الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

كيف تأسس "بيت المقدس"؟

أعلن نفسه فى الأيام الأولى لثورة ٢٥ يناير

جماعة أنصار بيت المقدس
جماعة أنصار بيت المقدس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القيادى الفلسطينى هشام السعيد وضع حجر الأساس فى غزة.. التنظيم يعتمد على الأفكار التكفيرية لسيد قطب وكتاب «إدارة التوحش».. عناصره مدربة بشكل عالى الكفاءة..ويضم فلسطينيين ولبنانيين وعراقيين وليبيين وأفغانا وشيشانيين.
أول ظهور للتنظيم كان بعد تفجير خط غاز العريش الذى يغذى إسرائيل.. مسئول عن مذبحة رفح الثانية ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق وقتل الضابط محمد مبروك وتفجيرى مديرتى أمن القاهرة والدقهلية وحادث الفرافرة.
لديه كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ والقذائف والألغام الأرضية المضادة للمركبات المدرعة.. بايع «البغدادى» فى نوفمبر ٢٠١٤ وتحول اسمه إلى «ولاية سيناء».. انضمت إليه عناصر جديدة محترفة مع إعلان ولائه لـ«داعش»
تعود جماعة «أنصار بيت المقدس» فى جذورها إلى الجماعات المسلحة التى فرت إلى شبه جزيرة سيناء وتوجهت إلى حمل السلاح منذ نهايات تسعينيات القرن الماضي، ويرجع تأسيسها وصولا للشكل الذى أصبحت عليه الآن إلى القيادى الفلسطينى (هشام السعيدني)، كطور جديد من أطوار جماعة «التوحيد والجهاد» التى تسمى أم الجماعات المسلحة فى سيناء، وكان السعيدنى أحد أمراء هذه الجماعة آنذاك لكنه كان من قيادات الجانب الآخر مقيما فى قطاع غزة استطاع السعيدنى مبكرا أن يكون على علاقة بما يسمى «مجلس شورى المجاهدين - أكناف بيت المقدس» الذى يضم تحالفات واسعة مع التنظيمات السلفية الجهادية فى القطاع ولم تخف تلك الجماعات تطابق توجهها الفكرى ومرجعيتها مع «تنظيم القاعدة».
ومثل جميع التنظيمات الجهادية المسلحة لا تعرف «أنصار بيت المقدس» حدودًا جغرافية لعضويتها فهى تضم عناصر من جنسيات مختلفة فضلا عن العناصر المصرية يأتى فى المقدمة القادمون من غزة حيث الجذر الأساسى للتنظيم ويضم أيضا ليبيين ويمنيين وسودانيين وعراقيين وجنسيات أخرى غير عربية.
ظهر التنظيم فى الأيام الأولى من ثورة يناير ٢٠١١م معلنا أن أول بيان له أنه سيتخصص فى تفجير خط تصدير الغاز لإسرائيل والأردن لحرمان العدو الإسرائيلى من الغاز المصرى ونفذ أولى عملياته بالفعل فى فجر يوم ٥ فبراير ٢٠١١م قبل رحيل نظام مبارك ثم توالت العمليات تباعا فيما بعد والتى وصل عدد عملياتها إلى ٢٥ عملية تفجير لخط الغاز و٥٠ هجوما انتحاريا أو مسلحا على النقاط الأمنية الثابتة وأشهرها «كمين الريسة» الواقع على الحد الشرقى لمدينة العريش، وكان ذلك فى إطار ابتزاز واضح من التيار الإسلامى (خاصة جماعة الإخوان) للمجلس العسكرى أثناء فترة حكمه الانتقالية، والشاهد على هذا التفسير أن العمليات قد توقفت مباشرة مع وصول الإخوان لسدة الحكم وتولى الرئيس المعزول محمد مرسى منصب الرئاسة.
مراحل تشكيل التنظيم
مر التنظيم بثلاث مراحل فارقة ساهمت فى تكوينه بشكل كبير، الأولى بدأت فى قطاع غزة عندما أسسه (هشام السعيدني) والذى انتقل إلى الأردن هربا من ملاحقة الأمن لأعضاء تنظيم التوحيد والجهاد والذى كان هشام عضوا فيه ليعود إلى سيناء مرة أخرى بعد هدوء مرحلة الملاحقات الأمنية فيما بعد اجتياح سكان القطاع للحدود المصرية فى العام ٢٠٠٨م، وبدأ على الفور يجدد اتصالاته بالجماعات الجهادية الموجودة فى سيناء لإقناعها بالانضمام تحت لوائه فى تنظيم جديد يكون مقره فى سيناء وفى غزة ثم سافر إلى القطاع، حيث أسس هناك (جماعة بيت المقدس) وكانت عناصرها فى البداية من الأردن ومصر وفلسطين.. اعتقلته سلطات حماس على خلفية تنفيذه عمليات ضدها لأنها لا تطبق الشرع من منظوره الفكرى الذى يعترف به، فقام أعضاء تنظيم بيت المقدس باختطاف أحد أهم مناصرى القضية الفلسطينية بداخل غزة وهو مواطن إيطالى الجنسية لتشن حماس على الفور حملة ضد تنظيم بيت المقدس لتحرير الرهينة الإيطالى فقامت الجماعة بقتله وهرب السعيدنى فى اللحظات الأخيرة ليتمكن بعدها من العودة مرة أخرى إلى سيناء.
مع عودة هشام السعيدنى إلى سيناء بدأت المرحلة الثانية فى حياة التنظيم حيث أنشأ السعيدنى (مجلس شورى المجاهدين - أكناف بيت المقدس) كما استطاع جمع عدة جماعات تكفيرية صغيرة مشتتة فى أرجاء سيناء لتنضوى تحت تلك اللافتة الجديدة وتحت قيادته، وشكل هذا الجهادى التنظيمى معظم المرحلة الثانية لتنظيم أنصار بيت المقدس لكنه ساهم فى دفعه للأمام بقوة وظل قائما بهذه الصورة إلى فبراير ٢٠١٣م حتى حدث التحول الثالث فى (مجلس شورى المجاهدين - أكناف بيت المقدس) ليتحول إلى تنظيم أنصار بيت المقدس.
مرجعية التكفير وعقيدة الجهاد
يعتمد «أنصار بيت المقدس» كغيره من التنظيمات السلفية الجهادية على الأفكار التكفيرية لسيد قطب حتى الآن، ويضيف إلى برامجه التثقيفية كتابات أخرى حديثة موغلة أكثر فى فكر التكفير ككتاب «إدارة التوحش» لمؤلف يكنى بأبى بكر ناجى صدر عن جهة مجهولة تدعى «مركز الدراسات والبحوث الإسلامية»، وهو كتاب صغير يتكون من حوالى ١٠٠ صفحة وغيرها من الأدبيات المشابهة وتقوم أفكار التنظيم على شقين أولهما عبادة الله وحده لا شيرك له والدعوة إليه وتكفير أى شخص لا يؤمن بذلك وثانيهما تعبيد الناس لله بالدعوة والقوة فى حال عدم الاستجابة وتحكيم الله فى كل شيء ولا خيرة لبشر فى ذلك وعلى ذلك فإنها تكفر الحاكمين والمحكومين الذين لم ينقلبوا على حكامهم الطواغيت الذين يفضلون الديمقراطية وهى حكم البشر على تطبيق الشريعة وهى حكم الله ويدعو التنظيم إلى قتال الجيش المصرى لا بوصفه فئة ممتنعة ولكن لكونه جيش حكومة كافرة بحكم الله.
كان الهدف من إنشاء تنظيم أنصار بيت المقدس فى بداية الأمر هو السعى نحو تحرير القدس من الاحتلال الصهيونى كما يتضح من التسمية وكما أعلن عن نفسه بداية داخل قطاع غزة لكنه سرعان ما أخذ منحى مغايرا تماما لم تشكل من أجله كما سنتابع مسيرته فيما بعد ثورة يناير ٢٠١١م وترتبط تلك الجماعة تاريخيا بجماعة «التوحيد والجهاد» رغم انفصالها عنها، وتنظيم «أنصار بيت المقدس» يأتى على رأس التنظيمات المسلحة التى تتبنى فكر القاعدة فى سيناء وتسير على نهجها وقد ارتبط بالكثير من العمليات الإرهابية فى مصر لكن كلا التنظيمين سيعودان للتحالف مرة أخرى فيما بعد ثورة ٣٠ يونيو والإطاحة بالإخوان، ويربط البعض بين هذا التنظيم وتنظيم القاعدة فى الجزيرة العربية بسبب تبنى هذه الجماعة أفكار تنظيم القاعدة واعتماد آلياته فى تنفيذ العمليات الإرهابية فضلا عن الاستخدام الإعلامى المكثف للرسائل المصورة التى تعبر عن الجماعة بنفس نهج القاعدة التى تعطى هذا السلاح أهمية بالغة وتستخدم أيضا هذه الجماعة نفس التعبيرات اللغوية التى تطلقها القاعدة على عملياتها فمثلا أطلقت اسم «غزوة التأديب» على عملية انتقامية لمقتل أحد عناصرها «إبراهيم عويضة» فى عملية اغتيال بوسط سيناء عن طريق تلغيم خط سيره على أيدى الموساد الإسرائيلى، وكان هذا ردا إسرائيليا على استهداف التنظيم لمدينة إيلات «بصاروخين جراد» وغزوة التأديب تلك كانت عملية إرهابية داخل الشريط الحدودى لإسرائيل قتل على إثرها اثنان من أعضاء التنظيم، فضلا عن وجود مقطع طويل مصور ومعد للعرض باحترافية ملحوظة يحمل تفصيلات تلك العمليات وينعى العضو إبراهيم عويضة ونشر هذا الفيديو على نطاق واسع فى الشبكة الإلكترونية واحتوى فصلا عن الرسائل الفكرية والتنظيمية مقدمة طويلة تثنى بوضوح على تنطيم القاعدة الأم وتتعهد فيه بالسير على نفس النهج وتورد مقاطع صوتية لزعيمها أسامة بن لادن فى مقدمة هذه الرسالة المرئية.
وليس هناك أصدق ولا أوضح من كلمات البيان الصادر عن الجماعة فى مرحلة التخبط داخل التسميات وأثناء ما كانوا يبذلونه من جهد تنظيمى من أجل توحيد التنظيمات المتناثرة فى سيناء تحت رايتهم الموحدة لتؤكد كلمات البيان مدى عمق ارتباطهم بتنظيم القاعدة وتقديم تحالفهم الجديد كأحد أفرع تنظيم القاعدة ومكانه شبه جزيرة سيناء، ففى ٢٣ يناير ٢٠١٢م صدر بيانهم الذى يبايعون فيه أيمن الظواهرى وتنظيم القاعدة جاء نصه:
«إلى أميرنا الحبيب وشيخنا المفضل أبى محمد أيمن الظواهرى حفظك الله ونصرك وأعانك من جنودك فى سيناء الحبيبة فى أرض الكنانة نبايعك على السمع والطاعة فى المنشط والمكره والعسر واليسر فارم بنا حيث شئت فلن ترى ولن تسمع منا إلا ما تقر به عينيك وتشفى به صدرك فلن نقر ولن نستسلم إلا على آخر قطرة من دمنا فى سبيل الله وحتى يحكم الإسلام بعون الله تعالى، وفقكم الله شيخنا الحبيب المجاهد إلى ما فيه الخير للإسلام والمسلمين ونسأل الله أن يحفظكم بحفظه وأن يحفظ قادة الجهاد فى كل مكان إنه ولى ذلك والقادر عليه».
واختتم البيان بتوقيع: «جنودكم فى جماعة أنصار الجهاد فى جزيرة سيناء».
كان هذا هو القول الفصل والتعبير المباشرمن التنظيم فى طوره الجديد وبعد أن نجح أن يضم لصفوفه مجموعة من التنظيمات الصغيرة والعديدة من الكوادر المدربة والهائمة داخل سيناء معلنا أنه سيمثل القاعدة على أرض سيناء من خلال صراع مفتوح مع النظام والأجهزة والمواطنين.
مسيرة جماعة أنصار بيت المقدس
على الرغم من أن القوة العسكرية لهذه الجماعة ليست ضخمة، ولكن السر وراء بقائها شوكة فى الظهر المصرى حتى الآن رغم الحصار الأمنى فى سيناء هو القدرة التنظيمية الكبيرة وسرية العمل فضلا عن تدفق الأسلحة والتمويل القادم إليهم من قطاع غزة كما أنهم مدربون بشكل عالى الكفاءة وهو ما ساعدهم على البقاء لفترة طويلة، وجميعها عناصر تجعل قوة هذه الجماعة مؤثرة فى الوضع الأمني.
وأضحى لجماعة أنصار بيت المقدس قوة تأثيرية أتت من قدرتها التنظيمية والتدريبات المكثفة التى تتوفر لها فى غزة من خلال ارتباطها الوثيق بالجماعات السلفية المسلحة الموجودة هناك، كما أصبح من الصعب اختراق بنيتها فى ظل وجود دعم دائم وإمداد لوجستى وتسليحى وبشرى قادما إليها عبر أنفاق غزة فضلا عن أن عناصرها تتحرك فى مناطق تعرفها جيدا، وكانت لها سيطرة عليها عقب ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١م لدرجة أن عناصرها كانت تتحرك علنا فى سيارات مسلحة بالتوازى مع دور جماعات حليفة لها «رقيبة دينيا وأخلاقيا» على المجتمع السيناوى حتى إنها أعلنت خلال ٢٠١١م عن إنشاء «محاكم شرعية» لفض النزاعات الاجتماعية بين المقيمين فى مناطق الحدود فى خطوة انعزالية واضحة عن أجهزة المجتمع.
ويطلق ذلك التنظيم على عملياته مسميات مثل «فتح» و«غزوة» فى الوقت الذى يستمر فيه باستقطاب قوى جديدة بإعلانه انضمام تنظيمى «أكناف بيت المقدس» و«شهداء الصخرة» إليه بالتنسيق مع تنظيم القاعدة، ويضم التنظيم أعدادا من شباب سيناء التابعين لقبيلتى السواركة والترابين وهى ميزة نوعية تساعده بقوة على تحقيق عنصر التأمين لنفسه وتساهم فى تطور التنظيم من خلال تلك الحاضنة القبلية ويتركز أنصار بيت المقدس فى الشريط الحدودى بين مصر وغزة فوجد التنظيم بقوة وينتشر فى منطقة جنوب مدينتى رفح والشيخ زويد فى قرية الماسورة والمهدية برفح والخروبة والسكاسكة والوادى الأخضر والليفتات بالشيخ زويد ومنطقة المزارع جنوب العريش وينتشر أيضا فى قرية بغداد والمغارة وجبل الحلال وجوز أبى رعد وأم شيحان بوسط سيناء وقريتى الخروم والرويسات بجنوب سيناء، وعدد أعضائه يصل -فى التقديرات- بين ١٥٠٠ عضو إلى ٢٠٠٠ عضو.
يضم التنظيم عناصر أجنبية من جنسيات متعددة أهمها الفلسطينيون الذين يشكلون من ٢٠٪ إلى ٣٠٪ من تشكيلاته وأعداد أقل من العراقيين واللبنانيين والليبيين كما يقول البعض بوجود أفغان وشيشان بين صفوفه ومع الأموال المتدفقة يؤكد أهالى سيناء والخبراء العسكريون أن التنظيم لديه أسطول من السيارات المسروقة وكميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ والقذائف والقنابل فضلا عن عدد كبير من الألغام الأرضية المضادة للأفراد وللمركبات المدرعة.
أعلنت (جماعة أنصار بيت المقدس) عن نفسها بشكل رسمى عقب ثورة يناير بانضمام عناصر فلسطينية تسللت من غزة للعناصر التكفيرية (بجماعة التوحيد والجهاد) بسيناء والاندماج فى كيان واحد توافقوا على تسميته جماعة «أنصار بيت المقدس»، وكان أول ظهور للجماعة بتبنيها تفجير خط غاز العريش الذى يغذى إسرائيل خلال عام ٢٠١١م، ثم عادت فى ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢م لتتبنى إطلاق صاروخ جديد على مدينة (إيلات الإسرائيلية) ونشرت وقتها «مقطع فيديو» لشرح كيفية تنفيذ العملية، وخلال عام ٢٠١٣م عادت أنصار بيت المقدس لتقصف مدينة إيلات الإسرائيلية بصاروخين استهدفا مخزنا للوقود ومدينة سكنية.
بدا أن الجماعة -كما تريد أن تقدم نفسها - تقصر عملياتها على العدو الإسرائيلى حتى سقط الرئيس المعزول مرسى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣م فغيرت بوصلة عملياتها مباشرة نحو أهداف فى الأراضى المصرية فاستدهفت الأكمنة الأمنية والمؤسسات الشرطية بسيناء وطورت من أساليبها، فتدربت بالتنسيق مع حركة حماس على استخدام الأساليب الانتحارية والتفجيرات عن بعد للعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، كما لعبت «حركة حماس» فى هذا التوقيت دور التواصل مع بعض عناصر «أنصار بيت المقدس» فى سيناء عقب إعلان حركة تمرد يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣م التظاهر ضد محمد مرسى لتقريب وجهات النظر بينهم وبين جماعة الإخوان والتأكيد على أن سقوط محمد مرسى من شأنه أن يقضى على أى محاولات مستقبلية لتطبيق الشريعة، وقدموا لهم الدعم المادى وأمدوهم بالأسلحة والقذائف والصواريخ وكان لوجود العناصر الفلسطينية بجماعة أنصار بيت المقدس كبير الأثر فى تدريب أعضاء التنظيم بصورة متطورة على كيفية قصف الصواريخ واستخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقيام بأعمال التفجيرات عن بعد.
كان التنظيم قد قام بعملية كبيرة قبل تولى محمد مرسى منصب الرئاسة لفتت إليه الأنظار بقوة عندما خطط ونفذ تدمير وحرق «قسم شرطة ثان العريش» وذلك عندما قامت مجموعة من «الملثمين» قدر عددها بنحو ٢٠٠ فرد بمهاجمة قسم الشرطة الذى يقع فى وسط مدينة العريش واستخدموا فى ذلك أسلحة متطورة (آر بى جي، وقنابل وأسلحة آلية متوسطة وثقيلة) وتصدت لهم قوات من الشرطة والجيش لتسفر الاشتباكات التى استمرت ٦ ساعات عن مقتل ٥ أشخاص بينهم ضابطان أحدهما من الشرطة والآخر من القوات المسلحة إضافة إلى إصابة ١٩ شخصا بجروح خطيرة، كانت تلك العملية تمثل سابقة هى الأولى من نوعها فى مصر، كما دشنت أول تحالف تنظيمى بين أنصار بيت المقدس وجماعة التوحيد والجهاد ثم استكمل هذا التحالف عملياته بقتل ضابط شرطة بالسياحة وشرطى آخر أمام مسجد الإسكندرية بالعريش لتتوالى بعد ذلك سلسلة متتابعة من عمليات استهداف رجال الشرطة والقوات المسلحة، سقط فيها العشرات من الضحايا وكانت تتم فى أغلبها فى محيط مدن العريش والشيخ زويد ورفح حتى دخل التنظيم فى مرحلة هدوء ظاهرى بعد تولى محمد مرسى منصب الرئاسة.
كسر التنظيم فترة الهدوء الظاهرى فى نهاية عام حكم الإخوان بعملية خطف الجنود السبعة فى مايو ٢٠١٣م والتى جاءت مباغتة، وشكلت فى تفاصيلها النواة الحقيقية لبداية التفاوض بين جماعة الإخوان المسلمين -والتى كانت على رأس السلطة آنذاك- وأنصار بيت المقدس ووضعت خلاله أسس التنسيق بينهما فيما تم بعد ثورة ٣٠ يوينو، وسنذكر تفصيلات تلك العملية لاحقا، حيث شكلت متغيرا فارقا لكل الأطراف فى هذا التوقيت الدقيق -قبل ثورة يونيو بأيام.
استؤنف العمل الإرهابى بصورة أكثر ضراوة من قبل التنظيم فيما بعد سقوط الإخوان، عندما أعلنت الجماعة مسئوليتها عن مقتل ٢٥ من جنود الأمن المركزى فى ١٩ أغسطس ٢٠١٣م فى عملية عرفت إعلاميا باسم «مذبحة رفح الثانية»، ثم محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق المصرى اللواء محمد إبراهيم فى سبتمبر ٢٠١٣م عقب استهداف موكبه فى حى مدينة نصر فور خروجه من منزله وأسفر الحادث عن إصابات عديدة بينها عدد من أفراد الشرطة، وبعدها بثت «أنصار بيت المقدس» فيديو عبر الإنترنت تعلن فيه مسئوليتها عن تنفيذ العملية، ذكرت فيه أن منفذ العملية رائد سابق بالجيش المصرى «وليد بدر» متطرف فكريا وتم فصله من الخدمة فى العام ٢٠٠٥م انتقاما لما سماه بيان الجماعة «مجازر دار الحرس الجمهوري، رابعة العدوية، رمسيس، والإسكندرية»، وقد حرص التنظيم على أن يظهر هذا الضابط فى الشريط المصور بملابس عسكرية -لوحظ أنها من النوع القديم الذى تم تغييره منذ سنوات- حتى يبدو لمن لا يعرف تلك التفاصيل الدقيقة أن هناك ضابطا بالجيش يقوم بعملية اغتيال لوزير الداخلية المصري.
بعدها تبنى التنظيم الهجوم بسيارة مفخخة على مديرية أمن جنوب سيناء فى أكتوبر ٢٠١٣م واستهداف مبنى المخابرات العسكرية فى الإسماعيلية فى الشهر نفسه، وفى نوفمبر ٢٠١٣م أعلن التنظيم مسئوليته عن مقتل المقدم محمد مبروك مسئول ملف الإخوان المسلمين فى جهاز الأمن الوطنى -أمن الدولة سابقا- فى عملية معقدة تمت بحى مدينة نصر شرق القاهرة بجوار منزل الضابط لتلقى هذه العملية بظلال كثيفة عن مدى التعاون الذى يتم بين التنظيم وبين جماعة الإخوان المسلمين فيما عرف حينها بمصطلح «الإرهاب بالوكالة» كما تم القبض بعدها على أحد ضباط الشرطة العاملين بمديرية أمن القاهرة، والذى ثبت من التحريات تورطه فى تزويد التنظيم بمعلومات عن خط سير ضابط الأمن الوطنى ومواعيد تحركاته، وذلك بعد أن نجح التنظيم فى تجنيد هذا الضابط لشراء تلك المعلومات منه مقابل المال.
كانت تلك الفترة الزمنية نهاية عام ٢٠١٣م وبداية عام ٢٠١٤م هى الفترة الذهبية من عمر التنظيم، والذى كان فيها قد نجح فى ضم كل من تنظيمى «التوحيد والجهاد» و«كتائب الفرقان» ما شكل له نقلة نوعية فى مستوى الأداء العملياتى وشهدت تلك الفترة بالفعل زخما من التصعيد ضد أجهزة الدولة بشكل أصبح فيه اسم «أنصار بيت المقدس» مرادفا للضربات الإرهابية النوعية القادرة على الوصول لأى نقطة داخل سيناء وخارجها.
فى ديسمبر ٢٠١٣م تبنى التنظيم تفجير مديرية أمن الدقهلية (بدلتا مصر - مدينة المنصورة) والذى أسفر عن مقتل ١٦ كان من بينهم ١٤ من ضباط الأمن وتدمير المبنى وما حوله بصورة كبيرة، ثم مهاجمة كمين أمنى فى محافظة بنى سويف بشمال الصعيد أودى بحياة ٦ من رجال الشرطة فى سياق استهدافات متكررة للنقاط الأمنية الموجودة بالعاصمة ومحافظات الدلتا، ما فسر بأن التضييق والملاحقة التى تتم داخل سيناء من قبل قوات الجيش وأجهزة الأمن دفعت التنظيم إلى عبور القناة غربا ليمارس ضرباته والتى أخذت منحى أشد خطورة بنزولها للكتلة السكانية الأكبر والأهداف الأكثر اتساعا وامتدادا.
فى يناير ٢٠١٤م نفذ التنظيم أخطر وأقوى عملياته بتفجير مديرية أمن القاهرة (بوسط العاصمة) ليعقبها بعد ذلك إسقاط مروحية عسكرية بسيناء بالقرب من مدينة الشيخ زويد عن طريق استهدافها «بصواريخ جراد» أثناء قيامها بطلعة روتينية لتفقد الحالة الأمنية ورصد منطقة الشريط الحدودى الشرقى، ثم اغتيال لواء شرطة مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية فى نفس الشهر أيضا بالتزامن مع احتفال المصريين بذكرى ثورة يناير.
حاول التنظيم أن يخرج من دائرته الجغرافية التى يُلاحق فيها من قبل الأجهزة الأمنية، ففى شهر فبراير من العام نفسه قام التنظيم بتفجير انتحارى لحافلة سياحية بمدينة طابا أسفر عن مقتل سائحين من كوريا الجنوبية إلى جانب سائق الحافلة وقال التنظيم فى بيان له إن الهجوم «جزء من الحرب الاقتصادية ضد النظام الخائن فى مصر»، وأضاف البيان «سوف نراقب عن قرب تحركات هذه العصابة الخائنة من العملاء وسنستهدف كل مصالحهم الاقتصادية بهدف غل أيديهم عن إيذاء المسلمين»، ومثل الهجوم تحولا فى طبيعة الأهداف التى تتعرض لهجمات فى سيناء نحو استهداف المجموعات السياحية التى تزور شبه الجزيرة المصرية.
واستمرارا للبحث عن أهداف غير متوقعة من قبل أجهزة الأمن توجه بإحدى أقوى وأخطر خلاياه فى ٢٢/٧/٢٠١٤م ليستهدف التنظيم نقطة عسكرية فى الفرافرة بطريق الواحات البحرية - الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد وأسفر عن استشهاد ٢١ مجندا وضابطا وإصابة ٤ آخرين ومقتل ٤ من منفذى الهجوم وليعود مرة أخرى فى يوم الجمعة ٢٤/١٠/٢٠١٤م إلى سيناء حيث قام التنظيم بأكبر عملية إرهابية فى سيناء خلال ٤ سنوات وهى الهجوم على نقطة عسكرية «بكرم القواديس» جنوب مدينة الشيخ زويد والذى أسفر عن استشهاد ٣٠ مجندا وضابطا وإصابة ٢٩ آخرين.
ما ظهر من قدرات التنظيم فى هاتين العمليتين الأخيرتين كان يشى بأن التنظيم قد تلقى دعما نوعيا من الخارج متمثلا فى عناصر جديدة مدربة تدريبا مميزا فضلا عن أنواع جديدة ومتطورة من التسليح، ما أضفى على التنظيم طابعا عسكريا أقرب لعمل الميليشيات التى تستطيع عناصرها التعامل بكفاءة مع كافة أنواع الأسلحة المتنوعة، وبدا التنظيم وكأنه من خلال تلك العمليات الكبيرة يدشن انتقاله لمرحلة جديدة سرعان ما أفصحت بالفعل عن نفسها لينتقل فيها نقلة تنظيمية هائلة إلى الأمام، ففى يوم ١٠/١١/٢٠١٤م قام تنظيم أنصار بيت المقدس ببث مقطع صوتى يعلن فيه بيعته لأبى بكر البغدادى أمير تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وجاء نصه:
جماعة أنصار بيت المقدس
محرم ١٤٣٦ هـ - نوفمبر ٢٠١٤م
■ ■ ■
بسم الله الرحمن الرحيم
القسم الإعلامى لجماعة أنصار بيت المقدس يقدم:
كلمة صوتية بمبايعة خليفة المسلمين:
أبى بكر البغدادى
وانضمامها للولة الإسلامية
■ ■ ■
«بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز الوهاب، منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، وهازم الأحزاب، القائل فى كتابه الكريم:
(يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) [الصف:١١].
والصلاة والسلام على الضحوك القتال ومن بعث بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده صلى الله عليه وسلم هو القائل فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم من حديث ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالي)
أما بعد،
فبعد عقود من الزمن ظل المسلمون يتجرعون فيها كئوس الذل والهون والظلم والطغيان على أيدى الطغاة من عملاء اليهود وحلفائهم أذن الله أن ترفع راية الجهاد فى بلادنا، ويشرفنا سبحانه لنكون من جنده الذين اختارهم لقتال أشد أعداء الأمة اليهود فنلنا منهم نيلا عظيما وأثخنا فيهم الجراح فى العديد من الغزوات كأم الرشراش وغيرها، فقام أعوانهم وحراسهم من الطغاة والمرتدين ليحولوا بيننا وبينهم وجاءوا إلينا بخيلهم وخيلائهم ليدكوا الأرض ويلهكوا الحرث والنسل يريدون بذلك أن يستأصلوا شأفتنا ويسلبوا كرامتنا فهبت ليوثنا ليردوا عاديتهم وحماقتهم قال تعالي: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) [البقرة:١٩٣].
وقال سبحانه: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) [التوبة:١٤].
وما زالت سيوفنا مسلولة عليهم حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا والحرب بيننا وبينهم سجال، وهذا هو الحال فى العديد من بلاد المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، حرب صليبية شعواء على الإسلام وأهله من اليهود والصليبيين وأعوانهم من طواغيت العرب والروافض والمرتدين وكان النصيب الأكبر من هذه الحرب على إخواننا المجاهدين فى العراق والشام التى هى عقر دار المؤمنين وخيرة الله من أرضه وفيها خيرة جنده فارتوت الأرض بدماء الشهداء وتضحياتهم وتجلت معية الله بالنصر والتمكين لعباده المؤمنين فمرغوا أنوف الكافرين وحلفائهم وأثلجوا صدور المسلمين وضعفاءهم بانتصاراتهم وفتوحاتهم وتوالت الانتصارات والفتوحات حتى بزغ فجر جديد وعز مجيد بقيام دولة للمسلمين وارتفعت راية التوحيد وأقيمت الشريعة وطبقت الحدود وأزيلت الحواجز وكسرت السدود وأعلنت الخلافة فى العراق والشام واختار المسلمون خليفة لهم هو حفيد لخير الأنام فلم يسعنا والحال هذه إلا أن نلبى داعى الله قال تعالي: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [آل عمران:١٠٣]، وقال رسول الله صلى الله على وسلم: «من مات وليس فى عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية»، فطاعة لأمر الله عز وجل وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم بعدم التفرق ولزوم الجماعة نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد بن إبراهيم القرشى الحسينى على السمع والطاعة فى اليسر والعسر والمنشط والمكره وأثره علينا وألا ننازع الزمر أهله إلا أن نرى كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان وندعو المسلمين فى كل مكان لمبايعة الخليفة ونصرته طاعة لله وتطبيقا لواجب العصر المضيع.
فالحمد لله الذى أنعم علينا بقيام دولة للمسلمين تجمع شملهم وتوحد كلمتهم وتعيد لهم عزتهم وكرامتهم بعد أن ضيعتها أجيال الوهن لعقود من الزمن.
ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أوجه رسالة لأهلنا فى مصر:
ماذا تنتظرون بعد انتهاك أعراضكم وسفك دماء أبنائكم على يد هذا الطاغوت الأرعن وجنوده ومتى ستسل سيوفكم فى وجه أعدائكم لتزيلوا هذا العار عن كواهلكم؟.. أرضيتم الذل والهوان؟!
قال تعالي: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (٧٥) الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا) [النساء: ٧٥ ، ٧٦].
فلا خلاص لكم من هذا الذل والصغار إلا أن تجاهدوا فى سبيل الله وتقاتلوا أعداء الله، قال صلى الله عليه وسلم: (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا) فلن تنفعكم السلمية المخزية ولا الديمقراطية الكفرية وقد رأيتم كيف أودت بأصحابها وأربابها ولئن تموتوا بعزة وكرامة خير من أن تعيشوا أبد الدهر فى ذلة ومهانة والسعيد من اتعظ بغيره.
وأما رسالتى لإخوانى المجاهدين فى كل الجبهات إلى ماذا ترومون وبأى شيء تطمحون؟
أبعد أن قامت دولة للإسلام والمسلمين ونصب عليهم خليفة وأمير للمؤمنين فإذا بكم تتقاعسون عن نصرتها وتتخاذلون من الموقوف تحت رايتها فى الوقت الذى تكالب عليها العالم بأسره فما بالكم وما هو عذركم يا معشر المجاهدين؟
فاجتماعكم قوة وتفرقكم ضعف وعزها عزكم لو تعقلون.
ولا خير فيكم إن خلص إليها وفيكم عين تطرف ولا أحسبكم فاعلين.
فاحسموا أمركم واجمعوا شتاتكم وانصروا دولتكم فأنتم بها وهى بكم..
ووالله، إنها لعلى الحق المبين ومؤيدة بنصر الله القوى المتين فاتقوا الله ربكم ولا يغرينكم الشيطان بهمزه ولمزه إنه لكم عدو مبين.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
اللهم انصر عبادك المجاهدين وانصر دولة الإسلام والمسلمين وأعن أميرها أمير المؤمنين وهيئ له البطانة الصالحة.
اللهم عليك بكل من تحالفوا على هذه الدولة اللهم اجعل كيدهم فى نحرهم واجعل تدبيرهم تدميرهم واجعل الدائرة عليهم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين».
وفى يوم ١٤/١١/٢٠١٤م أعلن «أبوبكر البغدادى - زعيم تنظيم الدولة الإسلامية - داعش» قبوله بيعة التنظيم فى سياق مقطع صوتى له قال فى جزء منه:
«أبشروا أيها المسلمون فإننا نبشركم بإعلان تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة إلى بلاد الحرمين واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر ونعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا فى تلك البلدان وإلغاء اسم الجماعات فيها وإعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلامية وتعيين ولاة عليها، كما نعلن قبول بيعات من بايعنا من الجماعات والأفراد فى جميع تلك الولايات المذكورة وغيرها ونطلب من كل فرد منهم اللحاق بأقرب ولاية إليه والسمع والطاعة لواليها المكلف من قبلنا.
ويا أبناء العقيدة فى سيناء الحبيبة هنيئا لكم وأبشروا.. هنيئا لكم أيها الرجال.. هنيئا لكم قيامكم بواجب الجهاد ضد طواغيت مصر.. هنيئا لكم نصرتكم بيت المقدس.. هنيئا لكم إرهاب اليهود وما عسانا أن نقول لكم وقد كسرتم أغمادكم وأحرقتم سفنكم ومضيتم تشقون طريقكم فى الصخر صابرين على المر قابضين على الجمر صابروا وأبشروا فلينصركم الله».
وبعد ساعات قليلة من نشر هذا المقطع الصوتى قام تنظيم «أنصار بيت المقدس» بتغيير اسمه المستخدم فى مواقع التواصل الاجتماعى «تويتر» إلى اسم «ولاية سيناء» وفى اليوم التالى أذاعت «ولاية سيناء» من خلال المواقع الجهادية ومواقع التواصل الاجتماعى فيديو يحمل اسم «صولة الأنصار»، تضمن الفيديو العديد من مشاهد تفجير خط الغاز واغتيال العديد من ضباط ومجندى الجيش والشرطة وعمليات اغتيال لبعض المدنيين وتصوير توثيقى لعملية «كرم القواديس» وانتهى بخطبة من شخص يدعى «أبوأسامة المصري» وبعد هذا البيان وهذه المبايعة وانتقال التنظيم إلى طوره الجديد كفرع معتمد لتنظيم داعش الأم الموجود فى سوريا والعراق انتقل التنظيم بعملياته إلى طور جديد قدم فيه نفسه بالعناصر الجديدة المحترفة التى وصلته وبالطفرة التسليحية التى ظهرت معه على مسرح العمليات فقام بتنفيذ مجموعة متوالية من العمليات النوعية.
فى مساء يوم ٢٩/١/٢٠١٥م قام التنظيم بشن هجوم على «مقر الكتبية - ١٠١» بالعريش ومديرية أمن شمال سيناء بالتزامن مع مهاجمة العديد من المقرات الأمنية الأخرى وأسفرت عن استشهاد ٢٩ ما بين مجند وضابط و٤٣ مصابا منهم ٢٨ عسكريا و١٥ مدنيا وشهدت مدن رفح والشيخ زويد والعريش مجموعة من الانفجارات منها استهداف فندق القوات المسلحة بالعريش بقذيفتى هاون وفندق ضباط الشرطة بالعريش بقذائف هاون كما تعرضت بعض الكمائن بمدينة الشيخ زويد لإطلاق النيران من جميع الجوانب وسقوط صواريخ عليها، وفى رفح تم الهجوم على أحد المقرات العسكرية وتعرض كمين الماسورة إلى إطلاق نيران شديدة.
وفى ١٢/٤/٢٠١٥م قام التنظيم بهجوم متزامن على (قسم ثالث العريش - تفجير مدرعة بالشيخ زويد - هجوم مسلح على كمين الماسورة برفح) أسفر هذا الهجوم الثلاثى عن استشهاد ١٤ من مجندى وضباط الشرطة والجيش وإصابة العشرات ما بين مدنيين وأفراد قوات مسلحة وشرطة.
وبتاريخ ١٦/٥/٢٠١٥م استهدف التنظيم سيارة مدنية بمدينة العريش تقل عددا من القضاة لنقلهم من مقر عملهم إلى محل إقامتهم وأسفر عن استشهاد ٣ قضاة وسائق السيارة وجاءت هذه العملية بعد ساعات من الحكم على بعض قيادات الإخوان من أعضاء مكتب الإرشاد وآخرين بإحالة أوراق بعضهم إلى مفتى الجمهورية للنظر فى إعدامهم فى إحدى القضايا المتهمين فيها والمنظورة أمام إحدى الدوائر الجنائية بالقاهرة.
ثم بعدها فى يوم الأربعاء الموافق ١/٧/٢٠١٥م قام التنظيم بأكبر وأضخم هجوم إرهابى فى سيناء، حيث هاجم ما يزيد على ٢٠٠ مسلح ١٢ موقعا وتمركزا أمنيا فى الشيخ زويد مستخدمين الأسلحة الثقيلة والخفيفة والصواريخ الموجهة وصواريخ مضادة للطائرات وقذائف الآر بى جى فضلا عن السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ونجحت القوات المسلحة فى صد الهجوم الذى أسفر عن استشهاد ١٧ مجندا وضابطا من القوات المسلحة ونتج عنه تكبيد العناصر المهاجمة خسائر فادحة فى المعدات والأفراد ومقتل ما لا يقل عن ٢٠٥ مسلحين واستمرت هذه المعركة بين القوات المسلحة والعناصر المهاجمة لما يقارب ١٢ ساعة متواصلة.