهم وأسلوبهم، وكان علىّ وعلى الفور أن أتحمل مسئولية الاستقالة من الجماعة.
ولكى أكون موضوعيًا أقول أشهد الله أننى عرفت المستشار حسن الهضيبى المرشد العام لجماعة الإخوان ونجله العزيز المحامى المحترم إسماعيل الهضيبى الذى بدأنا دراسة القانون سويًا، وشهادتى أوضح من خلالها أن الرجل الذى هو على رأس الجماعة لم يقطع علاقته بى بسبب استقالتى، بل أشهد الله أيضًا أننى حضرت لقاءً بين المستشار الهضيبى ورئيس الجهاز السرى رغبة أن يسمع عن أهداف هذا الجهاز، ولما سمع عرضًا مبالغًا فى براءته ونبله قال له.. إن ما أسمعه شىء عظيم جدًا، فلم ندخل جميعًا التنظيم السرى وبطبيعة الحال لو لم يتم ذلك لقضى على التنظيم، ومنذ هذا اليوم لم يحصل تقارب بين المرشد وبينهم، هذه شهادة حق للتاريخ. 
نعم هناك أشرار ومجرمون وإرهابيون كثيرون من الجماعة ولكن الحق يقول أيضا هناك قلة بريئة من الشر والجرم والإرهاب.