الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

خبير آثار: العرب استخدموا التقويم القمري قبل الهجري

خبير الآثار الدكتور
خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى يثرب (المدينة المنوّرة) كانت عام 622م ولم يوضع التقويم الهجرى في عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم بل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ومنذ ذلك الوقت عرف التأريخ العربى بالتأريخ الهجرى، مشيرا إلى أن العرب في الجاهلية كانوا يستعملون التقويم القمرى وقد قسموا العام اثنى عشر شهرا قمريا يبدأ برؤية الهلال وينتهى برؤيته.
وقال ريحان - في تصريح له اليوم - إن الخليفة عمر بن الخطاب بدأ العام الهجرى بشهر المحرم في العام الرابع عشر للهجرة، والنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) توفى بعد عشرة أعوام من هجرته من مكة إلى المدينة، ثم تولى الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله عنه عامين ثم جاء الخليفة عمر ووضع التقويم الهجرى في العام الرابع عشر للهجرة.
وأضاف أن الهجرة أسست أول حاضرة إسلامية جسّدت أول مجتمع مدنى متكامل في التاريخ وقد بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام بتغيير هوية المدينة أولًا بتغيير اسمها من يثرب إلى المدينة لإعلان مرحلة جديدة بسمات روحية ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية جديدة ولتعزيز قيمة الانتماء لمجتمع وليد مبنى عى التآلف والاندماج وإعمار الأرض والانتشار في أرجائها ونشر قيم التسامح والخير والحق والعدل والسلام لحفظ توازن المجتمع.
وأوضح أن هناك عدة عوامل أهلت المدينة المنورة لتكون حاضرة الحواضر الإسلامية ومنها موقعها الجغرافى على طريق تجارة الشام وارتباطها الحضارى بمواقع التيارات المسيحية بالشمال مما ساهم في التواصل الحضارى بين الديانات كما أهلتها خصوبة أرضها ووفرة مياهها للتقدم في المجال الزراعى وقد قامت عدة صناعات على الإنتاج الزراعى المحلى كما ظهرت بها عدة صناعات معدنية منها صناعة الأسلحة وآلات الرى والزراعة.
ونوه ريحان إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أسس نظم تخطيط الحواضر الإسلامية الذي يبدأ ببناء المسجد وهو أول ما قام به الرسول بالمدينة من بنائه لمسجد من الطوب اللبن وأعمدة من جذوع النخيل وسقف من جريد النخيل لإدراكه أن الجانب الروحانى كان الأساس لإشراقات الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامى المستنير، وكان هذا المسجد يتوسط المدينة وهو المسجد الجامع الذي تقام فيه صلاة الجمعة والصلوات الخمس ومنه تمتد شوارع وطرق المدينة الرئيسية باتجاه أطرافها وأن التوسع العمرانى بالمدينة أدى لإقامة عدة مساجد بالأحياء خاصة بالصلوات الخمس فقط، وكان الرسول يشرف بنفسه على إقامة هذه المساجد كما أقام موقعًا مكشوفًا خاص بصلاة العيد وهو مايطلق عليه المصلى مكون من مكان مكشوف ومحراب يحدد اتجاه القبلة وقد كشفت منطقة آثار جنوب سيناء عن مصلى داخل قلعة وهى قلعة الجندى بوسط سيناء والذي كشف بها أيضًا عن مسجد جامع للصلوات الخمس وصلاة الجمعة ويتميز بوجود المنبر ومسجد للصلوات الخمس فقط.
وأشار إلى أن تخطيط المدينة جسد فكرا هندسيا راقيا تمثل في شبكة طرق ربطت كل أحياء المدينة بالمسجد الجامع من خلال شوارع رئيسية تفرعت منها طرق فرعية تمتد لكل التجمعات السكانية لتسهيل حركة المرور داخل المدينة وقد كان عرض الطرق الرئيسية ما بين 4 إلى 5م والطرق الفرعية ما بين 2 إلى 3م وكان للطرق آداب عامة منها إماطة الأذى عن الطريق وإصلاحها والاعتناء بها والمحافظة عليها.