الأربعاء 05 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

فخ "كوجاليم آفيا" للهروب من مسئولية "الطائرة المنكوبة"

الشركة تنفى وجود "عطل فني" أو "خطأ بشري"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«سميرونوف»: «عامل خارجى» وراء سقوطها.. وخبير أمريكى يكذبه: تعرضت لحادث مماثل عام 2001
تصريحات الشركة تدفع «الكرملين» إلى التلميح بإمكانية تعرضها لـ«عمل إرهابى».. ومصادر بلجنة التحقيق: لم تتعرض لأى هجوم خارجى 
«الطوارئ الروسية»: «الصندوقان الأسودان» فى حالة جيدة ومباحثاتنا مع المسئولين المصريين «مثمرة».. و«ميدفيديف» يدعو إلى «تحقيق مستفيض»

لجأت شركة «كوجاليم آفيا»، المعروفة تجاريًا باسم «متروجيت»، والمالكة للطائرة المنكوبة فى وسط سيناء، إلى استباق نتائج التحقيقات التى تجريها مصر وروسيا بشكل مشترك حول الحادث، نافية وقوع «عطل فنى» فى أجهزة الطائرة أو «خطأ بشرى» من قبل طاقم قيادتها، فى خطوة تهدف إلى «تفخيخ» التحقيقات، والتنصل من مسئوليتها، عن طريق الإيحاء بوجود أسباب أخرى فى مقدمتها «العمل الإرهابى».
«فخ» الشركة الروسية صدره إلى وسائل الإعلام نائب رئيسها ألكسندر سميرنوف، الذى رجح تعرض الطائرة المنكوبة لـ«تأثير خارجى» تسبب فى تفككها وهى فى الجو، قبل سقوطها على الأرض، مستبعدا وقوع «عطل فنى» فى أجهزة الطائرة، أو «خطأ بشرى» من قبل طاقم القيادة، وقال: «الحادث قد لا يكون سوى نتيجة لعمل تقنى أو جسدى آخر أدى إلى انشطار الطائرة فى الجو ومن ثم سقوطها على الأرض».
وأضاف «سميرنوف»، فى مؤتمر صحفى عقد فى «موسكو» أمس الإثنين: «الطائرة كانت فى حالة ممتازة، لذا نستبعد أى عطل فنى وأى خطأ من جانب الطاقم»، مرجحا مصرع جميع ركاب الطائرة، وأفراد الطاقم قبل سقوطها على الأرض، وتابع بقوله: «الحالة الفنية للطائرة لدى إقلاعها من مطار شرم الشيخ كانت ممتازة»، نافيا ورود أى شكاوى بهذا الشأن من الطاقم خلال الرحلات الخمس الماضية التى نفذتها.
واتساقا مع تصريحات الشركة، قال متحدث باسم هيئة الطيران الأيرلندية، إن الطائرة الروسية «المنكوبة» حصلت على شهادة صلاحية للطيران خلال العام الجارى، مضيفا: «الطائرة من طراز أيرباص إيه ٣٢١ التى سقطت يوم السبت، وقُتل كل من كانوا على متنها وعددهم ٢٢٤ شخصا كانت مسجلة فى أيرلندا لصالح شركة ويلمينجتون تراست إس.بى سيرفسيز المحدودة، واستأجرتها شركة الطيران الروسية كوجاليم آفيا».
وتابع: «أجرت هيئة الطيران الأيرلندية مراجعة سنوية لشهادات الطائرة دعما لعملية تجديد الشهادة السنوية لصلاحية الطيران التى تقوم بها، وكانت كل الشهادات مرضية فى هذا الوقت»، لكنه قال إن: «الإشراف على تشغيل الطائرة بما فى ذلك الفحوص اليومية والشهرية كان مسئولية روسيا بموجب قواعد المنظمة الدولية للطيران المدنى».
ودفعت تصريحات الشركة المالكة للطائرة، ديميترى بيسكوف، الناطق الصحفى باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إلى عدم استبعاد تعرض «الطائرة المنكوبة» لعمل إرهابى، داعيا فى الوقت ذاته إلى انتظار نتائج التحقيقات، وقال: «لا يجوز استبعاد أى فرضية خلال التحقيقات، وعلينا انتظار النتائج بصبر».
تصريحات الشركة المالكة للطائرة تتنافى مع ما تم كشفه أمس الإثنين، عن تعرض «الطائرة المنكوبة» نفسها لحادث عام ٢٠٠١ فى رحلة من العاصمة اللبنانية «بيروت» إلى القاهرة، وقال ريتشارد كويست، محلل شئون الملاحة الجوية بشبكة «سى إن إن» إن هذه الطائرة بالتحديد تعرضت لما يُعرف بـ«ضربة للذيل»، خلال رحلتها من «بيروت» إلى «القاهرة» عام ٢٠٠١، وتحديدا خلال عملية الهبوط، الأمر الذى تطلب ِإجراء صيانة لها.
ورغم فخ «ميترو جيت» فإن وكالة «رويترز» للأنباء نقلت عن مصدر بلجنة التحقيق، قوله إن «الطائرة لم تتعرض لهجوم خارجى، كما لم يصدر قائدها أى إشارات استغاثة قبل اختفائها من على شاشات الرادار»، معتمدا فى تصريحاته على الفحص المبدئى للصندوقين الأسودين للطائرة. ونفت مصادر فى اللجنة الثلاثية التى تجرى التحقيقات مزاعم الشركة الروسية حول تعرض الطائرة لهجوم خارجى، مؤكدة أن «خللا فنيا» حدث بها قبل السقوط.
وأعلن فلاديمير بوتشكوف، وزير الطوارئ الروسى، أن «الصندوقين الأسودين» للطائرة المنكوبة فى حالة جيدة، مشيرا إلى أن مباحثاته مع وزير النقل المصرى ركزت على تنظيم العمل المشترك فى إطار عمليات البحث فى مكان تحطم الطائرة، وإيصال جثامين الضحايا وأغراضهم الشخصية إلى «سان بطرسبرج» الروسية. بينما دعا رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف، إلى «تحقيق مستفيض» فى الحادث.
واستقبل مطار القاهرة الدولى، أمس الإثنين، وفدا دبلوماسيا روسيا «رفيع المستوى»، فى زيارة رسمية إلى مصر، للقاء عدد من المسئولين ومتابعة التحقيقات الجارية فى حادث سقوط الطائرة الروسية بوسط سيناء، وأنهت سلطات المطار إجراءات وصولهم وخروجهم من المطار إلى أماكن إقامتهم، لبدء تلك اللقاءات.
كما استقبل المطار أيضا وفدا من الخبراء الألمان التابعين لشركة الطيران العالمية «أيرباص»، وذلك للمشاركة فى التحقيقات، ومن المقرر أن ينضم «الفريق الألمانى» إلى فريق آخر فرنسى من الشركة وصل إلى القاهرة فى وقت لاحق، وسيعينهم فرق تحقيق من «مصر وروسيا وبولندا»، للوقوف على أسباب سقوط الطائرة. وفيما يتعلق بنقل جثامين الضحايا، أقلعت أمس الإثنين طائرة من مطار القاهرة، فى طريقها إلى مدينة «سانت بطرسبرج»، بعد أن نقلت الطائرة الأولى من طراز «إيل- ٧٦» جثامين ١٤٤ شخصًا من الضحايا مساء الأحد.
من جانبه، انتقد وزير الخارجية المصرى، سامح شكرى، قرار شركتى «أير فرانس» و«لوفتهانزا»، وبعض شركات الطيران الأخرى، بوقف التحليق فوق سيناء لحين إشعار آخر، واصفا القرار بـ«غير المسئول» الذى يستبق التحقيقات الجارية بشأن ملابسات الحادث، ويسعى للإيحاء بوجود أسباب أخرى وراء سقوط الطائرة الروسية. بينما غادر هشام زعزوع، وزير السياحة، إلى لندن، أمس الإثنين، لحضور فاعليات «بورصة لندن الدولية للسياحة»، التى تعد ثانى أكبر المعارض السياحية الدولية، وأحد أهم التجمعات المهنية على مستوى العالم، وتقام خلال الفترة من ٢ إلى ٥ نوفمبر الجارى. وأشار الوزير، فى تصريحات صحفية، إلى أهمية المشاركة المصرية فى تلك الفعاليات، لافتا إلى أنه سيحضر «قمة وزراء السياحة» التابعة لمنظمة السياحة العالمية التى تنعقد ضمن فعاليات «بورصة لندن الدولية» هذا العام.
وفى سياق متصل، تسببت الإجراءات «الاستثنائية» التى تتخذها السلطات الجوية المصرية، بعد تحطم الطائرة الروسية فى سيناء السبت الماضى، فى «تعليق» رحلة إلى مدينة «بيرم» الروسية نحو ٩ ساعات، بسبب الكشف عن «مشاكل فنية» فى الطائرة.
وشاركت ٤ فرق تحقيق من «الطب الشرعى»، برئاسة المستشار شعبان الشامى، مساعد وزير العدل لشئون «الطب الشرعى»، جهات التحقيق الروسية، وفريق من وكلاء النيابة العامة، والأدلة الجنائية، فى التحقيقات الجارية حول الحادث، وظلوا موجودين داخل مصلحة «الطب الشرعى» و«مشرحة زينهم» طوال ١٥ ساعة متواصلة.
وشهد محيط «مشرحة زينهم» وجودا أمنيا كثيفا، وأقارب الضحايا الذين جاءوا لتسلم الجثث، وبدأت المصلحة فى اتخاذ إجراءات تسليم جثامين الضحايا إلى مندوبى سفارة روسيا فى القاهرة، وأقارب الضحايا لترحيلهم إلى بلادهم، وذلك بعد صدور قرار النيابة العامة، وبعد المذكرة التى تلقتها «مشرحة زينهم» من السفارة الروسية، والتى طلبت خلالها البدء فى اتخاذ الإجراءات التحضيرية لترحيل الجثامين.
فيما بدأت لجنة دولية من خبراء روس ومصريين وألمان وفرنسيين وبولنديين، فى تحليل بيانات «الصندوق الأسود» للطائرة. وقال المستشار شعبان الشامى، إن الأطباء الشرعيين أخذوا عينات «الحامض النووى»، بعد تصوير الجثث لحظة وصولها إلى «المشرحة» للتعرف عليها، قبل تعرضها لتغيير ملامح الوجه نتيجة «التعفن أو التيبس»، مشيرا إلى أن أطباء المصلحة لم يشرحوا الجثث، واكتفوا بالكشف الظاهرى عليها وأخذ عينات منها.
ونوه بأن المصلحة تسلمت ١٩٦ جثمانا، وتم توزيع الجثث على عدد من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لحفظها ومنها: «شبرا العام، التأمين الصحى بمدينة نصر، معهد ناصر، الساحل، وبولاق الدكرور»، وذلك قبل تسلم أهالى الضحايا للجثث وترحيلها إلى روسيا، مؤكدا أن المصلحة سلمت الـ١٩٦ جثمانا إلى مندوب السفارة الروسية فى مصر.وقال سيرجى كيربتشينكو، السفير الروسى فى مصر، إن طائرة روسية تحمل على متنها ١٩٦ جثمانا من ضحايا الطائرة المنكوبة بوسط سيناء غادرت «القاهرة» متوجهة إلى روسيا، مشيرا إلى أن جهود وأعمال الإنقاذ بموقع الحادث مستمرة، معبرا عن تقدير بلاده لجهود مصر فى التعامل مع الحادث.
وأعرب السفير الروسى عن غضبه الشديد من بعض وسائل الإعلام المختلفة التى تحاول الترويج للحادث باعتباره «عملا إرهابيا»، رغم عدم ظهور أى نتائج من التحقيقات الجارية، مستبعدا أن يحمل الحادث أى «شبهة جنائية»، وشدد على أنه لن يؤثر على العلاقات المصرية الروسية. وبحسب بيان لمجلس الوزراء المصرى، فإن أعمال البحث والإنقاذ بموقع الحادث بوسط سيناء لا تزال مستمرة، مع زيادة نطاقها لنحو ١٦ كم من موقع سقوط الطائرة، كما يجرى حاليا اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتفريغ محتويات «الصندوق الأسود» من جهات التحقيق بالبلدين، بخلاف ممثلى الشركة المصنعة للطائرة، الدولة المسجلة بها.