الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

5 صفات مريمية تصنع أسطورة "الفتاة التي تغير العالم"

مريم العذراء
مريم العذراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كيف تستطيع فتاة عمرها أربعة عشر عامًا أن تغيّر العالم؟. عاشت مريم فى مجتمع متشدد، وفى زمان انتشر فيه ظلم المرأة، ولم تكن المرأة قادرة على إعالة وحماية نفسها فى مجتمع يستخف بها، ومع ذلك فإننا عندما نتأمل حياة مريم العذراء، نكتشف عدة عناصر حولت هذه الفتاة البسيطة إلى أعظم امرأة عرفها التاريخ. ليس ذلك فحسب، بل هى أيضا نموذج للتلميذ المسيحى ونقطة تحول فى تعامل الله مع البشر. 
واتسمت حياة مريم بعناصر تلمذة حقيقية، وهي: النعمة والإيمان والخضوع والتسبيح، فقررت السماء أن تأخذ المبادرة، وتمنح مريم شرفا بدون استحقاق. فلم تفعل مريم أمرا لتستحق أن تكون أمًا للمسيح ولم تكسب أمومتها للمسيح بعد أن حققت أكبر عدد من الانتصارات الروحية.
كانت فتاة الناصرة، العذراء المباركة، فى بداية حياتها ولكنها كانت منفتحة أن تقبل نعمة الله وهديته المجانية، إذ منحها الله كنز السماء ومشتهى كل الأمم. بعد أن كان منعمًا عليها من الله، وبعد أن وجدت نعمة عند الله، سكنت فيها نعمة الله المخلصة لجميع الناس ولقد ظهرت النعمة فى مواقف مريم.
بالرغم من اضطرابها من كلام الملاك جبرائيل لم تبح بما فى قلبها، وبالرغم من استحالة قول الملاك وعدم وجود حالات مشابهة فى العهد القديم، لم تتسرع فى إصدار الأحكام والقرارات، بل وجهت سؤالًا استفهاميًا وعندما علمت أن اليصابات حامل توجهت لخدمتها وذهبت بسرعة، وعندما قال لها سمعان الشيخ إن السيف سيخترق قلبها لم تعترض أو تجادل.
وعندما أخبرها المجوس بقصتهم حفظت كلامهم فى قلبها، وكانت تتفكر وتتأمل بخطة الله، لقد امتلأت حياتها بالنعمة الإلهية. اختبرت مريم حضور الله بصورة متميـزة. أحست بحضوره بالنبوّات التى سمعتها من كلمة الله وشعب الله: سمعان الشيخ وحنة النبية واليصابات. واختبـرت حضوره بواسطة الملائكة الذين ظهروا لها وظهروا أيضا ليوسف خطيبها وظهروا مرة أخرى للرعاة.
فكرت فى حضور الله بواسطة النجم الذى قاد المجوس إلى الطفل يسوع. ولكنها تمتعت بأعظم حضور لله، عندما حل عليها الروح القدس وسكن فيها ابن الله. وصارت ترى الله كل يوم عندما تأكل وتشرب وتلعب وتتحدث إلى الجيران. لقد كان الله معها فى كل مكان وشكل حضوره كل حياتها ورغباتها وأحلامها.
ثالثا، تمتعت مريم العذراء بالإيمان. ولقد قالت عنها اليصابات: «طوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب». آمنت مريم أن الله سيدبر الأمور مع خطيبها يوسف، وأنه سيرتب الأمور مع المجتمع الذى قد يتهمها بأمور ترعب كل فتاة يهودية فى زمنها. وآمنت بقول الملاك المتعلق باليصابات وآمنت بأنها ستحبل دون زرع بشر. وآمنت أنها ستنجو من سطوة هيرودس. لقد آمنت أنه «ليس شيء غير ممكن لدى الله».
رابعًا، امتازت مريم بالخضوع لله. فقالت للملاك: هوذا أنا أمة الرب. ليكن لى كقولك. وخضعت للرئاسات والسلاطين. فبالرغم من أنها حامل فى شهرها الأخير تركت الناصرة لتطيع أمر أوغسطس قيصر، وتذهب إلى بلدها فى بيت لحم، لأنها من بيت داود وعشيرته. وخضعت ليوسف خطيبها عندما أخبرها أن الله يريد منهم أن يغادروا أرض إسرائيل ويهربوا إلى مصر. وخضعت لصوت الله عندما طلب منها أن تعود إلى أرض إسرائيل وخضعت ليوسف الذى طلب منها أن تسكن فى الناصرة.
خضعت لله عندما كلمها بكلمته أو عن طريق ملاك أو عن طريق يوسف أو حتى عن طريق السلطات. فهى تعلم أن العلى متسلط فى مملكة الناس. 
خامسا، كانت مريم امرأة مسبحة تترنم لله وتعظمه. فلقد سبحت الله لأنه أكرمها بميلاد المسيح منها، ولأنه صنع عظائم ولأنه رحيم نحو شعبه ولأنه ينصر المهمشين والضعفاء والفقراء والمظلومين. هذه الصفات الموجودة فى مريم هى طريق كل تلميذ يتبع المسيح بصدق وأمانة. فيجب علينا أن نختبر نعمة الله ونقبل هديته المجانية العظيمة أى يسوع المسيح. ويجب أن نكون فى محضر الله كل حين، مؤمنين بكلامه وخاضعين ومسبحين أعماله وطبيعته.