السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تَجبّر نساء لكسر أنف رجال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلق الله المرأة من ضلع الرجل، لتظل ما بقى الدهر قريبة من قلبه، وأهداها له لتسرى عنه، وتشاركه أفراحه وأتراحه رغم سكنهما الجنة، وقد توارث بنو آدم صفات آدم وحواء إلى يومنا هذا، ولكن مع بعض الاختلافات وفقًا لتباين المجتمعات والطبقات، وكان من نصيب المصريات أن حباهن الله بالكثير من نعمه وأفضاله، فالشهامة والجدعنة والكرم والصبر والاعتزاز بالنفس وصون الأرض والعرض والكرامة وغيرها الكثير هى صفات للمرأة المصرية التى حققت مكانة كبيرة فى المجتمع منذ العصر الفرعونى، فكانت أول ملكة حاكمة فى تاريخ البشرية، بالإضافة لدورها فى جميع المجالات كالطب مثل «بثت» التى حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة، والقضاء مثل «نبت» أم زوجة الملك «بيبى الأول» من الأسرة السادسة، ووصلت الكاتبات منهن لمناصب «مديرة - مراقب المخازن الملكية- سيدة أعمال - كاهنة»، كذلك كان للمرأة المصرية دور فى التاريخ الإسلامى فقد كرمها الله بأن جعل من سعى السيدة هاجر «زوجة أبوالأنبياء وأم سيدنا إسماعيل» بين الصفا والمروة من أجل إطعام وليدها آية يتعبد بها المسلمون فى شعائر فريضة الحج إلى يوم الدين، كذلك السيدة ماريا القبطية زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي كان بره بها ووفاؤه لها أحد أسباب الحديث الشريف: «إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرا فإن لنا فيهم نسبًا وصهرًا»، ومع مرور الأزمنة والأحداث التاريخية، وتداخل الثقافات بالاستعمار والتزاوج والاختلاط بالأجناس المختلفة حدث تغير فى طريقة التعامل مع المرأة، فبعد أن كانت مشاركة للرجل فى كل شىء ولها مكانتها المقدسة التى رأيناها فى المعابد والبرديات المصرية القديمة، تحولت إلى كائن مضطهد مكبوت يلوذ بالصمت والبيت مع «سى السيد»، ونتج عن ذلك العديد من المشكلات الاجتماعية وخاصة فى حالات الانفصال، مما استوجب سن قوانين لمحاولة حمايتها مما تتعرض له من عذابات تنخلع لها القلوب، ومنع ظلم وقسوة رجال لم يتعلموا حقيقة دينهم وعقيدتهم التى تلزمهم بالمودة والرحمة والاحترام للمرأة زوجة أو طليقة، فيخطئون فهم حق المرأة فى قوامة الرجل، والتى تعطيه تحمل مسئوليتها ورعايتها دون سلبها أيًا من حقوقها وهو ما لا يفهمه البعض ممن يعتقدون أن القوامة تعنى التحكم فى المرأة، وعدّ أنفاسها وسلبها حقًا يمنحها الرجل لنفسه!!، ولكن بعد تغير القوانين وتمكين المرأة من الحصول على حقوقها وحضانة أطفالها عن طريق التقاضى ومحكمة الأسرة، والمجلس القومى للمرأة الذى يوفر المختصين لمن تتعرض للانفصال ولا تستطيع أن تنال حقوقها، ظهر فى بعض الطبقات العليا والمتوسطة ظاهرة خطيرة توازى ظاهرة اضطهاد المرأة، وهى اضطهاد الرجل!!، فقد تجبر نساء ببعض الخلل فى القوانين وذلك بالاستحواذ على شقة الزوجية والزواج داخلها من رجل آخر!!، إلى جانب حرمان الأب من رؤية أطفاله بقانون الرؤية المخزى الذى لا يعطيه الحق سوى لثلاث ساعات أسبوعيًا وتحت رقابة!!، وفى الغالب تتحجج النساء المتسلطات بكثير من الحجج الواهية لعدم تنفيذه رغم إجحافه، وتكون النتيجة تأجيل الرؤية لعدة شهور!!، أو تفتعلن الشكاوى والمحاضر الكيدية ليضيع حق الرجل فى رؤية أطفاله حرصًا على ألا تتبدد كرامته ومكانته الاجتماعية، فينأى بنفسه عن مستنقع تبادل المحاضر والادعاءات الكاذبة، وقد سمعت فى فترة وجيزة عدة مشاكل لرجال يبكون حرمانهم من أطفالهم ومن كيد نساء أخذن على عاتقهن قهر الرجال وكسر أنوفهم والانتقام للسنين العجاف التى مرت بالمرأة فى عهود سابقة، فقد وصل الأمر بهن بادعاء وفاة الأب أمام أبنائه حتى لا يطالبوا برؤيته، ولا أعرف كيف تستطيع أم أن تقسو على أطفالها وتذيقهم مرارة اليتم حزنًا على الأب؟، واحترامًا منى لحقنا جميعًا فى الكرامة الإنسانية وتقدير المشاعر الفطرية النبيلة دون التحيز للمرأة ولكن للإنسان عامة، ومن كثرة تلك الحالات مع حالات أخرى لبكاء الأجداد لحرمانهم رؤية أحفادهم، قررت توجيه رسالة إلى د. مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة، وخاصة أنها سيدة راقية ومثقفة وتعمل ليلا ونهارا من أجل حماية المرأة عماد الأسرة ونواة المجتمع، فكما نطالب المجلس والحكومة وكل الجهات المعنية بالحفاظ على المرأة ورعاية حقوقها حفاظًا على المستقبل المتمثل فى الأبناء، أطالب أيضًا بتوفير الرعاية للرجال الذين يتعرضون للظلم من النساء ومحاولة مساعدتهم فى الحصول على حقهم الطبيعى فى رؤية وتربية أبنائهم، كذلك فى حصول الأطفال على حقهم فى البنوة الحقيقية وأخذ القدر الكافى من الرعاية والحنان والتنشئة الاجتماعية السوية، فلن يخلق العند والمكايدة والكذب إلا مرضى نفسيين ودوائر من الظلم والانتقام لا تنتهى، فأتمنى من د. مايا أن تتبنى تلك القضية وتكلف أحد مكاتب المجلس بتلقى الشكاوى، وكما يساند المرأة للحصول على حقها، عليه أن يساندها أيضا بكف يدها عن ظلم أطفالها وأبيهم عملًا بالحديث الشريف: «أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، والتى فسرها الرسول حين سأل، بأن معنى نصره ظالمًا بأن يمنعه من الظلم، فلا صالح لنا جميعًا إلا مصلحة الوطن بنشر فضيلة الرحمة والمودة وإن اختلفنا، وأن يسود العدل بلا تفرقة لنوع أو جنس، فلم تسن القوانين لإذلال الرجال، ولكن لمساندة المرأة ومنع تسلط رجل أفنت حياتها من أجله، علينا أن نزيل الاحتقان والتربص الذى ساعد على تفشى النفور بين الأزواج وقضى على الترابط الأسرى، وعلينا أن نتذكر جميعًا أن من لا يَرحم لا يُرحم.