رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

النساء في السينما.. من الثائرة إلى العاهرة

عن مرآة المجتمع الكاذبة

الفيلم السينمائى
الفيلم السينمائى الباب المفتوح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعكس السينما دائمًا صورة المجتمع، فبقدر ما يكون المجتمع متطورًا ومتسامحًا وتقدميًا تكون السينما كذلك والعكس صحيح بالطبع، وأكثر ما يعبر عن المجتمع هو وضع المرأة فيه، وكيفية تناول الأعمال الفنية لصورة المرأة ودورها فى المجتمع، لذا فإن ما يعرض اليوم على شاشات السينما المصرية من تحجيم للمرأة فى صورة العشيقة أو الراقصة أو حتى الفتاة الضعيفة المغلوبة على أمرها، فيما كانت الصورة مختلفة تمامًا فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، عندما كان المجتمع كله يسعى لتقديم صورة مختلفة عن المرأة ودفعها للأمام، وتجسدت تلك الصورة على شاشة السينما من خلال أفلام خالدة مثل «الباب المفتوح» لفاتن حمامة وصالح سليم، عن رواية الأديبة الكبيرة الراحلة لطيفة الزيات، و«أنا حرة» للبنى عبدالعزيز عن رواية الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس وغيرها من الأفلام التى اعتبرت أن قضية تحرر المرأة جزءًا من قضية تقدم المجتمع ككل.
«لا أريد أن تفنى كيانك فى كيانى.. ولا فى كيان أى إنسان آخر.. أريد لكى كيانك المستقل».. كلمات أرسلها الساحر «صالح سليم» للنجمة «فاتن حمامة» فى الفيلم السينمائى «الباب المفتوح» والذى تم إنتاجه فى عام ١٩٦٣، كلمات تعد هى الأكثر مشاركة بين الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعى فى الوقت الحالى ليعبرن به عن نظرة الرجل للمرأة فى الماضى وما آل إليه الحال من تحول الآن، وجاء بعد هذا الفيلم بثلاثة أعوام فيلم آخر يعد انتصارًا حقيقيًا للنساء هو «مراتى مدير عام»، الفيلم الذى تألقت فيه النجمة الكبيرة «شادية» أمام الراحل صلاح ذوالفقار، والذى اعتبر أن نجاح زوجته وتقلدها درجة وظيفية أعلى منه هو انتصار له قبل أن يكون لها، والأكثر من ذلك هو شعوره بالندم وتأنيب الضمير عقب تعنيفه لها فى وقت من الأوقات بسبب تدخل زملائهما فى العمل بينهما.
ويبدو أن «شادية» كان لها اهتمام خاص بهذه النوعيات من الأفلام ففى مشهد من فيلم «الزوجة ١٣» لا يهدأ لها بال إلا بعد صفع رشدى أباظة على وجهه بعد أن قام بصفعها، الأفلام السابقة وغيرها والتى انتشرت بشكل كبير فى فترة الستينيات كانت بمثابة مرآة للرجل الذى يحترم المرأة ويقدس عملها فى هذا العصر، والنساء اللواتى يرفضن الإهانة.
وعلى النقيض تمامًا جاءت أفلام هذا العصر إذ يظهر الأمر جليًا فى فيلم «تيمور وشفيقة» الذى تترك فيه الوزيرة الشابة التى وصلت لتلك المكانة بمجهودها عملها من أجل الزواج من حبيبها ضابط الشرطة، الذى لم يترك مشهدًا فى الفيلم لم يوجه إهانات للنساء، والأمر نفسه يظهر فى الأفلام التى تصور النساء على أنهن فتيات بغاء أو راقصات.
وتقول الناقدة السينمائية «ماجدة خيرالله» إن الفن، خاصة الدراما لا يتوقف دوره على كونه انعكاسًا لقضايا المجتمع، فلديه دور لا يقل أهمية فى إيجاد حلول لتلك المشاكل، لافتة إلى أن الأعمال الدرامية والسينمائية فى الوقت الحالى تقوم بتشويه مكانة النساء تارة وتروج للأفكار المتطرفة تارة أخرى.
وتضيف لـ«البوابة» أنه فى الوقت الحالى بعض الأعمال الدرامية والفنية تقلل من دور النساء وتحط من شأنهن، مشيرة إلى أن فيلم «تيمور وشفيقة» يشجع الرجال على أن يقفوا فى طريق الفتيات رغم تميزهن، فنجد البطل الذى يعرف جارته منذ أعوام وكما يقول فى الفيلم «أنا مربيها» يرفض عملها كوزيرة لمجرد أنها ستكون فى وظيفة أفضل منه، مشددة على رفضها للفكرة حتى وإن كانت فى سياق كوميدى.
وتقول الناقدة السينمائية «ماجدة موريس»: السينما فى الستينيات والثمانينيات كانت تقدم صورة أكثر إنصافًا للمرأة، لكن السبعينيات كانت أفلام مقاولات، ولكن لا يمكن إغفال أفلام مثل «الحرام»، و«أريد حلًا» الذى كان سببًا فى تعديل قوانين الأحوال الشخصية.
وتابعت «موريس» لـ«البوابة»: فى السنوات العشر الأخيرة تم إنتاج أفلام قوية و كانت مُنصِفة للمرأة مثل أفلام «أسماء» الذى قامت ببطولته هند صبرى، وكان يتطرق لمناقشة أوجاع سيدة مريضة بالإيدز، وفيلم «٦٧٨» وكذلك «بنتين من مصر»، صورة المرأة لا تُحسَب بفيلم أو فيلمين لكن بالاتجاه الغالب.