الوطنية عقيدة تسرى فى دم المواطن وتغييرها مستحيل، والعقيدة ليست رأيًا نغيره حين نكتشف فساده، فالعقيدة أساس الشخصية وأساس الانتماء الذى يبدأ من حب النفس، ثم حب الأسرة وحب المجتمع.
ولكن الوطنية إحساس متدفق يستدعى حينما يكون الوطن فى محنة، وهى أشبه ما يمكن بالانفجار الذى تحدثه الطاقة العظيمة، وقد يكلف المرء حياته، فنحتسبه شهيدا عند الله، وقد يكون الأمر أسوأ بفقدان عضو أو أكثر من أعضائه، ولكنى أريد أن أتحدث عن الفعل الوطنى، فكما يقول المثل العربى «معظم النار من مستصغر الشرر»، أيضا الفعل الوطنى قد يكون صغيرا فى نظرك وكبيرا إذا ضرب فى تسعين مليون مواطن، إن لم يكن أكثر، فترك النور مضاء فى غرف لا يشغلها أحد فعل غير وطنى، ومن الوطنية فى ظنى عدم ترك أى إضاءة غير مستخدمة بل وقطع التيار بالكامل حين السفر.
أيضا عدم تغيير «جلدة الحنفية» أو تغيير قلبها إذا لزم الأمر قد لا يكون مهمًا فى نظرك، ولكنك إذا فكرت فى أن نقطة المياه التى تتسرب يوميا تملأ ما لا تتخيله، فإذا تخيلت أن تسعين مليونًا لم يعتنوا بهذا التسرب فلك أن تتخيل الفاقد.
أيضا عندما تسامح سائق السيارة التى أمامك، والذى خالف قواعد المرور وتترك عقابه للقائمين على شئون المرور، بدلًا من أن تعطيه درسًا فى الأخلاق وتعطل كل السيارات خلفك، بل وتلتزم أنت أيضا بقواعد السير سواء كنت راكبًا أم راجلًا، فالقيادة التزام بقواعد المرور وليست فنًا ولا ذوقًا ولا أخلاقًا.
فالفن أن تكون «حريفا» فى الغرز وتسبق كل الناس، وتروعهم وتجعلهم يضغطون فراملهم، كلما قمت بغرزة، فليس هناك أى معنى لكلمة فن فى القيادة ولا ذوق، لأن من الذوق أن أجعل الذى يخرج من الشارع الجانبى يسبقنى أو يتقدم علىّ، وأنا فى الشارع الرئيسى بغض النظر عن الأولوية فى المرور، أو أن أجعل أحد المشاة يتعرض لحادث، لأنى بمنتهى الذوق الرفيع أشرت إليه أن يعبر برغم إشارته الحمراء، فقد يظن أننى فى منتهى الذوق، ولكنى أعرضه لحادث لا سمح الله.
ولا أخلاق، فتخيل وأنا أقود عربتى أن لمحت رجلًا طاعنًا فى السن فركنت سيارتى ونزلت منها لأساعده فى عبور الشارع، أو أن هناك امرأة مسنة لا تستطيع الصعود إلى الرصيف المبالغ فى ارتفاعه، فأبادر بالنزول من عربتى لمساعدتها، بل هذا واجب على من يستخدم الرصيف وليس قائد السيارة فقط.
وأنا أعرف أن شعار «القيادة فن وذوق وأخلاق» هو شعار حسن النية، وهو من شرطة المرور التى تريد أن تكون على مستوى رفيع فى مخاطبة الجمهور، ولكن لا ملجأ لنا فى الحياة ولا أمل فى التقدم إلا باتباع القوانين واللوائح وعدم الخروج عليها بأى صورة من الصور.
أيضا التكالب على شراء الدولار دون حاجة ملحة أو سفر لدولة خارجية وتركه لمن يحتاجه لاستيراد الغذاء ومستلزمات الإنتاج، فعدم التكالب عليه فعل وطنى، وعدم ترك المياه تتسرب فى دورات المياه أيضا فعل وطنى، والاقتصاد فى الطاقة عمومًا سواء غاز أو كهرباء هو أيضا فعل وطنى، والتمسك بجادة الأخلاق وعدم كسر القانون أو تجاوزه، هو من أهم الأفعال الوطنية الأشبه بالاستدامة عن الانفجار، فقد نحتاج الانفجار فى الحروب ولكننا نحتاج الاستدامة فى حياتنا العملية.
بعد ثورتين وما قد رأينا فيهما من تكاتف ومحبة وتسامٍ وعلو عن الأغراض الشخصية بين المصريين جميعا، إذا نحن نجيد الانفجار ولم يبق لنا إلا الفعل الوطنى الذى يجب علينا جميعًا أن نمارسه فى حياتنا العملية والشخصية وباستمرار.
ولكن الوطنية إحساس متدفق يستدعى حينما يكون الوطن فى محنة، وهى أشبه ما يمكن بالانفجار الذى تحدثه الطاقة العظيمة، وقد يكلف المرء حياته، فنحتسبه شهيدا عند الله، وقد يكون الأمر أسوأ بفقدان عضو أو أكثر من أعضائه، ولكنى أريد أن أتحدث عن الفعل الوطنى، فكما يقول المثل العربى «معظم النار من مستصغر الشرر»، أيضا الفعل الوطنى قد يكون صغيرا فى نظرك وكبيرا إذا ضرب فى تسعين مليون مواطن، إن لم يكن أكثر، فترك النور مضاء فى غرف لا يشغلها أحد فعل غير وطنى، ومن الوطنية فى ظنى عدم ترك أى إضاءة غير مستخدمة بل وقطع التيار بالكامل حين السفر.
أيضا عدم تغيير «جلدة الحنفية» أو تغيير قلبها إذا لزم الأمر قد لا يكون مهمًا فى نظرك، ولكنك إذا فكرت فى أن نقطة المياه التى تتسرب يوميا تملأ ما لا تتخيله، فإذا تخيلت أن تسعين مليونًا لم يعتنوا بهذا التسرب فلك أن تتخيل الفاقد.
أيضا عندما تسامح سائق السيارة التى أمامك، والذى خالف قواعد المرور وتترك عقابه للقائمين على شئون المرور، بدلًا من أن تعطيه درسًا فى الأخلاق وتعطل كل السيارات خلفك، بل وتلتزم أنت أيضا بقواعد السير سواء كنت راكبًا أم راجلًا، فالقيادة التزام بقواعد المرور وليست فنًا ولا ذوقًا ولا أخلاقًا.
فالفن أن تكون «حريفا» فى الغرز وتسبق كل الناس، وتروعهم وتجعلهم يضغطون فراملهم، كلما قمت بغرزة، فليس هناك أى معنى لكلمة فن فى القيادة ولا ذوق، لأن من الذوق أن أجعل الذى يخرج من الشارع الجانبى يسبقنى أو يتقدم علىّ، وأنا فى الشارع الرئيسى بغض النظر عن الأولوية فى المرور، أو أن أجعل أحد المشاة يتعرض لحادث، لأنى بمنتهى الذوق الرفيع أشرت إليه أن يعبر برغم إشارته الحمراء، فقد يظن أننى فى منتهى الذوق، ولكنى أعرضه لحادث لا سمح الله.
ولا أخلاق، فتخيل وأنا أقود عربتى أن لمحت رجلًا طاعنًا فى السن فركنت سيارتى ونزلت منها لأساعده فى عبور الشارع، أو أن هناك امرأة مسنة لا تستطيع الصعود إلى الرصيف المبالغ فى ارتفاعه، فأبادر بالنزول من عربتى لمساعدتها، بل هذا واجب على من يستخدم الرصيف وليس قائد السيارة فقط.
وأنا أعرف أن شعار «القيادة فن وذوق وأخلاق» هو شعار حسن النية، وهو من شرطة المرور التى تريد أن تكون على مستوى رفيع فى مخاطبة الجمهور، ولكن لا ملجأ لنا فى الحياة ولا أمل فى التقدم إلا باتباع القوانين واللوائح وعدم الخروج عليها بأى صورة من الصور.
أيضا التكالب على شراء الدولار دون حاجة ملحة أو سفر لدولة خارجية وتركه لمن يحتاجه لاستيراد الغذاء ومستلزمات الإنتاج، فعدم التكالب عليه فعل وطنى، وعدم ترك المياه تتسرب فى دورات المياه أيضا فعل وطنى، والاقتصاد فى الطاقة عمومًا سواء غاز أو كهرباء هو أيضا فعل وطنى، والتمسك بجادة الأخلاق وعدم كسر القانون أو تجاوزه، هو من أهم الأفعال الوطنية الأشبه بالاستدامة عن الانفجار، فقد نحتاج الانفجار فى الحروب ولكننا نحتاج الاستدامة فى حياتنا العملية.
بعد ثورتين وما قد رأينا فيهما من تكاتف ومحبة وتسامٍ وعلو عن الأغراض الشخصية بين المصريين جميعا، إذا نحن نجيد الانفجار ولم يبق لنا إلا الفعل الوطنى الذى يجب علينا جميعًا أن نمارسه فى حياتنا العملية والشخصية وباستمرار.