الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

اعترافات الإيزيدية الهاربة من سوق سبايا "داعش"

نادية مراد التى أبكت أعضاء مجلس الأمن تتحدث لـ"البوابة"

 اعترافات الإيزيدية
اعترافات الإيزيدية الهاربة من سوق سبايا داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اغتصبونا داخل سيارات "جيب" بعدما سرقوا الذهب والهواتف
تم احتجاز الإيزيديات فى مدرسة استعدادًا لعرضهن للبيع فى مزاد
الداعشي يحدد سعر «السبية» بعد فحص جسدها وكل تفاصيله
اسمى وصورتى وثمنى كانت معلقة على لوحات إعلانية بمحكمة مقابل 800 دولار

لا شيءَ سوى البكاء والأسى، وكل أسباب الحزن الممكنة، كأضعف الإيمان، حين التقيتُ صبيةً أو قل زهرةً يافعة فى بداية عقدها الثاني، وقد هربت من الجحيم الأرضى بما تبقى لها من جسدٍ تهرّأ اغتصابًا وروحٍ ممزقةٍ، بالكاد تبحث مجددًا عن الحياة.
إنها نادية مراد، فتاة إيزيدية، تم خطفها على يد عناصر داعش فى أغسطس 2014، أمضت معهم 3 أشهر، قبل أن تتمكن من الفرار والهرب بمساعدة أسرة عراقية مقابل المال، أدمعت القلوب والعيون خلال تقديم شهادة لها بمجلس الأمن الدولى عما يحدث للإيزيديين من جرائم على يد تنظيم داعش، فى محاولة لتسليط الضوء على هذه المعاناة الإنسانية الكبيرة.
التقت «البوابة» هذه الفتاة قبل أيام بجنيف على هامش أحد المؤتمرات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وكشفت بالتفاصيل كيف يتعامل التنظيم الإرهابى مع الإيزيديات، واغتصابهن وبيعهن فى سوق النخاسة، وكثير من التفاصيل اليومية عن جريمة ضد الإنسانية ارتكبت – ولا تزال- ضد مواطنين أبرياء لا ذنب لهم.
كنا نسمع أخبارًا عن تقدم داعش فى الموصل، ولكن لم نكن نتوقع قدومهم إلى سنجار، حتى حدثت المفاجأة، ووصل عناصر داعش إلى القرية فى ٣ أغسطس ٢٠١٤، وهرب أفراد من الجيش الكردى الذين كانوا مكلفين بحمايتنا، وحاولنا الفرار والهروب من بطش داعش خاصة أن قريتنا بعيدة، ولكننا فشلنا فى ذلك، وتمت محاصرتنا فى القرية حتى ١٥ أغسطس، حتى جاء مسئول يُدعى «أبو حمزة»، وتم إيداعنا فى مدرسة بقرية «كوجو» من طابقين، وتم وضع الفتيات والسيدات فى الأعلى، والرجال والشباب فى الأسفل.
طلب عناصر داعش من الرجال الإيزيديين الانضمام للإسلام، ومن رفض تم اقتيادهم إلى أماكن أخرى وقتلهم، وكنا نسمع بأنفسنا طلقات الرصاص.
وتضيف: «وتم أخذ الذهب والهواتف من كل الفتيات والسيدات، ثم تم اقتياد ١٥٠ فتاة، وأخذونا فى سيارتين، وتمت محاولة الاعتداء علينا فى السيارات، وذهبوا بنا إلى مكان بعيد، وتم إيداعنا فى مكان وجدنا فيه فتيات إيزيديات تم خطفهن من قبل يوم ٣ أغسطس، وقمنا بسؤالهن ماذا سيفعلون بكن، فقلن إنهم سيختارون منا فتيات للزواج أو الاعتداء علينا، وتم أخذ بعض الفتيات إلى سوريا، وبقى البعض الآخر منهن فى مكان بالعراق.
أضافت: «كان يقوم بعض عناصر داعش بالقدوم إلى مدرسة بها كثير من الفتيات المختطفات، بحيث يقوم باختيار فتاة من ضمن الخمس المختارات، ويدخل بها إلى غرفة أخرى لفحص جسدها، وكل ما بها حتى يقرر إما الحصول عليها، وإما اختيار بديل عنها من الفتيات المعروضات.
قالت: كان معى ٣ من فتيات إخوتي، وجاء أحدهم ليختارنى، ويبلغ حوالى ٤٠ عامًا، وكان ضخم الجثة، ولكننى طلبت الفتيات أخواتي، واعتدوا عليَّ ورفضوا ذلك، وجاء شخص آخر فرجوته بأن يخلصنى من الرجل الضخم الآخر، بالفعل استجاب وأخذنى ويدعى «سلمان» ومعه عدد من الحراس حتى ذهبت إلى منزله.
أضافت: بالفعل ذهبت إلى منزله وسط الحراس، وفى صالة كبيرة بالمنزل طلب منى الانضمام إلى الإسلام، فرفضت ذلك، قلت لهم أريد أمى أولًا، خاصة أنها كانت مخطوفة معنا ولا نعلم مكانها، فأخذنى مع الحراس إلى مكان آخر، حتى اغتصبنى «سلمان».
بعد يومين أخذنى «سلمان» إلى محكمة بالموصل، وقرأ أحد الأشخاص علىّ القرآن وقال لـ«سلمان» حلال عليك، ووضعوا لى اسمًا إسلاميًا ورقمًا ووضعوا اسمى وصورتى بالمحكمة، حتى يكون متاحًا لمن يريد الحصول عليّ فيما بعد، خاصة أنه المعمول به هناك.
وتستطرد نادية «أى شخص يريد فتاة من المعروضات يسأل للمسئول عن شرائها منه وفقًا للمعلومات المتاحة بهذه المحكمة.
وأخذنى سلمان مرة أخرى إلى منزله، ثم منزل خالته، ثم فى اليوم السابق لبيعى قام بتركى مع الحراس ليلة كاملة ينهشون فى جسدى، قبل أن يقوم ببيعى لفرد من الحمدانية.
وفى هذه الليلة أخذنى أحد السائقين التابعين له، والذى كان مكلفًا بتوصيلى إلى أماكن مختلفة حسب الشخص الذى يريدنى وفقًا للتنسيق مع «سلمان» حتى أخذنى سائق وانفرد بى واغتصبنى، وحينما خرج قمت بالهرب وذهبت إلى منزل أحد السكان القريبين.
اختبأت فى منزل ووافقوا على الاختباء معهم، ولكن بشرط الحصول على المال أولًا، وبالفعل أخبرت أخى فى كركوك لمنحهم المبالغ، واختبأت لمدة ١٧ يومًا فى مكان لا يعرفه أحد بالمنزل، وقاموا بشراء خمار وملابس لا تبرز أى شيء من جسدى سوى العيون، ومنحى بطاقة على اسم زوجته للتخفى عن عيون عناصر داعش.
وعن فترة الخطف، قالت نادية إنه تم خطفها ثلاثة أشهر، قبل أن تتمكن من الفرار إلى كركوك والهرب من هؤلاء.
أضافت: «كانوا يقومون بتعذيبى وضربى والمطالبة بدخولي الإسلام وإطفاء أعقاب السجائر فى جسدي، ومعاملتى معاملة سيئة جدًا».
وعن أبرز ما تعرضت له تقول «كان جسدى مثل السلع يتم استئجاره أو شراؤه، حيث كان الاسم والصورة معلقين على لوحات إعلانية بمحكمة الموصل، وكان هناك من يخبر «سلمان» للحصول عليّ، وأحيانا بيع أو إيجار أو هدايا، والبيع حوالى ١٠٠ ألف دينار عراقى حوالى «٨٠٠ دولار» ، والتقينا فتيات كثيرات، حيث رأيت تقريبًا ٤٠٠ فتاة من الإيزيديات، بينما هناك أطفال تم إيداعهم فى معسكرات لتدريبهم على حمل السلاح فى معسكرات داعش.
«سلمان» معه ٦ حراس، وهو من الموصل، وعرفت ذلك من البطاقة الخاصة به، اسمه الحقيقى «غسان»، حيث ذهب إلى الحمام ذات ليلة كنت معه وكشفت الأوراق الموجودة فى ملابسه، وعلمت من خالته أنه متزوج ولديه طفلة اسمها «سارة»، وأنه لم يكن يفكر فى زواجى بشكل شرعى وإنما الاحتفاظ بنا كسبايا والتعدى علينا أى وقت أو بيعنا لآخرين أى وقت على الرغم من تخصيص أحد الأشخاص لنا لتعليمنا القرآن وتعاليم الإسلام.
قبل أن يتم توزيعى على عناصر داعش كان الطعام والشراب بسيطًا جدًا، ولكن بعد المعيشة مع «سلمان» كنت أحصل على الطعام الذى يتناوله عناصر داعش.
أضافت: فى المكان الذى كنا فيه كان هناك حراس كثيرون أمام مقرات داعش أو المنزل الذى نكون به، ولكن كان معه ٦ أشخاص معهم كل أنواع الأسلحة، ولكن خارج المنزل لم أكن أعرف كم عدد الحراس.
"سلمان" كان يخبر الحراس بتقديمى إلى أشخاص آخرين كثيرين بالتليفون إلى كل مكان.
وتوجه نادية رسالة للعالم: «أتمنى تحرير الفتيات الأخريات خاصة أنه كان يتم اغتصاب أطفال فى سن التاسعة من العمر، ومعرفة مصير أهلى خاصة والدتى التى لا أعرف عنها شيئًا منذ وقت الخطف، وأن السيدات والفتيات الكبار لا أحد يعلم عنهن أى معلومات، حيث رأيت ٨٠ سيدة لا أعلم عنهن شيئًا حتى الآن، ولدينا شكوك هل قتلن أم لا، حيث تم الحصول عليهن بشكل جماعى لنقلهن فى مكان بعيد، ولكن سمعنا أصوات طلقات النار».