الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مذبحة فاطمة ناعوت تعود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا يا أسيادنا، معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة، وعايزة حد يفهمنى، وأكيد فيه ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين.. مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا، وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين يفهمنا ويفهم الناس الكلام اللى بيتقال ومش فاهمينه.
حد يفهمنا.. كل عام ومصر بناسها وأهلها (بخير عيد سعيد) على الأمة الإسلامية جميعا ربنا يتقبل منا وقوفنا بعرفة وأن يغفر ذنوبنا ويتقبل خير أعمالنا لوجه الله تعالي.. جاء العيد وتذكرت مذبحة فاطمة ناعوت وحديثها عن (شريعة الذبح فى عيد الأضحي) واصفة أضحية العيد بأنها مذبحة يساق إليها (ملايين الكائنات البريئة التى تقام منذ عشرة قرون) ومع ذلك ذكرت فاطمة أن هذه الدماء الكثيرة كانت بسبب كابوس لأحد الصالحين وهو يذبح ابنه.. حد يفهمنا هل هذا هو رأى فاطمة ناعوت فقط ؟! أم هناك من المسلمين أو غير المسلمين يرون وحشية هذا اليوم ويصفونها بالمذبحة ولى هنا تعليق على ما قالته فاطمة ناعوت فى أن أحد الصالحين قد رأى كابوسًا.. عفوًا سيدتى لم يكن أحد الصالحين بل كان نبى الله وخليله إبراهيم عليه السلام وهى مرتبه أعلى من مرتبة الصالحين، ورؤى الأنبياء هى أوامر من عند الله تعالى ليختبر بها عبده وكان ابتلاء الله له كما جاء فى كتابه عز وجل عظيمًا (إن هذا لهو البلاء المبين) فقد كان امتحانًا بذبح ولده والتسليم بقضاء الله، فقد جاء فى كتابه العزيز (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِى الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِين. وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا. إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ) ولم تنته القصة إلى هذا الحد بل أصبح الذبح من الشعائر الرئيسية فى الإسلام للتقرب إلى الله والعطف على الفقراء والتودد بعمل الصدقات إلى الله عز وجل، والأدلة من القرآن على أنه ليس مجرد كابوس لقتل الحيوانات بل إلزام ففى قوله تعالى (فصل لربك وانحر) وهنا فسر العلماء هذه الآية بأكثر من معنى، هناك من يقول إن من أسباب نزولها أن الرسول كان ينحر فى الأول ثم يصلى لذلك أمره الله أن يصلى فى الأول ثم ينحر، ومن العلماء من قال إن الصلاة هنا صلاة عيد الأضحى ثم الذبح، وهناك أيضا من فسر هذه الآية بأن الصلاة هنا هى المفروضة على المسلمين وهى الخمس صلوات ثم يسأل ربه ماشاء وهى الركيزة الأولى لإقامة الدين ثم التودد إلى الله بالذبح وإعطاء الفقراء والصدقات ثم دعونا نتأمل كلمه (انحر)هنا إمر من الله تعالى للمسلم بذبح الإبل ولم يقل (اذبح) لأن الذبح شامل الطيور والأنعام البهائم والإبل.. وغيرها لكن (النحر) يخص الإبل فقط كما قال علماء المسلمين، وإذا كانت ناعوت ترى أنها تملك من رقة المشاعر والأحاسيس ما يجلعها لا تستطيع رؤية الدماء والحيوانات تقتل فى هذا اليوم وأنها أرحم من خالقها الذى يتصف بالرحمة (فهو الرحمن الرحيم) وقد قدر الله للإنسان مكانته فى الأرض وجعله السيد على جميع الكائنات وقد أحل الله له ما يشتهيه من اللحوم والطيور والثمرات لاستكمال ذرية بنى آدم فى الحياة وجاء فى كتابه عز وجل (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) ومع هذا فإن للحيوانات حقوقا فى الإسلام فى معاملتها، فقد أوصانا الدين الإسلامى بالرفق بالحيوان وليس تعذيبه فقد (لعن النبى عليه السلام من مثل بالحيوان) ويعتبر هذا جريمة فى نظر الشريعة الإسلامية، وقد أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بالإحسان إلى الحيوان، واحترام مشاعره وعدم قتله أكثر من مرة نفسيًا عند اقتياده للذبح، فقد روى عن شداد بن أوس قال: سنتان حفظتهما عن رسول الله قال.. (إن الله قد كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فاحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحة) وأيضًا من رحمة النبى عليه السلام على الشاه التى سوف تذبح قوله لرجل أضجع شاهًا يريد أن يذبحها وهو يحد شفرتها فقال له (أتريد أن تميتها موتتين. هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها، فالرسول يشفق عن تعذيب الحيوان نفسيًا برؤيته آله الذبح (السكين) ومن ثم يموت فى الثانية ألف مرة فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا. أعاد الله هذه الأيام المباركة علينا جميعا وعلى أمتنا الإسلامية بالخير والسلام والأمان اللهم تقبل منا خير أعمالنا فأنت أعلم بالنوايا.. يا أرحم الراحمين.