أكد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، الدكتور طارق بن موسى الزدجالي، أنه تم إعداد إستراتيجية عربية طموحة لتربية الأحياء المائية، وتنمية مشروعات الاستزراع السمكي في المياه العذبة، للمساهمة في تحقيق نقلة نوعية في مجال الأمن الغذائي العربي.
وقال الزدجالي في كلمته، اليوم الخميس، بمقر المنظمة بالخرطوم، خلال اللقاء الدوري لمسئولي وخبراء البحوث ونقل التقنيات الحديثة في مجال الثروة السمكية، تحت شعار "تربية الأحياء المائية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"- أن السودان يمتلك مسطحات مائية يمكن أن تشكل إضافة نوعية للأمن الغذائي العربي، مشيرًا إلى أن دولا عربية عديدة وضعت إستراتيجيات وبرامج طموحة في هذا المجال.
وأشار مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية، إلى أن مستوى الاكتفاء الذاتي العربي من الاسماك الآن في حدود 102%، موضحا الخلل في توزيع الإنتاج السمكي بين الدول العربية، حيث توجد دولا عديدة لا تتوفر فيها موارد سمكية بكميات كبيرة، مما يحتم البحث عن بدائل، تضمن استدامة هذا الاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل المشكلات التي تعرفها المصائد العربية، من استنزاف وتلوث ومُنافسة وغيرها، لافتا إلى أن هذه البدائل لا يمكن تصورها إلا من خلال زيادة الاستزراع السمكي الذي يمثل 40% من إنتاج الاسماك في العالم، متوقعا أن تزيد هذه النسبة خلال العام المقبل 2016.
وأضاف الزدجالي، أنه في ظل تغيرات المناخ وما هو متوقع من تأثيرات على المراعي في الوطن العربي، فهناك احتمالات كبيرة بأن تتأثر الثروة الحيوانية العربية، مؤكدا أن هذا الوضع سيبقى الاسماك هي المصدر الذي يمكن الاعتماد عليه لتوفير النقص في البروتين الحيواني، الذي يمكن أن يكون متاحا للكثيرين.
وقال إن تنمية هذا القطاع تحتاج إلى استثمارات كبيرة لا يمكن أن يقوم بها إلا القطاع الخاص، مشيرا إلى أن دور القطاع العام يجب أن يركز على توفير البنية الأساسية والخدمات المصاحبة، كما يتعين السعي من أجل خلق تكامل بين الإنتاج الزراعي والسمكي في حالة المياه العذبة من خلال النظر في إمكانية مرور مياه الري عبر أحواض الاستزراع السمكي في حالة المياه العذبة.
ودعا المشاركين ليخصصوا الجزء الأوفر من الوقت للمناقشات والتفاعل، معربا عن أمله أن يخرج اللقاء بمقترحات من شأنها النهوض بتربية الأحياء المائية من منطلق قومي عربي تكاملي، يفضي إلى تحديد برامج ومشروعات عربية مشتركة يمكن تنفيذها في هذا المجال.
