الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل نحن مجتمع كئيب؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما قررت الأمم المتحدة فى دورتها السادسة والستين اعتماد يوم عشرين مارس من كل عام باعتباره يوما عالميا للسعادة كانت تهدف إلى جعل السعادة جزءا مهما من حياة المجتمعات خصوصا أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.
وقد كان الشباب الأسترالى الأوفر حظا والأكثر سعادة على مستوى العالم، لأنهم اعتبروا الأكثر رفاهية، تلتها السويد ثم كوريا الجنوبية.. وجاءت الدول ذات الدخل المرتفع مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ضمن قائمة الدول التسع الأولى فى المؤشر فيما يتعلق برفاهية الشباب التى تعطى مؤشرا للسعادة فى البلد الذى ينتمون إليه.. ويقيس المؤشر نوعية حياة الناس فى سن تتراوح بين ١٢ و٢٤ عاما وفقا لسلسلة مختلفة من المؤشرات تشمل مشاركة المواطنين والفرص الاقتصادية والتعليم والصحة والمعلومات والاتصالات والتكنولوجيا والأمن والأمان.. وقد أسس هذا المؤشر حديثا اثنان من مراكز البحث الأمريكية، هما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومؤسسة الشباب الدولية.
وبطبيعة الحال إذا كان الشباب مرفها، فالأهل أكثرا ترفيها، لأنهم سيكونون مطمئنين على أبنائهم، وهى غاية كل إنسان «تأمين مستقبل مشرق لأبنائه»!
من الدول العربية التى تحرص على الاحتفال بيوم السعادة العالمى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تحرص قيادة الإمارات على جعل الشعب الإماراتى محورا أساسيا فى سياساتها وخططها، والعمل على إسعاده، وتحقيق رفاهيته بمختلف الطرق، وعندما تؤكد المؤسسات الدولية المعنية بالتنمية البشرية، ورصد مؤشرات الرضا والسعادة بين شعوب العالم أن مواطنى دولة الإمارات هم أسعد شعب، فليس مصادفة، بل نتيجة حرص القيادة السياسية بالدولة لجعل المواطن محور اهتمامها وتحقيق السعادة له أقصى أمانيها.. ولعل اختيار وزيرة للسعادة مؤخرا أبسط دليل لذلك الذى كان محور حديث العالم العربى مؤخرا، وتمنى الجميع أن يكون لديه فى بلده وزير للسعادة يسعى للحفاظ على المواطن مبتسما وسعيدا.. وفى تقرير السعادة العالمى تصدرت دولة الإمارات المركز رقم ٢٨ عالميا بفارق نقاط بسيطة عن الدول الأوروبية التى تعتبر الرفاهية جزءا مهما من حياتها.
أما مصر الذى كان شعبها صاحب الضحكة الرنانة والنكتة الحلوة.. فقد احتل المركز ١٢٠ عالميا، وهو بعيد كثيرا عن طموحات الدولة التى تسعى لجعل مصر ضمن المراكز الثلاثين الأولى مع حلول عام ٢٠٣٠.. وهو ما يجعلنا نتساءل هل أصبح الشعب المصرى يشعر بالحزن والكآبة؟! هل هربت الضحكة من البيوت وحل محلها القلق والخوف؟! لو كانت الإجابة بنعم..!! فهذا إذن مؤشر خطير لا بد أن ننتبه إليه قبل أن يصاب الشعب بالاكتئاب ويحتاج إلى علاج نفسى.