الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

كمال حبيب يصدر "أزمة الحركة الإسلامية في مصر.. قراءة جديدة في الأفكار والتحولات"

 الدكتور كمال حبيب
الدكتور كمال حبيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في كتابه "أزمة الحركة الإسلامية في مصر.. قراءة جديدة في الأفكار والتحولات"، الذي صدر مؤخرا عن سلسلة كتاب الجمهورية، للزميل الدكتور كمال حبيب، يرصد المؤلف أزمة الحركة الإسلامية في مصر.. بعد وصول أكبر وأقدم جماعاتها وهى الإخوان المسلمين متحالفة مع بقية القوى الإسلامية إلى السلطة في مصر ثم خروجها منها، في أوضح دليل على الأزمة المستحكمة، والمأزق الذي تواجهة الحركة الإسلامية، ذلك المأزق الناجم عن طبيعة الأفكار والمسارات والتحولات التي تعترى تلك الحركة.
ويرى المؤلف أن التنظيمات الإسلامية اليوم تجتهد لنفسها في مواجهة أمتها ولاتجتهد لامتها لحمايتها من تغول الفهم الخاطىء للدين، والادهى أنها وفى تمحورها حول ذاتها، وخدمة مصالحها الضيقة، لاتطرح تفسيرا صحيحا لمناهج فهم الشريعة والدين بما يجعلها أدوات لهدم الدول بعد تحولها لعنصر انقسام يعود بنا إلى عصور الانقسامات الكبرى في تاريخ الإسلام حين ظهرت حركات الخوارج رافعة شعار الحاكمية "إن الحكم إلا لله" في مواجهة على بن أبى طالب رضى الله، كما تعود بنا هذه التنظيمات إلى الانقسام الكبير الذي أحدثه الشيعة في جسد الامة حول مسألة الامامة، وهنا حين تستبطن تلك الجماعات أنها جماعة المسلمين وليست جماعة من المسلمين كما تدعى، فإنها تضع نفسها في مواجهة أمتها وتصبح عنصرا للشقاق والخلاف والانقسام الذي يعرض وحدة بلدان المسلمين واستقرارها وعقائدها للتحدى والخطر.
وينتقد المؤلف مايطلق عليه الفقه الحركى الذي تستدعى فيه التنظيمات مقولات الفقه الشرعى لتوظفه لصالح تنظيمها، ومن ثم فهو يتحدث عن ضرورة العودة لفقه الشريعة وليس فقه التنظيمات الحركى الذي يوظف الشريعة ومقولاتها الصحيحة لصالح الاغراض الحركية للتنظيمات التي تقوم بتأويل الدين لخدمة أهدافها.
ولعل أهم مايكشف عنه المؤلف من زيغ تلك التنظيمات هو انها لاتساير حركة الزمن والتقدم بحرصها على اثارة تساؤلات تجاوزها الزمن بما يبدد طاقة وجهد المسلمين والدول وكأن عجلة الزمن قد عادت إلى عصور الجاهلية الأولى فلا هم لتلك التنظيمات أو الجماعات سوى مناقشة افتراضات من قبيل هل الناس مسلمون؟ هل الدار التي يسكنها المسلمون اليوم دار إسلام؟ هل مساجد المسلمين اليوم التي يصلون فيها هي مساجد ضرار؟ هل نتوقف ونتبين في الحكم على الناس باعتبارهم مستورى الحال أو مجهولى الحال، وحين يتساءل أعضاء تلك التنظيمات من المسلم؟ وماهو حد الإسلام؟ ويضيفون لذلك اشتراطات لم تضعها الشريعة مثل التوحيد بكاملة كشرط للإسلام والجماعة كشرط للإسلام والبيعة كشرط للإسلام والولاء والبراء، هنا نحن أمام مؤشر واضح على أن ذلك النمط من التفكير هو نمط انقسامى ذات طابع خوارجي.
يناقش المؤلف أن الاسلاميين حين جاءوا إلى السلطة ليحكموا بلدا معقدا وصعبا كمصر قدموا إليها بأدوات تنظيماتهم المغلقة، وكان منطقهم حول الشرعية ونمط حياة الناس في مصر مقلقا ومخيفا وهو ماجعل الناس يترددون ويخافون ولا يأنسون إلى الطريقة التي قدم إليها الاسلاميون إلى عالم السياسة الجديد عليهم، وهم قد جاءوه متوثبين متحفزين يريدون أن يجمعون لانفسهم وحدهم ويحتكروه لتنظيماتهم وحدها، وهنا رأى الناس الاسلاميين لأول مرة طرفا في صراع سياسي وحزبى ذات طابع دنيوى لم يألفوه عنهم.
يدعو الكتاب إلى ضرورة مراجعة التيار الإسلامي لقضايا عديدة منها، الإعلان عن خلاصات مواقفه وتجاربه في السنة التي حكم فيها بنزاهة وشفافية، والإعلان عن موقف فكرى واضح وأصيل من استخدام العنف في العمل السياسي، والإعلان عن موقف فكري واضح وأصيل من الدولة الوطنية، والإعلان عن موقف واضح من التنظيمات السرية، والإعلان عن موقف واضح من بقية الاخوة في الوطن.
يمثل الكتاب جزء من المشروع الفكرى للمؤلف حول مراجعات الاسلاميين وكان قد كتب كتابا من قبل دعا فيه التنظيمات للمراجعة، وهو اليوم يدعو التيار الإسلامي كله وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين للخروج من ضيق التنظيمات السرية إلى أفق الامة المفتوح، وهو يؤكد على أن معيار التجديد لاى حركة أو تنظيم يقوم على أساسين الأول هو أن يكون شائعا بين أبناء الامة جميعا وليس موجها لفئة أو طائفة أو جماعة منها، والثانى هو أن يكون ذلك الاجتهاد للامة وليس في مواجهتها.