الأربعاء 12 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كيف واجهنا الحملات الشرسة ضد مصر؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعتبر قضية الإعلام الخارجى من القضايا التي يجب أن نوليها مزيدًا من الاهتمام لما لها من تأثير في تكوين صورتنا القومية في ذهنية الآخر ولا بد أن نعترف أن تقصيرنا في التعاطى معها بشكل صحيح ساهم في تشويه صورة مصر لدى كثير من الدول، خاصة بعد عام ٢٠١١، بالطبع من أسباب ذلك أيضًا قيام عناصر معادية سواء كانت قوى أو دولًا في التخطيط والتنفيذ لتشويه الصورة، وللأسف لم يرتق تحركنا في كثير من الأحيان في المقابل سوى إلى مستوى رد الفعل فقط. 
وتبدو الصورة المشوهة في جميع التقارير السنوية الصادرة عن منظمة العفو الدولية والمنظمات الشبيهة المتعلقة بحقوق الإنسان بالخارج في السنوات الأخيرة، حيث ترسم صورة سلبية لمصر.
وتؤثر بشكل كبير في تكوين هذه الصورة شركات الـPR أو العلاقات العامة المتخصصة في تشكيل وتوجيه الرأى العام بهذه الدول، فمن المعروف أن هذه الشركات تحصل على أموال طائلة من التنظيمات الإرهابية، ومنها التنظيم الدولى للإخوان مقابل القيام بهذه المهمة وتتركز في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإلى حد كبير في الولايات المتحدة وكندا. 
والسؤال ماذا فعلنا نحن المصريين لمواجهة هذه الحملات الشرسة ضد مصر؟ 
كما أوضحت يعتمد أداؤنا على رد الفعل دون الفعل أو على أساليب تقليدية عفا عليها الزمن في إدارة الإعلام الخارجى، وفى تصورى أن وظيفة الإعلام الخارجى أخطر بكثير من وظيفة الإعلام الداخلى المتمثل في وسائل الإعلام التقليدية، مثل الصحف الورقية والإذاعة المرئية والمسموعة وحتى الإعلام الجديد المتمثل في الجرائد الإلكترونية، معظمه باللغة العربية ويخاطب المتصفح المحلى، وبالتالى تأثير هذا النوع من الإعلام محدود جدًا في مخاطبة الآخر، كذلك القنوات الموجهة بلغات أجنبية محدودة التأثير، ولا يوجد لدينا غير قناة النيل الدولية وهى محملة على القمر الصناعى المصرى نايل سات وآخر يسمى جالكسى ٥ يصل إلى بعض الدول الأفريقية، وهى قناة أنشئت في الأصل لمخاطبة الآخر، وتمثل جسرًا إليه ولكن اكتشفنا بعد فترة أنها لا تشاهد لأن المتلقى في الدول الأوربية وفى القارة الأمريكية يستخدم نظام الكابل وليس الدش المتعارف عليه في المنطقة العربية!
ولكن المعنى بإلاعلام الخارجى هو مكاتبنا الإعلامية في الخارج، وهى مكاتب تابعة للهيئة العامة للاستعلامات، وكما أسلفت فإننا نتعامل مع الإعلام الخارجى بطرق بدائية، ولو كان لهيئة الاستعلامات دور فاعل ما حدث تشويه لصورة مصر في الخارج، حيث لا تعدو المكاتب الإعلامية إلا مجرد مكاتب خدمية أو تسهيلات ملحقة بالبعثات الدبلوماسية بالخارج تراجع الصحف المحلية والأجنبية وتستقبل البعثات الرسمية، وخلال عملى باتحاد الإذاعة والتليفزيون لمدة ٣٨ عامًا، سافرت دولا كثيرة في مهام رسمية وللأسف وجدت أن معظم المستشارين الإعلاميين يمارسون دورهم خاصة في الدول العربية والأفريقية بشكل وظيفى بيروقراطى، من هنا جاء فشل الإعلام الخارجى. 
وأتعجب لماذا تتبع الهيئة العامة للاستعلامات رئاسة الجمهورية؟! أليس من باب أولى أن تكون تابعة لوزارة الخارجية. 
أولا: لأنها ملحقة بالسفارات.
ثانيا: لأن وزارة الخارجية منوط بها رسم وتنفيذ السياسة الخارجية والإعلام الخارجى والحفاظ على الصورة القومية لمصر من ضمن مكونات السياسة الخارجية. 
ثالثا: يتم تعيين موظف بدرجة سفير بشكل دائم على رأس هذه الهيئة، وإن كنت أرى أنه لم يستطع أن يخلص الهيئة من تبعات فكر الموظفين التقليدى ولهذا يجب أن يعاد النظر في واجبات المكاتب الإعلامية خاصة في الدول التي نجد فيها نشاطا معاديا لمصر وتنقل هيئة الاستعلامات إلى وزارة الخارجية بكل مخصصاتها لأنه لا معنىأنها تتبع الرئاسة ولا تؤدى دورها كما ينبغى. 
ويتولى رئاسة المكتب الإعلامي بالخارج دبلوماسى له خبرة في مجال الإعلام والرأى العام، أو يتولاه إعلامي أو صحفى من أصحاب الخبرات في الاتصال الجماهيرى وكيفية مخاطبة الآخر ويلحق بوزارة الخارجية.
ويجب أن تمد الحكومة المكتب الإعلامي بكل ما يحتاجه من عناصر بشرية ومادية وتقنيات حديثة تساعده على أداء وظيفته في تفنيد ومواجهة الحملات المشوهة لصورة مصر بالخارج، وتكون له قنوات اتصال مباشرة مع مراكز صنع القرار في الدولة الموجود بها، ومراكز تشكيل الرأى العام مثل الصحافة والإعلام، وله علاقات مؤثرة بعناصر توجيه الرأى مثل المفكرين والكتاب والساسة والأدباء والفنانين، ويؤدى المكتب الإعلامي دورًا مهمًا في تفعيل روابط وجمعيات الجالية المصرية بشكل يجعلها تساهم في قطع الطريق على شركات العلاقات العامة المؤجرة لتشويه صورة مصر وتعظم من دور الفعاليات المصرية بالخارج مثل المعارض والندوات والمشاركات المصرية في المؤتمرات العلمية، هذا إضافة إلى الزيارات الرسمية ومنها زيارات الوزراء وكبار المسئولين ومنها بالطبع زيارات رئيس الجمهورية لهذه الدولة أو تلك، بدلا من مولد الفنانين الذي يصاحب الزيارة وبلا أي مردود إيجابى، وأخيرا قد ننجح إعلاميا في مخاطبة أنفسنا بالداخل لكن هذا لا معنى له طالما نفشل في مخاطبة الآخر بالخارج، ومن ثم ستبقى صورة مصر سلببية في ذهنية هذا الآخر!