الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

اللاجئون السوريون ضحايا مافيا الإتجار بالبشر في أوروبا وتركيا.. زمان التركية: اتساع ظاهرة الاقتران بلاجئات سوريات في زواج ثانٍ واستغلالهن للعمل في بيوت الدعارة.. وأردوغان يستخدم قضيتهم لإسقاط الأسد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشتكي العديد من الدول في أوروبا والشرق الأوسط من تزايد تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها مع تزايد وطأة الحرب الأهلية في سوريا وسقوط مئات الآلاف من القتلى، وتدمير مدن بأكملها وسيطرة تنظيمات إرهابية على جزء كبير من البلاد خاصة تنظيم داعش الأكثر انتشارا ونفوذا في البلاد الآن.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين أكثر من 4.5 مليون لاجئ في دول الجوار أغلبهم في الأردن ولبنان وتركيا ومصر، في الوقت الذي رحل نحو مليون منهم إلى أوروبا العام الماضي ليجازفوا بأرواحهم وممتلكاتهم.
غير أن هذه الأزمة كانت بمثابة كارثة للكثير من الدول التي تواجه اقتصادا مترنحا نتيجة الفوضى السياسية الداخلية والخارجية في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسهم لبنان والأردن إذ اعتبروا أن اللاجئين يشلكون ثقلا سكانيا جديدا على كاهل الموازنة العامة، في الوقت الذي رأت الدول الأوروبية أن تزايد إقبال اللاجئين سوف يضر باقتصادها في ظل تراجع معدل التجارة العالمية، كما سيثير أزمة سكانية داخلية، الأمر الذي دفع بعض هذه الدول لمنع دخول المهاجرين لأراضيها، وعلى رأسهم بولندا وفرنسا، وبريطانيا، في حين قامت دول أخرى بمصادرة أموال وحلي اللاجئين لاستخدامها في تثبيت أوضاعهم في البلاد، مثل الدنمارك والسويد.
تركيا قررت أن تسلك طريقا آخر عملت فيه على استغلال كل شيء للخروج بالمصلحة الكبرى لها والاستفادة من هذه الأزمة، لاسيما بحكم موقعها الجغرافي كمفتاح رئيسي يربط بين سوريا وأوروبا وأحد الخطوط الرئيسية التي يهاجر منها السوريون إلى القارة العجوز.
- استغلال أوروبا بورقة اللاجئين
عملت تركيا منذ بداية الأزمة السورية ونزوح اللاجئين إلى الدول المجاورة على اللعب بورقتهم من أجل استغلال أوروبا وإجبارها على تقديم بعض المرونة فيما يتعلق بالسماح لها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك التغاضي عن الجرائم التي ترتكبها الحكومة التركية ضد المعارضة خاصة الأكراد وكذلك حقوق الإنسان والتضييق على الصحفيين وحرية التعبير الذي يمارسه نظام أردوغان.
كما عمدت تركيا إلى الاستغلال المالي للقارة الأوروبية باعتبار أنها أحد بوابات الهجرة الرئيسية لهؤلاء اللاجئين السوريين إلى أوروبا، لذا طالبت تركيا مرارا وتكرارا من الاتحاد الأوروبي أن يوفر لها الدعم المالي من أجل وقف هذه الهجرة التي تنغص حياة الأوروبيين.
ولعدم وجود حلول أخرى أمام الاتحاد الأوروبي، وافق على الشروط التركية، ففي فبراير 2015، وقع الاتحاد الأوروبي خلال قمة بروكسل اتفاقا يعرض على أنقرة أموالا وعلاقات أوثق مع الاتحاد مقابل مساعدتها في وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي ترأس القمة "توصلنا مع تركيا لاتفاق بشأن اللاجئين وتسريع انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي".
واجتمع القادة الأوروبيون مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو لثلاث ساعات الأحد، سعيا للحصول على تعهد من تركيا بوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين مقابل الحصول على حوافز مالية وسياسية.
ويحدد الاتفاق طبيعة التبادل الذي يتضمن مساعدة تركيا في إدارة تدفق اللاجئين على الاتحاد الأوروبي المتوقع أن يبلغ عددهم 1.5 مليون هذا العام فقط، مقابل أن يقدم الاتحاد الدعم المالي ويعيد إحياء محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.
وفي منتصف نوفمبر الماضي، أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك أن الاتحاد سيدعم تركيا بمبلغ 3 مليار يورو لمساعدة تركيا في احتواء اللاجئين.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بما اعتبره "يوما تاريخيا" في عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وذلك في ختام قمة في بروكسل بين قادة الاتحاد الـ28 وبلاده لمواجهة أزمة المهاجرين.
- ارتفاع الدخل القومي بسبب اللاجئين
شهد نصيب الفرد من الدخل القومي بتركيا ارتفاعا بمعدل الضعفين فجأة، رغم أن الحكومة التركية خفضت من توقعاتها المتعلقة بحجم الصادرات والنمو لعام 2016.
وساهم اللاجئون السوريون في ارتفاع القوة الشرائية في تركيا والإقبال على المنتجات التركية وكذلك توافر أيدي عاملة بأسعار زهيدة، وهو ما سبب دفعة كبيرة لقطاع الأعمال الخاص، على الرغم من تراجع النمو في الموازنة العامة وارتفاع البطالة بين الأتراك.
- استغلال العقول السورية في تركيا
في عام 2008، أرجع اليونانيون الأزمة الاقتصادية الصعبة التي ضربت بلادهم وقادت إلى إفلاس البلاد إلى هجرة العقول اليونانية إلى دول الشمال خاصة ألمانيا وسويسرا والنرويج وغيرها، ومساهمتهم في رفعة اقتصاد هذه الدول تاركين بلدهم فريسة الفقر والأزمة.


ويبدو أن تركيا تسير على هذا النهج لاستغلال العقول السورية من أجل نهضتها الخاصة، ففي نهاية يناير الماضي، أعلنت الحكومة التركية وضع قاعدة بيانات لتوظيف الأكاديميين السوريين.
وأوضح كبير المستشارين والمسئول عن شئون الهجرة في رئاسة الوزراء التركية، محمد مرتضى يتيش أن إنشاء المجتمعات لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الشخصيات الرائدة فيها وخاصة في المجالات الفكرية.
وأضاف يتيش في كلمة له خلال "اجتماع الأكاديميين السوريين"، المنظّم من قبل مستشارية رئاسة الوزراء، الخميس الماضي في العاصمة التركية أنقرة، أنه "سيتم إنشاء القاعدة بالتعاون مع هيئة التعليم العالي، عبر موقع إلكتروني، باللغة العربية والتركية والإنجليزية".
ولفت إلى أنهم اتخذوا خلال اجتماع الأكاديميين السوريين، قرارًا بتشكيل لجنة مكونة من خمسة أكاديميين سوريين، وممثلين من هيئة التعليم العالي والجامعات التركية، بهدف تنظيم المشروع.
وأوضح يتيش، أنهم تمكنوا في إطار التحضيرات للاجتماع، من الوصول إلى 550 أكاديميا سوريا، يقيمون في 25 ولاية تركية، مشيرًا إلى أنهم قاموا حتى الآن بتوظيف 315 منهم في الجامعات التركية، وأنهم وصلوا إلى الاكاديميين المعنيين من خلال منظمات المجتمع المدني في البلاد.
- ورقة ضغط على النظام السوري
كانت تركيا أول بلد مستقبل للاجئين ويحتضنهم بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في 2011، وعلى الفور تحول الأسد من حليف إستراتيجي لأردوغان إلى العدو الأول له.
واعتبر أردوغان أن استقباله للاجئين سيشكل نقطة ضغط لديه لإجبار المجتمع الدولي وخاصة حلف الناتو على التحرك ضد النظام السوري، ولكن حينما فشل أردوغان في الحصول على الدعم الكافي من القادة الأمريكان والغربيين وغيرهم في مواجهة الأسد، عمد إلى فتح حدود بلاده للمقاتلين القادمين من أوروبا وغيرها للحرب ضد النظام السوري والانضمام للجماعات المتطرفة التي تقاتله، خاصة داعش وجبهة النصرة.
وتحدثت الصحف التركية لمرات عديدة عن دعم الاستخبارات التركية لتنظيم داعش والعديد من الجماعات المتطرفة التي تقاتل النظام السوري، أملا في إسقاطه.
عمل أردوغان أيضا على الاستفادة من الهاربين الآخرين من بطش داعش الذي يدعمه، لأنه يعتقد أن ملف اللاجئين نقطة ضغط قوية في يده ضد النظام السوري والمجتمع الدولي، مع تحركه لوضع منطقة محظورة للطيران في شمال سوريا ليقيم فيها معسكرات للاجئين يصبح هو المتحكم بها.
ويرى العديد من الخبراء السياسيين أن أردوغان عمل طوال الأربعة أعوام على استقبال اللاجئين أملا في استغلالهم من أجل الإطاحة بالأسد، وبما أن كل المحاولات باءت بالفشل، يعمل في الوقت الحالي على توليد ضغط على أوروبا لإجبار الناتو من جديد على إضعاف قدرات الأسد وترك المعارضة المسلحة تنجز المهمة.
- الاستغلال الجنسي للسوريات في تركيا
نقطة قذرة أخرى في تاريخ أردوغان تتمثل في الاستغلال الجنسي من قبل الأتراك للسوريات، حيث نشرت صحيفة "زمان" التركية تحقيقا، عن اتساع ظاهرة اقتران الأتراك بلاجئات سوريات في زواج ثاني، وكذلك استغلال يتم استغلالهن للعمل في بيوت الدعارة، دون أي تدخل من الحكومة.
وبحسب التقرير فإن 80 في المئة من السوريين الذين اضطروا لمغادرة بلادهم من النساء والأولاد. الكثير من السوريات يرضين بوضع الزوجة الثانية كخيار أخير نظرًا إلى صعوبة العيش في مخيمات اللاجئين، في حين يوفر الرجال الأتراك المسكن وبعض المال والاستقرار.
وقالت عالمة الاجتماع التركية أمينة كوناك:" السوريات يهربن من الحرب ويكون لديهن توقعات لحياتهن في تركيا، لكنهن يجدن هنا الواقع مختلفًا، ما ينتظرهن هنا هو شبح الدعارة والمخدرات وتعدد الزوجات. وبعدما كن فررن من الحرب، يجدن أنفسهن في حرب ثانية هنا يعتقدن أن الزواج خلاص. لكن غالبًا ما يتم "بيعهن" بسعر يتراوح بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف ليرة تركية".
وحذر التقرير من أن المشاعر السلبية في المجتمع التركي تجاه اللاجئين السوريين غالبًا ما تُستخدم لتبرير التحرش الجنسي الذي تتعرض له السوريات.