الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الثورة السودانية ما زالت مستمرة في دارفور

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعرف عن الشعب السوداني بميله للسلمية، والبعد عن الاحتجاجات الغاضبة، وهذا ما تراهن عليه السلطة هناك، فبعد تظاهرات قاربت 10 أيام، بدت السودان اليوم هادئة، باستثناء زالنجي، وهي عاصمة ولاية وسط دارفور، التي أخذت قبس الثورة ولا زالت ممسكة به، مما دفع السلطات لاستخدام أساليب أكثر إجرامية في محاولة لإخمادها.
انطلقت تظاهرات حاشدة في زالنجي، صباح 7 أكتوبر، ووصلت إلى وسط المدينة، نددت بالغلاء وطالبت بإسقاط النظام، إضافة إلى مثيلاتها في معسكرات النازحين بنرتتي ووادي صالح.
وشهدت التظاهرة حادثة غريبة من نوعها، حيث اقتحمت مجموعة مسلحة تركب سيارة لاندكروزر وسط التظاهرة، واختطفت التاجر المتظاهر محمد رجب، 56 عاما، وهو من أعيان المدينة، واقتيد إلى مكان مجهول.
وقال راديو سيرفس، إن هذا النوع من الحوادث معروف في دارفور، وغالبا ما تكون دوافعه الابتزاز من أجل الحصول على المال.
وتصر صحيفة “,”حريات“,” الإلكترونية المعارضة، على أن التاجر كان في التظاهرة واختطف منها، بينما يسرد “,”راديو سيرفس“,” رواية أخرى، قائلا: “,”عملية الاختطاف تمت عندما كان التاجر في طريقه إلى المنزل في الساعة 4 مساء، وقال مواطن من زالنجي إن التاجر المشهور اختطف من قبل مجموعة مجهولة، وإنها ظاهرة جديدة على مدينة زالنجي، ومكان الحادث في سوق زالنجي بعدما كان راجعا بعد انتهاء دوام عمله“,”.
واغتيل الشهر الماضي، إسماعيل وادي، رجل أعمال شهير في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، من قبل جماعة مسلحة مجهولة.
ويتفق راديو “,”دبنقا“,” مع الرواية التي تفصل حادث اختطاف رجل الأعمال عن التظاهرات المنددة بالغلاء والمطالبة بإسقاط النظام، وأدان المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني، من ولاية دارفور الوسطى، اختطاف عبد الله، ووصف ما حدث بأنه شائن، وأكد أن جميع قوات الأمن التابعة للدولة حشدت رجالها للبحث عن رجل الأعمال.
ولكن النازحين في مخيمات زالنجي لهم رأي آخر، حيث نددوا بشدة باختطاف التاجر، واتهموا “,”الميليشيات الموالية للحكومة، الذين يعيشون في زالنجي، بالوقوف وراء ذلك“,”.
وحدد أحد سكان المخيم عدد الملثمين الخاطفين لـ “,”دبنقا“,” بأنهم 8 رجال، استقلوا لاند كروزر، ومعهم مدفع رشاش، اعترضوا التاجر في الشارع، أخذوه بالقوة وهربوا إلى منطقة شمال شرق زالنجي.
وناشد منسق مخيمات زالنجي للنازحين الخاطفين، عبر راديو “,”دبنقا“,”، إطلاق سراح عبد الله في أقرب وقت ممكن.
وفي مخيم نيرتيتي الشمالي في وسط دارفور، تركت قوات الشرطة، الجيش الشعبي يقتحم المخيم، ويطلق النار بشكل عشوائي، وينهبون السوق، وأدى الهجوم في النهاية إلى مقتل شخصين وجرح 3 آخرين.
وفي تقرير لراديو “,”دبنقا“,”، فإن أسعار السلع الاستهلاكية والغذاء ارتفعت في دارفور بعد رفع الدعم الحكومي، وبدأ التجار يغالون في الأسعار، محتجين بارتفاع تكلفة نقل السلع، إضافة إلى احتكار قوات الأمن ودوائر المخابرات لتجارة الوقود، ليس ذلك فقط، ولكن تتلقى الرشاوي لتفضّل تاجرا على تاجر.
ولعل بعد دارفور عن الخرطوم وأم درمان، المدينتين اللتين تحظيان بالخدمات الاجتماعية، وكذلك صعوبة نيل استقلالها، ومعاناة شعبها الغارق في الفقر، والذي مزقته الحروب والنزوح، إضافة إلى احتواء بعض المناطق لمجموعة من التجار الذين يتضررون بشكل مباشر في تجارتهم، بسبب تدخل دوائر الأمن والمخابرات، مما يجعلهم أحسن حالا إذا ما رفع البشير قبضته، كل ذلك يحمل من المؤشرات الكثير، لأن تكون دارفور ومخيمات نازحيها، وتأفف تجارها، وأحلام شبابها الراديكالية، يجعل منها نواة صلبة للثورة السودانية.