الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إيران تتخلص من نفاياتها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مهمة رواية جريدة «الشرق الأوسط» التى تكشف أن إيران أطلقت سراح، أو بعبارة أدق أبعدت زعيم «القاعدة» الثانى سيف العدل، مع أربعة من قيادات التنظيم الذين كانوا سنين طويلة على أراضيها، وحجتها فى إبعادهم أن الخمسة ضمن صفقة ثمنها إطلاق سراح دبلوماسى تقول إنه مختطَف فى اليمن منذ عامين.
أهميتها أنها تؤكد أن الحكومة الإيرانية شرعت فى التخلص من الأشخاص والقضايا التى كانت جزءًا من صراعها مع الولايات المتحدة، كنتيجة لاتفاق المصالحة حول البرنامج النووى الإيرانى لقاء إنهاء العقوبات.
وكنا قد رأينا أول مؤشراتها فى الشهر الماضى، عندما قبضت السعودية على أحمد المغسل، المطلوب الأول فى تفجير الخبر الذى خبّأته إيران على أراضيها ١٩ عامًا، وكانت تقر بوجوده لكنها ترفض تسليمه، بعد وصول المطلوب إلى مطار بيروت، بجواز إيرانى، اعتقل ونقل إلى السعودية، المغسل قتل ١٩ أمريكيًا وجرح خمسمائة آخرين فى تفجيره أبراج الخبر، ووضع على رأس قائمة المطلوبين من المباحث الفيدرالية الأمريكية، التى رصدت خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يقبض عليه.
وسيف العدل المصرى، مثل المغسل السعودى، مطلوب أيضًا من أمريكا والسعودية، وكلا الإرهابيين كان فى حماية إيران، والعدل هو من دبر تفجير الرياض عام ٢٠٠٣ الذى قتل فيه ٨ أمريكيين، من بين ٣٥ آخرين ماتوا فى تلك الجريمة الإرهابية، أيضًا، اتهمته الحكومة الأمريكية بأنه وراء الهجوم على سفارتيها لدى كينيا وتنزانيا، وقتل فيه نحو مائتى شخص، وكان قد لجأ إلى إيران بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية على نيويورك وواشنطن، ويعتقد أنه كان من درب عددًا من المهاجمين.
أى أن إيران تكون قد تخلصت من أبرز نفاياتها السامة فى شهر واحد؛ المغسل كبير إرهابيى «تفجير الخبر»، وسيف العدل كبير إرهابيى «القاعدة»،
وقد تكون المؤشرات إيجابية لو كان صحيحًا أن إيران حسمت أمرها بوقف دعم الجماعات الإرهابية والجماعات المتطرفة عمومًا، ضمن مشروع تغيير سياسى مبنى على مصالحتها مع عدوها الغرب، وهذا يعنى أن إيران ستتخلص من تنظيمات سنية محسوبة عليها، مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، ووقف دعمها للجماعات الشيعية المتطرفة فى السعودية والبحرين والكويت واليمن، وسيكون الامتحان الكبير، «حزب الله» اللبنانى، على الأقل لو تتوقف عن دعمه عسكريًا.
هنا تكون إيران قد تغيرت حقًا، ويكون الاتفاق النووى له أبعاد ضخمة على استقرار المنطقة، إنما أنا أشك، وأستبعد إمكانية هذا التحول من قبل دولة يلعب فيها الحرس الثورى دورًا كبيرًا، ودعم الإرهاب الإقليمى هو عماد استراتيجيته، الأرجح أن إيران قررت إرضاء الأمريكيين، وتلبية مطالبهم التى تعتبر ضرورية لأى مصالحة، فتتخلص الآن من كل من تلطخت يديه مباشرة بدم أمريكيين فقط، وستحتفظ ببقية القتلة فى ضيافتها حتى تساوم عليهم فى الوقت المناسب.
نقلا عن الشرق الأوسط.